يخوض النظام السوري والمعارضة معركة حلب وكأنها معركة البقاء، إذ يسيطر مقاتلو الجيش الحر على نصف المدينة التي تعد أغنى مدينة سورية تجاريا، فيما يحشد جيش الأسد آلاف الجنود معززين بالدبابات والمروحيات الحربية والطائرات المقاتلة، لسحق المعارضة في حلب، كما سحقتها في دمشق في معركة أسمتها ''أم المعارك''. حذرت الولاياتالمتحدةالأمريكية من مذبحة ستقع في حلب، في ظل أنباء مؤكدة عن وجود أرتال من الدبابات تزحف من الحدود التركية إلى حلب، وهو ما ذهبت إليه فرنسا وبريطانيا. غير أن المعارضة التي عززت مواقعها في مدينة حلب تسعى لإحكام سيطرتها على حلب، حتى تتمكن من إسقاط مدينة إدلب على الحدود مع تركيا، وتسهيل عملية دخول الدعم العسكري واللوجيستي من الخارج، خاصة من تركيا، ما يجعلها منطقة آمنة تسمح بانطلاق عمليات عسكرية منظمة باتجاه دمشق، كما كان عليه الحال مع مدينة بنغازي إبان الأزمة الليبية، حسب الخبير الاستراتيجي رياض قهوجي. من جانبه، قال رئيس المجلس العسكري لمحافظة حلب، التابع للجيش الحر، العقيد عبد الجبار العكيدي، إن حوالي مائة دبابة وعددا كبيرا من الآليات التابعة لقوات النظام وصلت إلى حلب، في حين أفادت شبكة شام بخروج أكثر من 170 مدرعة ومصفحة ومضادات طيران ودبابات وحافلات وسيارات سياحية من مطار حماة العسكري إلى طريق حلب. اشتباكات بين الجيشين الأردني والسوري أكدت مصادر متعددة في مدينة الرمثا الأردنية حدوث اشتباك بين الجيشين الأردني والسوري، ليلة أمس، ما أسفر عن مقتل طفل سوري كان يعبر الحدود مع عائلته من سوريا باتجاه الأردن، كما أصيب جندي أردني، لكن الحكومة الأردنية نفت حدوث الاشتباكات. وأكد شاهد عيان وقوع إصابة واحدة على الأقل في صفوف الجيش الأردني، الذي قال إنه رد بقوة على مصدر النيران السورية، وأن كثافة النيران دفعت بجنود سوريين كانوا في مركزين أمنيين قرب الحدود لتركها والهرب باتجاه واد مجاور. وأفاد المصدر، حسب ما نقله موقع الجزيرة نت، بوصول تعزيزات كبيرة من القوات الأردنية، وأنها انتشرت بكثافة في المنطقة، وأن هدوء حذرا يسود المنطقة الحدودية بين الجانبين. من جهته، نفى الناطق باسم الحكومة الأردنية، وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال، سميح المعايطة، وقوع أي اشتباكات بين الجيشين السوري والأردني. وقال للجزيرة نت: ''ما حدث الليلة هو أن الجيش السوري أطلق النار باتجاه لاجئين سوريين كانوا في طريقهم للجوء نحو الأردن، ما أدى لإصابة طفل نقلته قوات الجيش للمستشفى، إلا أنه توفي متأثرا بجراحه''. نائبة في البرلمان تنشق عن الأسد أعلنت إخلاص بدوي، عضو مجلس الشعب (البرلمان) السوري، أمس الجمعة، انشقاقها بعد وصولها إلى تركيا، لتكون بذلك أول نائبة في البرلمان تنشق عن النظام، منذ بدء الانتفاضة على الرئيس بشار الأسد. وقالت إخلاص بدوي: ''أنا الآن عبرت الحدود التركية بهدف انشقاقي عن هذا النظام الغاشم''. وأوضحت أنها انشقت بسبب أساليب القمع والتعذيب الوحشي بحق الشعب، الذي يطالب بأدنى حقوقه. وتقول مصادر المعارضة إن قوات ومدرعات سورية تحتشد حول مدينة حلب الشمالية لسحق المقاومة المسلحة لنظام الأسد، التي اكتسبت زخما عقب حملة عسكرية على المظاهرات المناهضة لحكمه في الشوارع. سقوط الأسد لا يعني إنهاء الفوضى في سوريا حذّر الرئيس السابق لبعثة مراقبي الأممالمتحدة في سوريا، الجنرال روبرت مود، أمس، من استمرار القتال في سوريا بين القوات الحكومية وقوات المتمردين لشهور أو لسنوات، مؤكدا أن سقوط الأسد مسألة وقت. وأشار إلى أن النظام الحاكم في دمشق يمتلك احتياطيا كبيرا من القوات، التي لم يتم، حتى الآن، استخدامها بشكل كامل. وكشف الجنرال مود عن أن المعارضة السورية لا زالت مشتتة بشكل كبير، في حين أن النظام السوري الحاكم أصبح هشا، بشكل يمكن أن يؤدي إلى انهياره المفاجئ، ما سيؤدي إلى حالة من الفوضى والانقاسامات بين القوات السورية. وأضاف أن المروحيات والمقاتلات التي تم استخدامها، مؤخرًا، في الأعمال القتالية التي تشهدها مدينة حلب ليست شيئا يذكر بجانب العتاد الذي تمتلكه القوات السورية، معربا عن أسفه البالغ للتدهور الذي وصل إليه الوضع الحالي في سوريا والذي يمكن أن يمتد ليشمل المنطقة بأكملها. زعيم تركي معارض يصف سياسة بلاده بالفوضوية من جهة أخرى، انتقد زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض في تركيا، كمال كيليتشدار أوغلو، سياسة حكومة رجب طيب أردوغان حيال سوريا، واعتبر أن إسرائيل الرابح الوحيد من الوضع في سوريا.ونقلت صحيفة ''حرييت'' التركية عن كيليتشدار أوغلو قوله إن ''الوضع في سوريا يخدم إسرائيل، لأن العمل جارٍ لتأسيس دولة كردية''. وقال إن سياسة تركيا الخارجية تركز على إبعاد الرئيس السوري، بشار الأسد، عن السلطة من دون أن تعي ما قد يلي ذلك، وأضاف أن سياسة تركيا الخارجية ''أصبحت فوضوية''، وتابع ''إنهم لا يعرفون ما الذي يقومون به تالياً''.