أعلن مسؤولو مختلف التشكيلات السياسية نهاية الأسبوع الفارط عن نيّة أحزابهم في خوض غمار الانتخابات المحلّية والولائية المقبلة، وذلك خلال سلسلة من النشاطات الحزبية قادت مسؤولي الأحزاب إلى مناطق مختلفة من التراب الوطني. تأتي هذه النشاطات المتفرّقة لتحيي الساحة السياسية بعد الرّكود القاتل الذي عرفته عقب الانتخابات التشريعية الأخيرة، ليبدأ موسم جديد لسياسيينا نأمل خلاله أن يتمّ الإعلان عن الحكومة الجديدة التي طال أمد انتظارها. عرفت الساحة السياسية نهاية الأسبوع الماضي نشاطا ملفتا بعد فترة ركود دامت أكثر من شهرين في غياب مبادرات كانت من المفترض أن تظهر لإنعاش الساحة والتخفيف من الضغط في ظلّ التأخّر المحيّر في تشكيل الحكومة الجديدة. حيث عرفت مختلف التشكيلات السياسية انتعاشا مفاجئا بقرب موعد الانتخابات المحلّية المزمع إجراؤها بتاريخ 29 نوفمبر المقبل بعد الغيبوبة التي دخلت فيها كافّة الأحزاب عقب الانتخابات التشريعية الأخيرة. وقد عبّر مسؤولو مختلف التشكيلات السياسية في عدّة خرجات ميدانية عن البدء في التحضير للاستحقاقات المقبلة من خلال تشكيل لجان الترشيحات على مستوى الهياكل وتقديم التعليمات لمناضليها استعدادا لخوض غمار الانتخابات المحلّية المقبلة. بلخادم: "سنفوز كما فزنا في التشريعيات لأن شعبنا لا يحبّ المغامرة" من جهته، راهن عبد العزيز بلخادم الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني على فوز حزبه في المحلّيات بعدد أصوات يفوق الأصوات المحصّلة في الانتخابات التشريعية الأخيرة، مؤكّدا أن الشعب (جرّب وعرف الحقائق ولا يحبّ المغامرة). وكشف بلخادم خلال ندوة جهوية تكوينية لفائدة الشباب بولاية غليزان أن الحزب باشر العمل تحضيرا للانتخابات المحلّية مباشرة بعد اللّقاءات التكوينية ولقاء الجامعة الصيفية مع المكتب السياسي وأعضاء اللّجنة المركزية قصد تحديد المعايير التي سيتمّ الاعتماد عليها في تحضير القوائم واستلام الترشيحات وانتقاء المترشحين. ومن جانب آخر، أكّد الأمين العام لجبهة التحرير الوطني أنه سيتمّ العمل على (إشراك الجميع) في إعداد القوائم من خلال تشكيل لجان الترشيحات على مستوى القسمات والمحافظات مع الحرص على مجموعة من الخصال)، وأضاف قائلا: (هذه الخصال التي نتوسّمها في مرشّحينا زيادة عن النّضال والإخلاص في العمل والصدق في القول والنّزاهة في التعامل مع المال العام والشأن العام). ساحلي: "نصّبنا 12 مكتبا ولائيا جديدا" صرّح بلقاسم ساحلي الأمين العام لحزب التحالف الوطني الجمهوري أمس الأحد أنه تمّ تنصيب 12 مكتبا ولائيا جديدا تحضيرا للانتخابات المحلّية والولائية المزمع إجراؤها بتاريخ 29 نوفمبر المقبل، مضيفا أنه سيتمّ استكمال تنصيب المكاتب الولائية المتبقّية وعددها خمسة قبل عقد الندوة الوطنية لإطارات الحزب خلال الأسبوع الثاني من شهر سبتمبر القادم. من جانب آخر، جدّد إطارات التحالف الوطني الجمهوري تضامنهم مع وزير الدفاع السابق خالد نزار، مطالبين السلطات العمومية ببذل أقصى الجهود الدبلوماسية للحفاظ على سمعته كرمز للوفاء والإخلاص لمصالح الوطن، على حدّ قولهم. وأكّد حزب التحالف الوطني الجمهوري أمس الأحد في بيان صحفي حمل توقيع أمينه العام أن التحضيرات للانتخابات المحلّية المقبلة متواصلة، مشيرا إلى أنه تمّ خلال الندوة الجهوية لإطارات الحزب بولايات الوسط والتي عقدت أوّل أمس السبت ببرج بوعريريج تنصيب 12 مكتبا ولائيا جديدا، ليصل عدد المكاتب الولائية بذلك إلى 43 مكتبا على أن تستكمل عملية تنصيب المكاتب الولائية في بقّية الولايات وعددها 5 قبل عقد الندوة الوطنية لإطارات الحزب التي من المنتظر أن تتمّ خلال الأسبوع الأوّل من شهر سبتمبر المقبل. وفي هذا