اقترن التهاب الأسعار دوما بالمناسبات فبعد رمضان حل العيد ليصطدم المواطنون بتلك الأسعار الملتهبة التي عانوا منها طيلة رمضان وارتفعت وتيرتها باقتراب العيد المبارك الذي يحمل أسمى معاني الرحمة والتلاحم إلا أن بعض التجار حولوا معانيه السامية وجعلوه مناسبة للكسب والربح السريع سواء من حيث عائدات الملابس أو من حيث المواد الاستهلاكية ليسقط المواطن في فخ تلك الأسعار المرتفعة، ويستعصى عليه استقبال مناسبة العيد في أجواء ملائمة، كما يفوت التجار جو الاحتفاء به على العديد من المواطنين محدودي الدخل بسبب تلك السلوكات. نسيمة خباجة لطالما اقترنت مناسبة العيد بإقبال المواطنين على التبضع بمختلف المواد خاصة وان العيد يفتح الباب واسعا لملاقاة الأقارب والأحباب، لذلك تعد الأسرة الجزائرية العدّة لاستيفاء متطلبات العيد من حيث الأطباق المحضرة لاستقبال الأقارب بما يقتضيه عرف المعايدة وتقديم التبريكات والتهاني بمناسبة العيد، وتقوم جل الأسر الجزائرية بالتحضيرات المبكرة لاجتياز العيد على أكمل وجه بغرض إكرام الضيوف. إلا أن الوتيرة التي استقرت عليها الأسعار في هذه الآونة بالذات لا تطمئن البتة وجعلت العديد من المواطنين في حيرة من أمرهم خاصة وان كسوة الأبناء استنزفت جزءا هاما من ميزانية الأسر، ليصطدموا مؤخرا بمتطلبات ملء قفة العيد في الأسبوع الأخير من رمضان، بسبب الأسعار الملتهبة التي عرفتها الخضر والفواكه وحتى اللحوم بنوعيها البيضاء والحمراء. ومن المواطنين من راح إلى التحضير للعيد قبل حلوله بأيام كثيرة للانفلات من نار الأسعار التي دأب التجار على رفعها في كل مناسبة فقاموا بجلب اللحوم وتخزينها بالمبردات إلى جانب بعض أنواع الخضر التي تعرف باستعمالها المكثف في أطباق العيد كالكوسة والبطاطا والبصل، تبعا لطبيعة الأطباق التقليدية المحضرة والتي تتراوح بين الكسكس والرشتة والشخشوخة والتي تتوافق أكثر مع استقبال الضيوف وإكرامهم. في جولة لنا عبر بعض الأسواق العاصمية لرصد الاسعار قابلنا تهافت المتبضعين على عربات الخضر تلك التي تعرف بمعقولية الأسعار على مستواها على خلاف ما هو شائع بالمحلات التي تشهد أسعارا ملتهبة لا تطمئن البتة ولا تخدم القدرة الشرائية للمواطنين، والمدهش أن الارتفاع مس اغلب الخضر لاسيما الأساسية منها في تحضير الأطباق على غرار الطماطم التي ارتفعت إلى 90 و120 دينار إلى غيرها من الخضر كالسلاطة التي ارتفعت إلى 120 دينارا، والفلفل إلى 60 دينارا، الباذنجان 70 دينارا، الجزر 50 دينارا، البطاطا 50 دينارا، أما اللحوم بنوعيها فحدث ولا حرج فالدجاج ارتفع إلى 300 دينار أما اللحوم الحمراء فتراوحت بين 900 و1200 للكيلوغرام الواحد تبعا للأنواع. وهي الأسعار التي سجلت سخطا كبيرا في أوساط المواطنين الذين ما فتئوا أن شارفوا على الخروج من ميزانية باهظة ليصطدموا بتلك الأسعار الملتهبة التي عكرت عنهم الأجواء البهيجة للاحتفاء بالعيد ذلك ما عبروا به منهم السيدة صبيحة التي قالت أنها تدهش لأمر هؤلاء التجار الدين يتحينون المناسبات للإعلان عن جشعهم المتواصل وأضافت أنها لحسن حظها جلبت بعض المواد الأساسية قبل العيد بأسبوع كامل، ولولا ذلك الحل لوجدت نفسها في مصيدة تلك الأسعار الملتهبة التي يطلقها التجار صوب الزبائن في كل مناسبة من اجل الربح خاصة وأنهم على يقين من إقبال جل المواطنين على التبضع والتحضير لمناسبة العيد حسب ما تقتضيه أعرافنا في كل مناسبة دينية.