تتمة للمخطط الأمني المدروس والمضبوط رفقة السلطات المحلية تم أمس وبشكل نهائي القضاء على السوق الفوضوي لباش جراح بعد العملية التي مست الأسبوع الماضي أسواق باب الوادي والقصبة والتي أشرفت عليها مصالح الأمن التي واجهت احتجاجات الشباب الذين رفضوا التخلي عن ممارسة نشاطهم الفوضوي على الرغم من توفير البلدية لسوق جواري يسع أزيد من 400 تاجر على مستوى حي النخيل غير البعيد عن موقع السوق الحالي. وقد شرعت مصالح الأمن مباشرة عقب شهر رمضان في القضاء على اكبر الأسواق الفوضوية التي عششت بالعاصمة منذ سنوات، فبعد القضاء على الأسواق الفوضوية الواقعة بكل من باب الوادي والقصبة جاء أمس الدور على سوق باش جراح الذي يضم المئات من الباعة الفوضويين القادمين إليها من مختلف بلديات العاصمة مستغلين بذلك مساحات هامة وحارمين المارة والسائقين من استغلال عدد من الممرات والطرق. وقد تجندت مصالح الأمن بشكل حازم للقضاء الفعلي والنهائي على العديد من الأسواق الفوضوية التي احتلت كبرى المساحات وأهم الطرق بالعاصمة وذلك بعد أن استنفدت المهلة الخاصة بالشهر الفضيل والذي شهد انتعاشا كبيرا لجميع الأسواق الفوضوية، حيث تسجل مساحات التجارة الفوضوية تدفق الملايين من المواطنين الذين يشجعون مثل هذه الممارسات وهو ما دفع بمصالح الأمن إلى تركيز جهودها على القضاء الفوري والعاجل على هذه الأسواق بعد رمضان. وشرعت ذات المصالح التي جندت عددا هاما من رجال الشرطة ومنذ ساعات مبكرة من نهار أمس في طرد الباعة الفوضويين المنتشرين على طول الطريق الرابط بين مركز البريد وموقف الحافلات على مسافة تزيد عن الكيلومترين والتي تشهد انتشار ما لا يقل عن 500 تاجر فوضوي قدموا من عدة بلديات وقد تخللت العملية بعض الفوضى التي تسبب فيها شباب لم يستفيدوا من أماكن للبيع في السوق الجواري الجديد بحي النخيل لكونهم ليسوا أبناء البلدية ولا يقيمون بها. وقد هيأت سلطات بلدية باش جراح سوقا جواريا جديدا بحي النخيل يسع لنحو 400 تاجر في شكل طاولات للبيع على غرار سوقي زوج عيون بالقصبة، وبحسب عضو بالمجلس الشعبي البلدي لباش جراح، فإن السوق مجهز لاستقبال التجار وهو يقع بمكان لا يقل شعبية ولا إقبالا عن سابقه غير أن تنصيب هذا السوق لقي معارضة من السكان الذي ابدوا تخوفات من تحول وانتقال الفوضى إلى حيهم. من جهتهم عبر عدد من الشباب المحولين إلى السوق الجواري الجديد استياءهم جراء اختيار السلطات لهذا الموقع الذي وبحسبهم يفتقر إلى الأمان بسبب عزلته وانتشار الاعتداءات والسرقات به وهو ما قد يحول دون انتقال المتسوقين إليه، فيما يؤكد عضو المجلس الشعبي البلدي لباش جراح ان السلطات المحلية لم تجد مكانا غير ذلك أما العزلة فمن شأن التجار الجدد أن يقضوا عليها من خلال ازدهار نشاطهم التجاري. للإشارة فإن عملية القضاء على السوق الفوضوي لباش جراح تبعتها أيضا حملة ضد أصحاب المحلات الذين يخرجون سلعهم لعرضها فوق الأرصفة والطرقات محتلين بذلك مساحات إضافية ومصطفين إلى جانب التجار الفوضويين في صورة لا تفرق فيها بين التجارة الشرعية والموازية وقد تم تحذير أصحاب المحلات من مغبة العودة إلى إخراج سلعهم وعرضها خارج محيط محلاتهم. وكانت المديرية العامة للأمن الوطني قد وجهت تعليمات صارمة إلى جميع مصالحها تشدد فيها على ضرورة تركيز الاهتمام للقضاء على الأسواق الفوضوية خاصة بعد انقضاء الصيف و شهور المواسم التي توالت تباعا فاسحة المجال لظهور عدد اكبر من التجار الفوضويين واستفحالهم وبالتالي حان الأوان لوضح حد لهم مع الدخول المدرسي والاجتماعي ، وألحت التعليمة على ضرورة العمل المتواصل للحيلولة دون عودة الباعة الفوضويين إلى أماكنهم على غفلة من السلطات المحلية والأمنية. وتشير الإحصائيات إلى انتشار رقعة التجارة الفوضوية وانتعاشها بنسبة 10 بالمائة مع ارتفاع عدد التجار الفوضويين الجدد بنحو 150 ألف تاجر موسمي جديد يعملون فقط خلال فصل الصيف ورمضان، فيما يحتكر 5,1 مليون تاجر فوضوي أكثر من 500 نقطة بيع فوضوية ثابتة و1000 سوق متحرك عبر الوطن.