الإطار أعرب إطارات الندوة الجهوية لولايات الوسط عن استعدادهم لإنجاح الموعد الانتخابي المقبل، والذي اعتبره الحزب ثاني محطّة في مسار الإصلاحات السياسية، داعين إلى أن تكون فرصة لتكريس الديمقراطية وتعميق الحرّيات الفردية والجماعية وتقليص الفوارق الاقتصادية والاجتماعية. وجدّد المشاركون في الندوة الجهوية التي عقدت ببرج بوعريريج من جهة أخرى دعوتهم إلى كافّة التشكيلات السياسية ذات التوجّهات المتقاربة لتجنّب تشتيت أصوات النّاخبين من أجل تفادي تكرار ما حدث في الانتخابات التشريعية الأخيرة التي شهدت إقصاء العديد من الأحزاب بسبب عجزها عن تحصيل نسبة 5 بالمائة من أصوات الناخبين. وفي سياق آخر، جدّد إطارات الحزب تضامنهم مع وزير الدفاع الأسبق خالد نزار، معتبرين (محاولة محاكمته فصلا جديدا من فصول التدخّل الأجنبي في الشؤون الداخلية). وأضاف إطارات الحزب في ذات البيان أن هذه المحاولة تأتي بعد فشل محاولات التدخّل الأجنبي عن طريق (ما يسمّى بالثورات العربية)، متّهمين بعض الأطراف ممّن وصفوهم بأعداء الوطن الزجّ بالبلاد في متاهات (من يحاكم من؟ بعد أن عانينا لسنوات من خرافات من يقتل من؟). العسكري: "لن نقاطع المحلّيات ونهدف إلى التمثيل في كلّ الولايات" من جانبه، صرّح علي العسكري الأمين الأوّل لحزب جبهة القوى الاشتراكية على هامش لقاء جهوي للحزب بولاية سكيكدة بمناسبة إحياء الذّكرى ال 57 لأحداث 202 أوت 1955 بأنه ليست هناك أيّ نيّة للحزب في مقاطعة المحلّيات المزمع إجراؤها بتاريخ 29 نوفمبر المقبل، مؤكّدا أن حزبه بصدد التحضير للمشاركة في الانتخابات المحلّية المقبلة والدخول في أكبر عدد من الولايات، وأوضح في هذا الصدد أن التحضيرات الحالية تهدف إلى تحقيق تمثيل في كافّة الولايات. وأضاف العسكري في ذات السياق أن معايير الترشّح التي اعتمدها الحزب تحثّ على ضرورة الانفتاح على كافّة فئات المجتمع، مفنّدا فكرة وضع جبهة القوى الاشتراكية في مصاف الأحزاب الجهوية الأرندي ينصّب اللّجنة الوطنية للتحضير للانتخابات هذا، وقد صادق المكتب الوطني لحزب التجمّع الوطني الديمقراطي يوم الجمعة الماضي على برامج عمل اللّجنة الوطنية المكلّفة بالتحضير للانتخابات المحلّية المقبلة. وأكّد الحزب أن عمل هذه اللّجنة سيرتكز على توجيه وتنسيق عمل اللّجان الولائية المنصّبة على مستوى كافّة المكاتب الولائية، معربا عن ارتياحه للحصيلة الأوّلية لعمل اللّجنة الوطنية المكلّفة للتحضير للانتخابات المحلّية. ودعا المكتب الوطني من جهة أخرى كافّة أطراف أسرة التجمّع الوطني الديمقراطي إلى العمل بإخلاص من أجل تكريس مبادئ وأسس الحزب وتحقيق نتائج إيجابية خلال الموعد الانتخابي القادم، مشيدا بعملية تعزيز هياكل الحزب على مستوى بعض ولايات الوطن وتزويدها بمنسّقين ولائيين جدد لبعث نفس جديد في صفوف الحزب في هذه الولايات. غول: "سنشارك في المحلّيات و70 بالمائة من المسؤولين شباب" بدوره، أعلن عمر غول الرئيس المؤقت لحزب تجمّع أمل الجزائر (تاج) قيد التأسيس أوّل أمس السبت خلال ندوة تحضيرية للمؤتمر التأسيسي أن حزبه سيشارك في الانتخابات المحلّية، مشيرا إلى أن هذا الموضوع سيناقش من طرف القيادة الوطنية. وأضاف المسؤول الأوّل في حزب تجمّع أمل الجزائر أن 70 بالمائة من المسؤولين المحلّيين والوطنيين وأعضاء المكتب السياسي والمجلس الوطني للحزب سيكونون من الشباب. وفي سياق آخر، كشف غول أن هناك انضماما يوميا لنواب جدد وأعضاء من مجلس الأمّة إلى حزب (تاج)، مضيفا أنه سيتمّ قريبا الإعلان عن المجموعة البرلمانية للحزب. ودافع غول في الوقت ذاته عن النواب الذين غادروا أحزابهم للانضمام إلى تشكيلته السياسية الجديدة، والتي تنتظر ترخيصا لعقد مؤتمرها التأسيسي.