قال زعيم الحركة الإسلامية الفلسطينية في فلسطين 1948، الشيخ رائد صلاح: (إن الاحتلال الإسرائيلي يُحاول محو التراث الديني والتاريخي لفلسطين). وفي تصريح صحفي أدلى به في إسطنبول، التي وصل إليها بناءً على دعوة من جمعية (حماية الآثار العثمانية في القدس وما حولها)؛ أفاد (صلاح) أن هناك حوالي 200 جامع ومسجد ومدرسة دينية وآثار إسلامية في القدس وما حولها، تستخدمها الحكومة الصهيونية لأغراض غير أغراضها الأصلية المخصصة لها. وأشار إلى أن الرأي العام سواء في العالم الإسلامي، لم يُبد اهتمامًا بالشكل الكافي بهذه الآثار، التي حوَّلها الكيان إلى قاعات حفلات وحانات ومخافر وجمعيات صهيونية، مؤكدًا أن كثيرًا من الآثار العثمانية تعرض للتخريب. ودعا إلى حماية (دور العبادة المستخدمة لغير أغراضها)، التي عرفها الرأي العام التركي من خلال قضية مهرجان الخمور في مسجد (بئر السبع)، وأوضح أن مجموعات صهيونية متطرفة وصلت في حفرياتها تجريها في القدس إلى أسفل صحن المسجد الأقصى، مؤكدًا أن الكيان الصهيوني يحاول تقسيم الأقصى إلى قسمين للمسلمين واليهود، كما فعل في (مسجد الخليل) بمدينة الخليل. من جهة أخرى، حذَّرت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث من تعمُّد مستوطنين متطرفين اقتحامهم الأقصى المبارك بلباس ما يسمى (كهنة الهيكل) المزعوم وتأدية شعائر تلمودية خاصة في أنحاء متفرقة من المسجد. وقالت المؤسسة في بيان: إن شخصية دينية سياسية (إسرائيلية) اقتحمت الأقصى وتجولت عند جميع بوائك مسجد قبة الصخرة، وأدت عندها شعائر توراتية وتلمودية. وقالت المؤسسة: إنه ومن خلال رصد (عمارة الأقصى) لمجريات الأوضاع في الأيام الأخيرة في المسجد الأقصى، لوحظ أن هناك متطرفين ومستوطنين يتعمدون ولو خلسة تأدية بعض الشعائر التوراتية في باحات المسجد. وأوضحت أنهم يتعمدون أن يكونوا حفاة القدمين، وهي إحدى الطقوس المدعاة عندهم عند دخولهم (جبل الهيكل) المزعوم. ولفتت إلى أن عددًا من المستوطنين يقتحمون الأقصى بملابس خاصة يطلقون عليها (لباس كهنة الهيكل)، ثم يقومون بجولة بمسار محدد في أنحاء الأقصى، ويؤدون في جوانبه طقوسًا توراتية وتلمودية، بشكل استفزازي، خاصة عند خروجهم من المسجد باتجاه باب السلسلة. إلى ذلك، سادت في ساعات أمس خاصة الصباحية حالة من التوتر والترقب، في ظل اقتحام نحو 30 مستوطنًا للمسجد الأقصى، فرادى أو بمجموعات صغيرة، وتعالت في نفس الوقت تكبيرات المصلين والمرابطين، خاصة من طلاب (مشروع إحياء مساطب العلم في المسجد الأقصى)، الذي ترعاه (مؤسسة عمارة الأقصى والمقدسات)، والذين يواصلون حضورهم الباكر والدائم في المسجد الأقصى، ويتوزعون عند ساحاته ومصاطبه، بالرغم من تضييقات الاحتلال المتواصلة لهم. ويُذكر هنا أن هذا الحضور والرباط الباكر والدائم وإن كان لا يمنع بشكل كامل اقتحامات المسجد الأقصى، لكنه يقلل من حجم وعدد الاقتحامات والمقتحمين المدنسين لمسرى الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم.