يبدو أن الكثير من الشبان يبتعدون عن معاكسة الفتيات في رمضان بالنظر إلى انحرافية السلوك وعدم توافقه مع الشهر الفضيل وغيره من الأيام، وطالما عانى مجتمعنا كثيرا من تلك الآفة التي امتلأت بها أزقتنا وشوارعنا بحيث أصبحت معاكسة الفتاة تحصيل حاصل، ويقابلنا الموقف أينما حلينا وبالنظر إلى شيوعه أوشك على اكتساء الطابع الاعتيادي فصار من الناس من يرونه انه سلوك عادي جدا وهو بمثابة الخطوة الأولى في العلاقة التي ربما ستثمر زواجا في المستقبل. وهناك مواقف تمادت فيها المعاكسة حدودها الطبيعة ووصلت إلى حد الكلام البذيء والملامسة.. ذلك ما كشفه الواقع في العديد من المرات. ومع حلول الضيف العزيز بصم الكل عن الكف عن تلك العادة المشينة خلال الشهر إلا انه في حقيقة الأمر لم يفارق الموقف أزقتنا بصفة كلية كون أن النظرات الناقصة هي متواصلة وهناك من اقرنها بعبارة اللهم إني صائم في وقت أحس فيها بتأنيب الضمير. ذلك ما هو جاري على مستوى أزقتنا وشوارعنا في بداية الشهر الكريم التي لم تودع تلك الظاهرة المشينة وحلت محلها عبارة "اللهم إني صائم" لدى البعض، فهناك من عجز عن الكف عن ذلك السلوك فراح يقرنه بتلك العبارة أو الدعاء في لحظة أحس فيها بتأنيب الضمير و تيقن بعدم توافق سلوكه مع الصيام. وفي هذا الصدد، اقتربنا من بعض الفتيات قرب الجامعة المركزية بساحة اودان فقالت إحداهن أن الظاهرة هي متواصلة وان خفَّّت عن الأول إلا أنها لم تنعدم تماما بطرقاتنا كون أن هناك من سولت له نفسه مواصلة السلوك المشين على الرغم من عدم توافقه مع الصيام ومع روحانية الشهر الكريم، وقالت أنها تعرضت مؤخرا إلى ذلك الموقف من احدهم فلم تتوان عن إسدائه درسا في الأخلاق، وأضافت أنها تشك في صيام هؤلاء فصيام النفس والجوارح عن الأفعال المشينة هو واجب أيضا ولا يقتصر الصيام عن حرمان النفس من الأكل والشرب فقط. وأردفت زميلتها بالقول انه مهما شهدت طرقاتنا تلك السلوكات في شهر رمضان فهي ليست على القدر التي تعرفه في الأيام العادية، كون أن العديد من الشبان ولحسن الحظ يحترمون حرمة الشهر الفضيل ويكفون على إسقاط بلائهم على بنات الناس بمعاكستهم، ووجب عليهم الكف عن ذلك في رمضان وفي غير رمضان كون أن هذا السلوك جد مشين، وفيه إزعاج للفتاة وتعد على حرمتها وحريتها في استعمال الطريق، لاسيما وان تمادت المعاكسة أطرها الطبيعية ووصلت إلى حد التلفظ بالكلام البذيء واللمس والاعتداء مثلما كشفه الواقع في العديد من المرات. واجتمعت آراء اغلب الفتيات أن المعاكسة لدى بعض الشبان تحولت إلى عبارة ودعاء "اللهم إني صائم" لتفادي التورط في تلك المواقف وإفساد يوم من الصيام بتلك الممارسات المشينة التي وجب تفاديها في كل شهور السنة وليس فقط في رمضان المعظم.