باعة فوضويون يغلقون المداخل الرئيسية لعاصمة الشرق تعرف المداخل الرئيسية لولاية قسنطينة حالة من الفوضى و الانسداد بفعل انتشار التجارة الفوضوية للخضر و الفواكه على حوافها و الناتجة عن الزحف الجماعي للباعة الفوضويين و التجار على حد سواء، مما خلق اختناقا مزمنا في حركة السير بعاصمة الشرق فضلا عن تسجيل العديد من حوادث المرور على الطرق السريعة التي تتوقف بها الحركة. فعلى مستوى الطريق الوطني رقم 27 و تحديدا بحي المنية تعرف هذه الطريق اختناقا كبيرا في حركة السير طوال اليوم بسبب ما تعرفه من حركة مرورية كثيفة وقيام بعض أصحاب المركبات بالتوقف الخطير وسط الطريق لشراء ما طاب لهم من الخضر و الفواكه بأسعار تبدو أقل إلى حد ما من الأسواق الشعبية، في وقت لا يكلف البعض الآخر نفسه ركن سيارتهم و إن كان وسط الطريق، و إنما يكتفي بالتوقف العشوائي أمام البائع لطلب ما يريد عبر نافذة السيارة دون أن يأبه بما يسببه من إزعاج للمارة بهذا السلوك، مما بات يتسبب في طوابير طويلة تمتد من حي المنية إلى غاية حي بودراع صالح، حتى أصبح أصحاب المركبات يستغلون حواف الطريق لتفادي الازدحام بالرغم من أنه مخصص للمارة. و في الجهة المقابلة من المدينة اتخذ باعة آخرون من حي سيساوي مقرا لممارسة نشاطهم التجاري لبيع الخضر و الفواكه على مستوى الطريق الرابط بين بلديتي قسنطينة و الخروب، فعلى الرغم من أن الظاهرة قديمة نوعا ما إلا أنها توسعت مؤخرا بشكل رهيب إلى أن بلغ عدد الباعة قرابة 50 بائعا بين أبناء 5 أحياء مجاورة ممن اعتادوا النشاط بتلك النقطة التي وصفوها بالحيوية، و غرباء حتى عن المدينة يضطرون إلى المبيت داخل مركباتهم يوميا. و بالإضافة إلى هذين المدخلين اللذان يشهدان أعلى نسبة لانتشار التجارة الفوضوية، فإن مداخل أخرى لعاصمة الشرق الجزائري تشهد نفس الظاهرة و إن كانت أقل حدة على غرار المدخل عبر بلدية عين السمارة و حتى ببعض الطرق الحيوية كالطريق الرابط بين حي بو الصوف و زواغي سليمان و التي يزيد عدد الباعة فيها من يوم لآخر. مزابل بالمنية و خواص لجمع نفايات الباعة بسيساوي فعلى عكس حالة الفوضى و الأوساخ التي كانت منتشرة على حواف الطريق بحي المنية بسبب بقايا الخضر و الأكياس التي تشوه المكان، وجدنا في جولة قادتنا إلى حي سيساوي المكان نظيفا و العربات مصفوفة بشكل منظم فحاولنا التقرب من بعض الباعة للاستفسار عن طريقة عملهم، فأجابونا بأنهم يباشرون نشاطهم في حدود الرابعة فجرا بعدما يحضون بضاعتهم من أسواق الجملة و يبدؤون عملية البيع، و قبل أن ينتهي النشاط يقوم كل واحد منهم بتنظيف مكانه وجمع نفاياته التي يضعها في حاوية البلدية ثم تأتي شاحنة يقومون باستئجارها جماعيا لنقل هذه الفضلات إلى المفرغة العمومية للمحافظة على نظافة المكان و تفادي الدخول في مشاكل مع المصالح المعنية بحجة انتشار الفضلات كما قالوا للنصر، حيث أكدوا بأنهم يدفعون يوميا جماعة مبلغ 2000 دينار لصاحب الشاحنة من أجل المهمة. في الوقت الذي وجد فيه بطالون تجارة حواف الطرقات مخرجا لهم في ظل غياب أماكن النشاط أو عدم امتلاكهم لما يدفعونه مقابل استغلال الأرضيات داخل الأسواق المنظمة كما يقولون، قام الكثير من التجار ممكن يملكون محلات لمزاولة النشاط و طاولات داخل أسواق الخضر و الفواكه بوسط المدينة باستغلال الوضع، حيث عمدوا إلى توسيع نشاطهم إلى الشوارع مثلما هو الوضع عليه بسوق المنية، فقد أكد العديد من الباعة ممن التقيناهم في جولتها و كذا مسؤولين بالبلدية بأن الكثير من تجار سوق الشهداء يبيعون بضاعتهم بهذا المكان، حيث ينتقل صاحب الطاولة بالسوق المنظم إلى سوق المنية و يبقى أحد أقاربه بسوق