قال المبعوث العربي والأممي إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي، أمس، إن النظام السوري يعتقد أن خمسة آلاف مقاتل أجنبي يساهمون في الأزمة، مشددا على أن سوريا تواجه كارثة إنسانية خطيرة. جاءت تصريحات الدبلوماسي الجزائري، وفق وكالة الأنباء الفرنسية، خلال تقديمه لمجلس الأمن تقريره عن أول زيارة له إلى سوريا، التقى خلالها الرئيس بشار الأسد. طالب ممثلون عن نحو عشرين حزباً وهيئة سورية من معارضة الداخل ب''وقف العنف فورا'' من قبل طرفي النزاع، وذلك ''تحت رقابة عربية ودولية مناسبة''. وجاء في البيان الختامي ''للمؤتمر الوطني لإنقاذ سوريا''، الذي ضم 20 حزبا وهيئة معارضة وعقد في دمشق أول أمس، وحضره خصوصاً سفيرا روسيا وإيران، إن ''استراتيجية الحل الأمني العسكري التي انتهجها النظام للرد على ثورة الشعب المطالب بالحرية والكرامة والديمقراطية، تسببت في تعميم العنف وخلقت بيئة ملائمة للعديد من الأجندات الخاصة''. وطلب المؤتمر من المبعوث الدولي الخاص إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي، أن يدعو إلى ''عقد مؤتمر دولي حول سوريا تشارك فيه جميع الأطراف المعنية، تكون مهمته البحث في أفضل السبل السياسية للبدء بمرحلة انتقالية تضمن الانتقال إلى نظام ديمقراطي تعددي''. ميدانيا، تواصلت المعارك الشرسة في ريف دمشق وحلب ودرعا، حيث أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل خمسة أشخاص، بينهم ثلاثة أطفال من عائلة واحدة، أمس، في قصف جوي للقوات الحكومية على حي في مدينة حلب. وشهدت مناطق بالعاصمة دمشق، فجر أمس، اشتباكات بين قوات النظام ومقاتلي الجيش السوري الحر، وسمع دوي انفجارات عدة، في وقت تواصل القصف والاشتباكات في حلب وإدلب ودير الزور وحمص وحماة ودرعا، ما أوقع قتلى وجرحى. من جهة أخرى، أفادت صحيفة ''الغارديان''، أمس، بأن مئات المقاتلين الأجانب يتوافدون إلى سوريا للمشاركة في الحرب ضد نظام الرئيس بشار الأسد، لكن الليبيين منهم اشتكوا من قلة الذخيرة. وقالت الصحيفة إن قدامى المحاربين الجهاديين من العراق واليمن وأفغانستان يشاركون المقاتلين الأجانب من دول أخرى في القتال على خط المواجهة في مدينة حلب، ويعبرون الحدود بجوازات سفر مزورة، غير أن الوصول إلى سوريا أسهل عن طريق الرحلات الجوية من جنوب تركيا والسير عبر الحدود. وفي الأردن، قال قائد قوات حرس الحدود الأردنية، العميد حسين الزيود، إن أكثر من ألفي عسكري سوري من مختلف الرتب لجأوا إلى الأردن. وكشف الزيود لصحيفة ''الدستور'' الأردنية أن ''عدد اللاجئين الذين عبروا الحدود من خارج المعابر الحدودية الرسمية، حتى صباح يوم الأربعاء الماضي، بلغ أكثر من 74 ألف مواطن سوري''.