عرفت منطقة عين النّعجة صبيحة أمس الأربعاء إنزالا أمنيا مكثّفا منذ الساعات الأولى للصباح، من أجل مواصلة عملية تطهير العاصمة من النقاط السوداء للأسواق الفوضوية. واستهدفت العملية طرد الباعة الفوضويين الذين ينشطون على مستوى سوق عين النّعجة ببلدية جسر قسنطينة وأزالت طاولاتهم الفوضوية المنصوبة على حافّة الطريق بطرق سلمية لتفادي أيّ مواجهة مع الباعة غير الشرعيين وتفادي وقوع ضحايا وأعمال عنف كما وقع في باش جراح وعين البنيان. لإتمام هذه العملية سخّرت قوات الأمن الوطني لولاية الجزائر شاحنة وسيّارة لنقل قوّات مكافحة الشغب لمواجهة أيّ مقاومة من شأنها أن تحدث انفلاتا أمنيا بالحي الشعبي الواقف على حافّة بركان يفيض بالآفات الاجتماعية. ودامت عملية الحصار الأمني المفروض على عين النّعجة لفترة طويلة قامت خلالها مصالح الأمن بإزالة الأعمدة التي نصبها التجّار غير الشرعيين على طول الطريق الرئيسي، كما تمّ تنظيف الطريق الرئيسي والطرق المجاورة له من أجل تسهيل الحركة أمام المارّة وأصحاب السيّارات الذين استحسنوا الفكرة والعملية التي ستضع حدّا فاصلا للفوضى التي شهدها المكان على مدار سنوات طويلة، بالإضافة إلى التخفيف من ظاهرة الاعتداءات والسرقة التي يتعرّض لها زبائن السوق وحتى المارّة الذين لم يسلموا من اعتداءات بعض العناصر المنحرفة التي تنشط بالمنطقة مستغلّة التوافد وحالتي الاكتظاظ والتزاحم الدائمتين في هذا الموقع. وقد عبّر عدد من الباعة الفوضوين عن استيائهم من العملية التي قطعت رزق المئات من العائلات رغم أن السلطات المعنية أكّدت عبر منابر مختلفة على حلول بديلة لهؤلاء الباعة. وللعلم، فإن هذه العملية تأتي تطبيقا للتعليمة الصادرة من وزارة الداخلية والجماعات المحلّية، والتي تنصّ على منع أيّ تصرّف من شأنه أن ينتج عنه تشويه الأرصفة ووجه المدينة، إلاّ أن هذا يتمّ -حسبهم- وفق دراسة أوّلية يأخذ فيها بعين الاعتبار وضعية التجّار وضرورة تحويلهم إلى أماكن أخرى لممارسة نشاطهم التجاري، خاصّة وأن العديد من البلديات سمحت بتجسيد قرار مسح السوق الفوضوي.