كشف وزير التربية الوطنية عبد اللّطيف بابا أحمد أوّل أمس أن مديريات التربية عبر الوطن لم تستقبل أيّ شكوى من طرف الأولياء السوريين فيما يخص تمدرس أطفالهم في المؤسسات التعليمية الجزائرية، موضّحا أن العملية تسير بطريقة طبيعية، حيث تمّ توجيه جميع الأطفال حسب مستوياتهم في انتظار الحصول على كافّة الإحصائيات، مشيرا في الوقت ذاته إلى مساعي الوزارة للتكفّل بالنّقائص التي عرفها الدخول الاجتماعي. أكّد بابا أحمد على هامش اللّقاء الذي جمعه مع مديري التربية ونقابات القطاع يوم الخميس أن عملية تسجيل أبناء اللاّجئين السوريين تجري في ظروف عادية، حيث لم تتلقّ الوزارة منذ انطلاقها أيّ شكوى بفضل الإجراءات التي اتّخذتها الحكومة لتسهيل عملية تسجيلهم وتمدرسهم حسب البرنامج البيداغوجي الجزائري، مضيفا أنه تمّ توجيه أطفال آخرين نحو مؤسسات التعليم والتكوين المهنيين. وتطرّق الوزير خلال اللّقاء إلى جملة من النّقائص التي عرفها الدخول المدرسي 2012/2013، حيث وقف على مشكل نقص التأطير في مادة الرياضيات مرجعا السبب إلى تراجع حاملي الشهادات الجامعية في هذا الاختصاص، حيث لا تتجاوز نسبة النّاجحين في شهادة البكالوريا شعبة الرياضيات 03 بالمائة من مجموع النّاجحين سنويا، مضيفا أن هذه الظاهرة عالمية وليس حكرا على الجزائر، وهو ما انعكس سلبا على التأطير في المؤسسات التربوية. كما كشف بابا أحمد أنه لتغطية هذا النّقص الذي مسّ أيضا مادة الفيزياء واللّغات الأجنبية في عدد من ولايات الوطن تمّ الترخيص قانونيا بجلب أساتذة من ولايات أخرى شاركوا في مسابقة التوظيف في أوت المنصرم بعدما منحت مديرية الوظيف العمومي موافقتها. ويعدّ الاكتظاظ من أهمّ المشاكل التي واجهت الدخول المدرسي الجديد وبوجه أخص في 10 ولايات بسبب التحاق كوكبتين من التلاميذ بالطور الثانوي (التلاميذ الذين استكملوا الطور المتوسط للنظامين القديم والجديد) والتأخّر في إتمام إنجاز منشآت مدرسية المبرمجة لهذا الغرض، وهو ما دفع الوزير إلى مطالبة الولاّة بالإسراع في إنجاز المشاريع المتأخّرة للثانويات، حيث أفاد بأنه شرع في (اتّصالات مع الولاّة لتحسيسهم بضرورة دعم وزارة التربية بالإسراع في تسليم المشاريع المتأخّرة في القطاع). وقد عرف قطاع التربية الوطنية تأخّرا في إنجاز 413 ثانوية من قِبل شركات الإنجاز عبر 35 ولاية بالرغم من أن بعض المشاريع انطلقت فيها الأشغال منذ سنة 2004، وهو ما تسبّب في الاكتظاظ في السنة الأولى ثانوي، ويتعلّق الأمر لا سيّما بولاية الجزائر التي كان من المنتظر أن تستلم 29 ثانوية ووهران 24 ثانوية وسطيف 23 ثانوية وكلّ من تيزي وزو وتلمسان وبسكرة وأم البواقي والشلف التي كان من المتوقّع أن تستلم كلّ واحدة منها 17 ثانوية مع الدخول المدرسي 2012-2013. وبخصوص الكتاب المدرسي سجّلت وزارة التربية الوطنية اكتفاء وتغطية شاملة. ومن جهة أخرى، عبّر السيّد بابا أحمد عن استيائه لتأخّر التحاق التلاميذ بالمدارس في بعض الولايات الجنوبية بعد أسبوعين من الدخول المدرسي، داعيا المسؤولين التربويين إلى معالجة هذه الوضعية ب (جدّية)، وقال إنه إذا كان تأخّر التلاميذ في الإلتحاق بالمدارس يعود إلى أسباب مناخية فإنه يمكن تغيير تاريخ الدخول المدرسي.