كشف السيد عيسى عقبلي مدير بريد الجزائر وسط ل''المساء''عن دراسة تقوم بها مصالح البريد للنظر في إمكانية تسخير مكاتب بريد متنقلة بالعاصمة وبالمدن الكبرى الأخرى، بالنظر إلى الطلب المتزايد والضغط المسجل على خدمات البريد، وأضاف أن خدمة البريد المتنقل هذه هي تجربة فريدة من نوعها ببريد الجزائر، وتهدف أساسا للوصول إلى المواطن في أقرب مكان له خاصة في القرى والأماكن النائية. تساعد سيارات البريد المتنقل التي تعمل حاليا في 12 ولاية نموذجية على أداء الخدمات البريدية في القرى والمناطق النائية التي لا تتوفر بها خدمات البريد، وكذلك في المواقع ذات الكثافة السكانية العالية، وقد تعمل كبديل لمكاتب البريد التي يتم إخلاؤها مثلا لإعادة التهيئة أو بسبب الاكتظاظ المسجل في أيام صرف الرواتب، أو بسبب حجم العمل الكبير لبعض المكاتب مقابل مساحاتها الصغيرة. الخدمة هذه دخلت قبيل أشهر وينتظر المواطنون تعميمها على كامل الولايات بالنظر إلى تفضيل البريد كوسيلة لصرف المعاشات أو باقي الخدمات البريدية والمالية. وقد سجلت ''المساء'' في استطلاعها لأراء بعض المواطنين بولاية الجزائر عدم معرفتهم المسبقة بهذه الخدمة، ورحبوا بالمقابل كثيرا بها من منطلق اختصار الوقت والحد من القلق المصاحب للمواطن قبيل وأثناء عملية سحب الأموال، بسبب الاكتظاظ المسجل يوميا بمكاتب البريد. وتبين من حديث مواطن اِلتقته ''المساء'' بالبريد المركزي وسألته عن خدمة البريد المتنقل أنه مُطّلع على هذه الخدمة، كونه كان في سنوات خلت مقيما بإحدى الدول الأوروبية، أين تتوفر هذه الخدمة وبدت له فكرة تطبيقها في الجزائر إيجابية للغاية، توحي بمدى تطور خدمات البريد بالوطن، ودعا إلى الإسراع في تعميمها عبر كامل الولايات وخاصة المدن الكبرى التي تعرف كثافة سكانية كبيرة سواء من القاطنين أو الوافدين. كذلك اعتبر مواطن استوقفته ''المساء'' بعد أدائه لخدمة بريدية بذات المركز أن البريد المتنقل يخدم المواطن أينما كان وخاصة أيام العطل، ولكن بشرط أن يتم تعميمه على المدن التي تعرف كثافة سكانية كبيرة حتى يستشعر المواطن حقيقة بفاعلية هذه الخدمة، ''ولكن الأهم حسب اعتقادي أن تدوم هذه الخدمة، صحيح أن الموزع الآلي يخدمنا كثيرا، ولكن أيضا مكتب البريد المتنقل يقدم خدمات أرقى وأكثر؛ مثل إصدار حوالة أو تحويل أموال وخدمات أخرى لا يقوم بها الموزع الآلي''، يقول المواطن. أما غنية، ممرضة بمستشفى مصطفى الجامعي، فقد اِلتقتها ''المساء'' ببريد ميسونيي وسط العاصمة، واتضح أنها على علم مسبق بخدمة البريد المتنقل، فقد سبق لها وأن رأت سيارة البريد المتنقل بالمستشفى، ولكنها تأسفت على عدم ديمومتها لأن المكتب المتنقل -حسبها- يزور المستشفى في أوقات نادرة ويسجل توافدا كبيرا خاصة من طرف الجامعيين، ما يعيق على بقية العاملين الاستفادة من خدماته. أما رفيقتها العاملة بإدارة ذات المستشفى، فتقول أنها تصاب بحالة قلق عندما تتوجه إلى مكاتب البريد لصرف أجرتها بسبب الازدحام والاكتظاظ، وأسباب أخرى مثل انعدام السيولة أو انقطاع الشبكة، لذلك فهي تثمن خطوة المكاتب المتنقلة التي ''تجعل راحة المواطن هدفا أساسيا''، فأنا مثلا حينما أدرك بوجود مكتب البريد المتنقل، أؤدي عملي على أكمل وجه، ثم أتوجه براحة تامة لأداء خدماتي البريدية في السويعة المخصصة للفطور، ولا أضطر بالتالي إلى التسرب من عملي لتضييع ساعة أو أكثر من الزمن في الطابور بمركز البريد''، تقول المتحدثة، وهي تسأل'': هل ستصل هذه الخدمة قريبا إلى العاصمة! هذا التساؤل يجيب عنه السيد ''عقبلي عيسى'' مدير وحدة بريد الجزائر وسط في لقاء له مع ''المساء''، والذي كشف أن ''هناك دراسات تجري حاليا حول عدد الرواج والأهمية، لتسخير مكاتب بريد متنقلة بالعاصمة والمدن الكبرى من عدمه، والأولوية تُعْطى أولا إلى المناطق النائية والقرى والمداشر، ثم المدن ذات الكثافة السكانية الكبيرة، ولكن لا بد أن نعرف أنه يتم أولا تحديد الحاجة إلى مكاتب البريد والنظر في إمكانية توسيع مكاتب أو بناء أخرى، ثم تحديد الحاجة إلى تسخير مكتب متنقل أم لا، لذلك فإن الهدف المسطر حاليا هو تسخير هذه الخدمة في المناطق النائية وكذا المستشفيات والإدارات والجامعات''. ويعطي السيد عقبلي تعريفا مبسطا لمكتب البريد المتنقل، فيقول أنه يتمثل في سيارات صغيرة تحوي مكتبا متنقلا لبريد الجزائر يقدم معظم الخدمات الموكلة إلى أي مكتب بريد عادي؛ مثل كشف الرصيد، سحب تحويل أو إيداع مبالغ من المال وغيرها من الخدمات، وهو ما يسهل على المواطن مهمة معاملاته البريدية خاصة سكان البادية والقرى والمناطق النائية. للإشارة، فإن حافلة مكتب بريد الجزائر مجهز بجهاز إعلام آلي، جهاز طباعة، خزانة حفظ الأموال، شبكة ''جي بي أر أس''، شباك خاص بالعمليات وقاعة انتظار خاصة بالزبائن.