الشهداء، بالإضافة إلى ذلك أكد بعض الباعة المحليين الساكنين بحي المنية و سيساوي بأن الكثير من أبناء باقي أحياء الولاية كالدقسي، القماص و غيرها قد انضموا إليهم، فضلا عن وجود بعض الأجانب عن الولاية خاصة من الجنوب الذين يبيعون التمر. من الفواكه الموسمية إلى بيع الأواني و فتح المشاوي لطالما عرف حي المنية بفواكهه الموسمية المميزة عن باقي المناطق كالتوت و التين حيث عادة ما يقوم أبناء الحي ببيعهما على حافة الطريق الوطني رقم 27، غير أن الأوضاع بدأت تأخذ منحى آخر منذ نهاية العام الماضي عندما أصبح بعض باعة الخضر يركنون شاحناتهم المحملة بالبطاطا أو البصل مما استدعى تدخل مصالح البلدية لردعهم عن طريق وضع إشارة تمنع الوقوف و التوقف بتلك النقطة التي تحولت إلى سوق، و كذا بفضل دوريات الأمن و الدرك الوطني التي استمرت في مراقبة المكان لضمان عودة الباعة إليه مجددا. غير أن ما شهدته الولاية مؤخرا من أحداث أعادهم بشكل مكثف حيث عرف حي المنية زحفا جماعيا للباعة الذين نزعوا إشارة منع الوقوف و التوقف و فرضوا بقاءهم، و هو نفس الوضع بحي سيساوي، غير أن التجارة لم تقتصر على الخضر و الفواكه بعد أن أصبحت طاولات بيع الأواني تزاحم باعة الخضر، فضلا عن قيام بعض الأشخاص بفتح مشاوي للحم لتوفير غذاء للباعة بعد أن لاقى نشاطهم إقبالا واسعا حسب ما أكدوه لنا، و لم تخل هذه الأسواق أيضا من مختلف أنواع الدجاج، زيت الزيتون وكذا ما يصطلح عليها ب"الطواجن" المخصصة لطهي الخبز التقليدي "الكسرة". مواطنون يدعون لمحاربة التجارة الفوضوية على حافة الطرقات بين مؤيد و معارض لفكرة التجارة الفوضوية للخضر و الفواكه على حواف الطرقات تنوعت ردود المواطنين الذين التقيناهم بالسوقين، حيث اعتبر البعض بأن تقريب مثل هذه المنتوجات الضرورية ليوميات المواطن أمر جيد خاصة بالنسبة للموظفين الذين لا يجدون وقفا كافيا لاقتناء حاجياتهم و وجودها على مستوى الطرقات التي توصلهم إلى بيتهم سهل عليهم الأمر،وطالبوا بضرورة الإبقاء على هذه الأسواق لأنها تخدم المواطن بالدرجة الأولى بالنظر لأسعارها المعقولة فضلا عن أنها خلقت مناصب عمل للكثير من البطالين. و في المقابل وصف آخرون الظاهرة بالمشينة و قالوا بأنها شوهت المحيط و منظر الولاية عند مداخلها الرئيسية ،كما أنها تزيد من حدة أزمة المرور بالولاية بسبب التوقف العشوائي للزبائن وسط الطريق، حيث طالبوا بمحاربة الظاهرة مادام يستحيل تلقين كل فرد في المجتمع آداب الطريق كما قالوا، مؤكدين بأنهم بالفعل يقتنون حاجياتهم من هذين السوقين غير أنهم يركنون في المكان المناسب و دون أن يتسببوا في عرقلة حركة السير كما يتصرف الكثير دون أن يأبه بحجم الفوضى و الأخطار التي قد تنجر عن سلوكاتهم بسبب حوادث المرور على مستوى مثل هذه المحاور المهمة و الخطيرة في آن واحد. برنامج الأسواق الباريسية متوقف و الباعة يستعجلون فتحها لا يزال برنامج خلق 18 سوقا بين يومية باريسية للخضر و الفواكه و أسبوعية ببلدية قسنطينة مجرد اقتراحات طرحت خلال أشغال دورة استثنائية بالمجلس الشعبي البلدي و كانت محل جدل واسع بسبب بعض الأرضيات التي اعتبر تحويلها إلى أسواق يومية للخضر و الفواكه طوال الفترة الصباحية إجراء خطير مثل أرضية طاطاش بلقاسم بوسط المدينة، فالباعة بسوقي المنية و سيساوي يطالبون بالتعجيل بفتح هذه الأسواق لضمان ممارسة نشاطهم في ظروف لائقة. أما مسؤولي القطاعين الحضريين بودراع صالح و التوت، فقد أكدوا بأنه لم يشرع بعد في تجسيد البرنامج غير أنهم وجدوا صعوبات و عراقيل مع الباعة خلال إحصائهم حيث أن العدد في ازدياد مستمر و هو ما يلعب فيه تجار بالأسواق المنظمة دور كبير.