أفادت صحيفة (غارديان) البريطانية أمس الاثنين أن مئات المقاتلين الأجانب يتوافدون إلى سوريا للمشاركة في الحرب ضد نظام الرئيس بشار الأسد. وقالت الصحيفة إن (قدامى المحاربين الجهاديين من العراق واليمن وأفغانستان" يشاركون المقاتلين الأجانب من دول أخرى في القتال على خطّ المواجهة في مدينة حلب ويعبرون الحدود بجوازات سفر مزوّرة، غير أن الوصول إلى سوريا أسهل عن طريق الرحلات الجوية من جنوب تركيا والسير عبر الحدود، وأضافت أن المقاتلين الأجانب، وبعد وصولهم إلى سوريا، يتوزعون على (المنظمات الجهادية) المختلفة، بما فيها (أحرار الشام) و(جبهة النّصرة)، ويُسمح لبعضهم، مثل أبو عمر الشيشاني، بتشكيل وحدات خاصة بهم تُعرف باسم (المهاجرون)، وتُعرف لدى السوريين باسم (الإخوة الأتراك). وهي كلّها تنظيمات سُنّية تؤكّد أن الأزمة السورية قد اخذت بُعداً طائفياً خطيراً وانحرفت عن مسارها كثورة شعبية تهدف إلى الاطاحة بالنظام الديكتاتوري الحالي لإقامة نظام ديمقراطي بديل. وأشارت الصحيفة إلى أن سوريين يديرون (معسكرات الجهاد) يستقبلون المجنّدين الجدد بعد وصولهم إلى سوريا قادمين من تركيا ويقومون بتوزيعهم على الوحدات المقاتلة وتوفير التدريبات الأساسية لها لمدة عشرة أيام وتزويد كل وحدة منها بشخص يتحدث اللّغة العربية، وقالت إن تباين مستويات القدرة القتالية بين المتطوّعين الأجانب واضحة، ف (الجهاديون) الشيشان هم أكبر سنّا وأطول قامة وأقوى من غيرهم ويرتدون ملابس عسكرية ويحملون أسلحتهم بثقة وينأون بأنفسهم عن بقية المقاتلين الأجانب ويتحرّكون بشكل متماسك. وأضافت الصحيفة أن أحد المقاتلين الأجانب الذين دخلوا إلى تركيا كان جنديا سابقا في الجيش التركي وكان يحمل معدات وأسلحة على نمط القوات الغربية، في حين بدا الفقر واضحاً على ثلاثة مقاتلين من طاجيكستان ومقاتل باكستاني، وارتدوا سراويل قصيرة جدّا وكانت أحذيتهم قديمة وممزّقة، وقالت إن المقاتلين الأجانب متكتمون جداً وخاصة عند التعامل مع (الجيش السوري الحرّ)، وحين سأل سوريون عن بلدانهم، أجاب مقاتلٌ أشقر يتحدث اللغة الفرنسية أنه مغربي، ورد المقاتلون الشيشان بأنهم أتراك، والطاجيك بأنهم أفغان. وأضافت الصحيفة أن مجموعة من المقاتلين الليبيين اشتكت من قلة الذخيرة، وقال واحد منهم (هذه ثورة فقيرة جدّا، فنحن في السنة الثانية لكن المقاتلين لا يزالون يفتقرون إلى الأسلحة والذخيرة الكافية)، فيما اعترف أردني علماني، خدم في الجيش الأردني برتبة ضابط وعاش في أوروبا الشرقية حيث عمل بمهنة الاستيراد والتصدير، بأن بندقيته البلجيكية تحتوي على 11 طلقة فقط. ونسبت (غارديان) إلى المقاتل الأردني قوله (إنه فلسطيني الأصل وجاء إلى حلب دون أن يخبر زوجته وأولاده للمشاركة في القتال لأن ذلك واجبه، ولأنه يعرف ما فعله النظام السوري بالفلسطينيين، وأنه قصف مخيماتهم في لبنان واغتال قادتهم). وأضاف المقاتل الأردني الفلسطيني الأصل (إن نصف مآسي أمتنا هي بسبب إسرائيل والنصف الآخر بسبب النّظام السوري).