تتفنن ربات البيوت في شهر رمضان من كل سنة في تحضير مختلف الأطباق التي تزين المائدة الرمضانية، والتي عادة ما تكون أطباقا تقليدية، بل إنّ بعضها صارت لا تحضر إلا في رمضان، ومنها لحم لحلو ة البوراك والمثوم. لكن، وبالإضافة إلى تلك الأطباق التي صارت لا تفارق موائد العائلات الجزائرية في رمضان، هناك الأطباق التي تحاول بعض ربات البيوت طبخها من حين لآخر، والتي عادة ما تكون غير معتادة، خاصة وأنها طبخات آتية من المشرق او المغرب العربي، تعثر عليها على صفحات كتب الطبخ او على الانترنيت، او حتى في القنوات الفضائية العربية التي تقدم مختلف الوصفات، خاصة مع حلول شهر رمضان، حيث تتسابق القنوات إلى بث مختلف البرامج التلفزيونية الأكثر جلبا للمشاهدين، ورغم أن المرأة الجزائرية لا تستغني لا عن الشوربة ولا المثوم ولا البوراك في مائدتها الرمضانية، إلا أن ذلك لا يمنعها من أن تنوع، وتحضر من حين لآخر بعض الأطباق الأخرى، والتي قد تنافس بغرابتها، ولمَ لا لذتها باقي الأطباق الجزائرية التقليدية المعروفة. يحكي لنا سفيان، 20 سنة، عن تقاليد أسرته في الطبخ يقول:"تحضر أمي ككل ربة بيت جزائرية الأطباق التي اعتدنا كعاصميين تناولها في رمضان، من الشوربة إلى مختلف "الشطاطح" التي لا استغناء لنا عنها، والتي حتى وان كنا في أحيان كثيرة لا نتناولها، إلا أن منظرها على المائدة شيء لا بد منه، وإلا فان نكهة رمضان والصيام تنقص، فانا مثلا لا آكل طبق الشوربة، إلا في مرات متباعدة، حيث احتسي منها القليل ويكون ذلك عادة في الليل، وليس في موعد الإفطار، إلاّ أنني مع ذلك لا أتخيل المائدة بدونها، ولكن أمي مع ذلك عادة ما تحضر لنا أطباقا لم نرها من قبل ولم نألفها، بل نتجه إليها ما إن يرتفع صوت المؤذن لنتذوقها ونشبع فضولنا قبل بطوننا، وهي أطباق شرقية في العادة، تتعلمها أمي من تلك البرامج التي تشاهدها على القنوات الفضائية المشرقية، حيث أنها حضرت لنا في أول يوم وجبة "المسقعة" والتي تصنع في مصر وفيها لحم وباذنجان وخضر أخرى، وكانت وجبة زادت مائدتنا تميزا، وأنا شخصيا أحببتها وأقبلت عليها بشهية كبيرة"، أما اسمهان، ربة بيت، فقالت:"أحب في كل مرة أن اجعل أسرتي تتناول طبقا مختلفا وشهيا، ويكون عادة من ثقافة أخرى، فبعدما تفننت في تحضير كل الأطباق الجزائرية، ومن مختلف مناطق الوطن، ها أنا ذا ابحث في الثقافات الأخرى بدءا بأطباق البلدان المجاورة، مثل المغرب، حيث لما اطلعت على أكلاتهم خاصة تلك التي يحضرونها في شهر رمضان، اكتشفت أنها مثيرة حقا، مثل طبق "البصطيلة" والذي صنعته قبل يومين وأحبه أولادي وزوجي وطلبوا مني أن احضره مرات أخرى، ولو أنني أريد أن اكتشف واصنع أشياء جديدة، ربما تكون أحسن، مثل الشوربة الرمضانية التركية التي حضرتها اليوم، والتي تشبه إلى حد ما شربتنا التي اعتدنا عليها، ولكنها تختلف في بعض التوابل والإضافات التي تعطي نكهة ومذاقا مختلفين".