عادت مواكب الأعراس إلى أزقتنا وشوارعنا مباشرة بعد انقضاء رمضان بل حتى منذ الأسبوع الأول من انقضائه لاسيما وأنه حلت علينا بركته في أوائل شهر أوت مما أدى بمختلف الأسر إلى تأجيل أعراسها بغية التفرغ له، وما فتئت أن عادت أجواء الأفراح إلى شوارعنا مباشرة بعد انقضاء رمضان ذلك ما أتاح الفرصة لأغلب المحلات المتخصصة في بيع جهاز العروس من أجل رفع الأسعار، فالفرصة لا تعوض من أجل الربح السريع ما أثقل كاهل الأسر الجزائرية بالميزانية الكبيرة التي تتطلبها الأعراس بعد أن خرجت من ميزانيات كبرى تزامنت مرة واحدة. اشتكت العديد من العائلات من الارتفاع الذي شهدته أسعار ألبسة العروس والمستلزمات التي تدخل في جهازها والتي انطلقت جل المحلات في عرضها في هذه الآونة بالذات، ذلك ما يقابلنا بأغلب واجهات المحلات التي تزينت بمختلف الألبسة التقليدية التي عادة ما تلتزم بلبسها العروس الجزائرية كالكاراكو العاصمي والقندورة السطايفية وجبة الفرقاني القسنطينية، إلا أن غير الجميل فيها هو أسعارها التي أذهلت الزبائن وجعلتهم يبتعدون عنها متجهين إلى مراكز الخياطة الرفيعة، فالعديد من العرائس وجدن الحل في خياطة بعض ملابس التصديرة التي لا تكلفنهن كثيراً ومهما كلفتهن فتكاليفها تقل بكثير عن ميزانية اقتناء تلك الملابس من محلات بيع جهاز العروس لاسيما مع تخبط العائلات مع التكاليف الأخرى التي باتت تفرضها قوانين الأعراس الجزائرية كقاعات الحفلات التي باتت شرطا ضروريا، إلى جانب أرقى أنواع الحلويات، أما علبها فحدث ولا حرج، بحيث وصل عدد العلب التي توضع فيها إلى 200 دينار للعلبة الواحدة بعد أن تخصصت محلات في بيعها بالنظر إلى الاهتمام بها والطلب الكبير عليها في السنوات الأخيرة ليكون مصيرها سلة المهملات فيما بعد. انتقلنا عبر بعض المقاطعات في العاصمة فقابلتنا تحركات النسوة بمختلف الأزقة والشوارع خصيصا بغرض تجهيز بناتهن اللواتي كن برفقتهن، اقتربنا من البعض منهن لرصد آرائهن حول الأسعار المتداولة فأظهرن استيائهن من ارتفاع الأسعار الذي شهدته ملابس جهاز العروس بما فيها الألبسة التقليدية التي تدخل في التصديرة، كون أن أغلب التجار وجدوا الفرصة في استئناف الأعراس من طرف الأسر مباشرة بعد رمضان مما دفعهم إلى عرض مختلف المستلزمات الخاصة بالعروس على واجهات محلاتهم لجذب الزبائن. تقول الحاجة فطيمة التي كانت برفقة ابنتها إنها احتارت في أمر تجهيزها لاسيما وأنها ستزف بعد أيام، وهناك العديد من المستلزمات أجلتها إلى ما بعد رمضان لتصطدم بالتهاب الأسعار المسجل في أغلب المحلات وكأنها أجمعت على إرهاق جيوب الأسر المقبلة على إقامة إعراس أبنائها، وقالت إنها سوف تتجه وابنتها إلى محلات بيع الأقمشة الرفيعة ومن هناك إلى الخيّاطة مباشرة ذلك ما سيريحهما قليلاً من تلك الأسعار الملتهبة، فمهما كلفتهما الخياطة لا تقارن تكاليفها بتلك الأسعار التي تفرضها المحلات والتي وصلت فيها أسعار فساتين العروس إلى 30 ألف دينار، ناهيك عن الملابس التقليدية التي وصلت إلى حدود 40 و50 ألف دينار على غرار جبة الفرقاني وكذا الكاراكو العاصمي. واشتكت جل من تحدثن إليهن من تلك الأسعار المتداولة ووجدت بذلك الأسر الجزائرية نفسَها في مواجهة تكاليف الأعراس، إضافة إلى تكاليف المناسبات الثلاث بما فيها رمضان المعظم وعيد الفطر المبارك لتختم بالدخول المدرسي وبعدها الأعراس ومنها مباشرة إلى أضاحي العيد الذي سيحل علينا بعد أقل من شهرين وهكذا دواليك، مما يؤكد أن ميزانية الأسر الجزائرية لا تعرف الاستقرار أبداً.