* اشتباكات بين الباعة ومصالح الأمن بعين البنيان قدّم وزير التجارة بدائل جديدة لتجّار الأرصفة وألقى بالكرة في مرمى السلطات المحلّية، في الوقت الذي تتواصل فيه (الحرب) على التجّار الفوضويين، لتؤكّد السلطات أن (إعدام) التجارة الموازية قرار لا رجعة فيه، وهو القرار الذي تسبّب في (فتن) هنا وهناك وأدّى إلى اشتباكات بين قوات الأمن و(التجّار) الغاضبين. قال مصطفى بن بادة وزير التجارة أمس الاثنين إن الحكومة تعمل على إيجاد حلول سريعة لتجّار الأسواق الموازية الذين حرموا مؤخّرا من مزاولة أعمالهم بعد شروع الحكومة في إزالة هذا النّوع من الأسواق، مشيرا إلى أن الحكومة قرّرت تخصيص فضاءات لهؤلاء التجّار مع إعفائهم من الضريبة لمدّة ثلاث سنوات، إلى جانب استبدال السجِّل التجاري ببطاقة نشاط. ومن جهة أخرى أكّد بن بادة عزم الحكومة على غلق جميع الأسواق الموازية والقضاء على تجارة الأرصفة نهائيا، داعيا الجهات المحلّية المعنية إلى القيام بدورها في توفير الفضاءات الخاصّة والتكفّل بإدماج التجّار وتأطيرهم. وكشف مصطفى بن بادة وزير التجارة في تصريح له على هامش افتتاح الدورة الخريفية للمجلس الشعبي الوطني أمس الاثنين عن بعض الإجراءات التي اتّخذتها الحكومة في إطار التكفّل بتجّار الأسواق الموازية الذين حرموا مؤخّرا من مزاولة أعمالهم بعد انطلاق الحكومة في مشروع القضاء على تجارة الأرصفة نهائيا. ومن بين الإجراءات المتّخذة وضع التجّار في فضاءات خاصّة بهم مع منحهم بطاقة تثبت نشاطهم في إطار قانوني، مشيرا إلى أن الوزارة لا تفرض على هؤلاء الشباب امتلاك سجِّل تجاري لأن البطاقة تعوّض السجِّل التجاري. وأضاف بن بادة في ذات السياق أن الحكومة قرّرت إعفاء أصحاب التجارة الموازية سابقا من الضرائب لمدّة ثلاث سنوات متتالية، وأوضح من جهة أخرى أن الحكومة تسعى في إطار تنظيمي إلى إدماج الشباب الذين كانوا يمارسون مهنة التجارة في الأسواق الموازية في فضاءات خاصّة ومحدّدة، داعيا الجهات المحلّية المعنية إلى توفير هذه الفضاءات لإنجاح العملية التي بادرت بها الحكومة، والتي تهدف إلى حماية الاقتصاد الوطني والفضاءات العمومية وحماية المواطن. في سياق ذي صلة، عاشت عين البنيان صبيحة أمس حالة غليان وفوضى بعد أن وقعت اشتباكات عنيفة بين مصالح الأمن والباعة الفوضويين بهذه المنطقة. وحسب بعض المواطنين فإن أعمال العنف هذه وقعت بعدما لجأت مصالح الأمن رفقة السلطات البلدية وتبعا لمخطط الولاية في حملة لتطهير حي المنظر الجميل على مستوى الطريق المؤدّي إلى نادي الصنوبر من الباعة الفوضويين الذي حوّلوا المنطقة في المدّة الأخيرة إلى طاولات منتشرة في مختلف أنحاء الحي، ممّا خلق حالة استياء شديدة بين سكان المنطقة وحتى مستعملي هذا الطريق بعدما تعرقلت حركة المرور نتيجة تزايد الباعة. وحسب بعض شهود العيان الذين حضروا الواقعة فإنها أدخلت المنطقة في حالة طوارئ، ممّا استدعى الاستعانة بقوات مكافحة الشغب لتفريق المحتجّين وإزالة السوق الفوضوي، حيث وجدت هذه القوة مقاومة من شباب المنطقة الذين كوّنوا طوقا من الباعة الرّافضين للقرار الذي مسّهم وقطع أرزاقهم بين عشية وضحاها. ولقد لجأ المحتجّون إلى إشعال النيران في العجلات المطاطية لغلق الطريق والتراشق بالحجارة والقارورات الزجاجية، حيث دامت الاشتباكات حوالي ساعتين من الزمن أسفرت عن تسجيل العشرات من الإصابات قبل أن تتدخّل شاحنات لرفع مخلّفات الاحتجاج والسوق لفتح الطريق أمام حركة المرور. للإشارة، فإن العاصمة تشهد ومنذ الأسبوع الماضي حالة غليان بسبب الشروع في تنفيذ حملة لإزالة الأسواق الفوضوية انطلاقا من حي بلكور، باش جراح، بومعطي وساحة الشهداء تجسيدا لتعليمة الأخيرة لوزارة الداخلية.