* 800 حالة وفاة للأمّهات سنويا بالجزائر كشف البروفيسور موسى عشير مختصّ في طبّ الأطفال بمستشفى بئر طرارية أن عدد الأطبّاء المكوّنين في الجزائر، والذين هاجروا وربما يمكن القول إنهم (هربوا) إلى الخارج من أجل ممارسة هذه المهنة يقدّر بأكثر من 6000 طبيب. ذكر البروفيسور، أمس الأربعاء، في مداخلة له خلال ندوة نظّمتها شركة (نسيبا) المتواجد مقرّها في دولة الإمارات خصّصت للتكفّل بصحّة المواطن بمنطقة المغرب العربي عشير أن (أكثر من 6000 طبيب تابعوا دراساتهم في الجزائر غادروا البلد من أجل ممارسة مهنتهم في الخارج، لا سيّما في فرنسا). كما تأسّف البروفيسور عشير يقول إنه في الوقت الذي تعاني فيه المؤسسات الاستشفائية من نقص في التأطير، خصوصا من حيث الأطبّاء المختصّين ونظرا لغياب التكفّل فإن عددا كبيرا من الأطبّاء يفضّلون الذهاب إلى الخارج، كما أكّد على ضرورة إيجاد حلّ لهذه الوضعية من خلال التكفّل بانشغالات الأطبّاء. وفي نفس السياق، أوضح البروفيسور عشير: (لا يمكننا أن نطلب من طبيب مختصّ العمل في الجنوب إذا لم تكن الظروف الاجتماعية ملائمة). ومن جهة أخرى، ولدى تأكيده على أن الجزائر تشهد تأخّرا في مجال التكنولوجيات الجديدة فقد دعا البروفيسور عشير الذي هو أيضا رئيس مشروع الطبّ والتشخيص-عن بعد بمستشفى بئر طرارية إلى وضع نظام خاص بالطبّ عن بعد في كل الهياكل الاستشفائية. ولمواجهة هذا النّقص في التأطير فإن الجزائر مدعوة الى تطوير التكنولوجيات الحديثة، منها الطبّ عن بعد حتى يتمكّن الأطبّاء من إعطاء تشخيصهم عن بعد وهو حلّ يمارس في البلدان المتطوّرة لا يكلّف الكثير ولا يثقل كاهل المريض، حسب السيّد موسى عشير. من جهة أخرى، تسجّل الجزائر قرابة 800 حالة وفاة للأمّهات سنويا، حسب ما أكّدت الأستاذة في الطبّ ورئيسة مصلحة بالمعهد الوطني للصحة العمومية السيّدة مليكة عجالي. وأوضحت السيّدة عجالي خلال تدخّلها في الندوة نفسها أن ما لا يقلّ عن 750 امرأة تموت سنويا في الجزائر خلال أو مباشرة بعد الولادة و55 بالمائة من الحالات تقع في المستشفيات، وأشارت إلى أن أزيد من 57 بالمائة من حالات الوفاة تسجّل بين النّساء الحوامل اللاّئي ينقلن نحو المستشفيات من طرف الهيئات الجوارية، مضيفة أن نسبة المتابعة قبل الولادة في المناطق المعزولة لا تتجاوز 64ر21 بالمائة، وقالت إن نسبة المتابعة قبل الولادة في الجزائر العاصمة تبلغ 7ر98 بالمائة. واعتبرت الأستاذة عجالي أن أحد الأهداف الكبرى لقطاع الصحّة هو تقليص نسبة الوفيات لبلوغ 40 حالة بالنّسبة ل 100.000 امرأة. وتقدّر نسبة الوفيات حاليا 86 امرأة من بين 100.000. ومن أجل هذا اقترحت الأستاذة عجالي تكفّل أفضل بالنّساء الحوامل، لا سيّما من خلال نظام نقل وتحويل فعّالين، ودعت أيضا إلى إنجاز عيادات كبرى للأمومة لتقليص التحويلات نحو المستشفيات الكبرى. وبخصوص نسبة الوفيات عند الأطفال التي عرفت انخفاضا محسوسا، والتي تقدّر ب 3ر18 بالمائة سنة 2015، ممّا يتطلّب مضاعفة الجهود في مجال التكفّل بالأطفال منذ الولادة إلى 28 يوما لأن خطر الوفاة منتشر خلال هذه الفترة.