أوضح البروفيسور'جميل لبان، رئيس مصلحة الأطفال حديثي الولادة بالمستشفى الجامعي مصطفى باشا، أن مجهودات وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات ترمي إلى تحقيق أهداف البرنامج الوطني الذي يحاول تقليص نسبة وفيات الرضع وحديثي الولادة من 29 بالألف الى حدود 6,15 بالألف في حدود سنة 2015 وهي مهمة يراها المتحدث صعبة لكن غير مستحيلة نظرا لتحسن مستوى الرعاية الصحية للأطفال حديثي الولادة بالجزائر. أكد البروفيسور جميل لبان أن وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات تعمل على تطبيق برنامجها المخصص للحد من وفيات الاطفال حديثي الولادة بسرعة ودقة متناهية، خاصة في مجال تقديم العلاج لفترة قبل الولادة، حيث تهدف إلى الحد قبل سنة 2015 من نسبة الوفيات لدى الأطفال بثلثين ليبلغ 6ر15 من ألف. حيث تشير آخر التقديرات الى تسجيل 29حالة وفاة بالألف خلال السنوات الماضية وتتجاوز نسبة الولادة الطبيعية في الجزائر حدود 800 ألف ولادة طبيعية سنويا مع ارتفاع في معدل الزواج إذ وصل الى حدود 29 سنة للجنسين. ونوه البروفيسور لبان بتحسن مستوى الرعاية الصحية في الجزائر للام وجنينيها، حيث اعتبر ذلك من المؤشرات الدالة على تحسن المستوى المعيشي في أي مجتمع. وعن وفيات الاطفال حديثي الولادة ذكر البروفيسور لبان أن 50 بالمائة من وفيات الأطفال تحدث خلال اليوم الأول، فيما تسجل وفاة 80 بالمائة خلال الأسبوع الأول من الحياة، ما يستدعي وضع إستراتيجية تقوم على استمرارية العلاج بعد الولادة أو التكفل بالمولود حديث الولادة على مقربة من قاعة الولادة بطريقة الكنغر، بغرض تفادي خطر التحويل والحاجة إلى العلاج المكثف، مع التركيز على ترقية المستشفيات ''صديقات الرضع'' في الجزائر قصد تشجيع الرضاعة الطبيعية، وبالتالي الشروط المثلى للصحة العقلية والجسدية بالنسبة للأمهات والرضع أثناء الولادة والإقامة بمصلحة الأمومة. وحسب البروفيسور لبان، منسق البرنامج الوطني لحماية الرضع قبل وبعد الولادة، فإن هذه الممارسة تضمن لكل طفل وأمه أفضل ظروف صحية وأفضل ترابط ممكن ويتعلق الأمر بإجراء نوعي يقوم على منح العلامة ''مستشفى صديق الرضع''. 12ولاية معنية أكثر بالبرنامج دعا البروفيسور جميل لبان إلى ضرورة تقوية البرنامج الوطني للحد من وفيات الاطفال، من خلال التركيز على عدة عوامل مهمة سيكون لها دور في تحسين التكفل وتطوير الرعاية الصحية للأم وجنينها. ومن بين أولى الخطوات التي دعا إليها البرنامج الوطني تجهيز المستشفيات الجزائرية بمراكز متخصصة لرعاية الاطفال حديثي الولادة وكذا إلى خصّ كل جهات الوطن بوحدات عناية خاصة بالأطفال حديثي الولادة والخدج. كما دعا البروفيسور لبان وزارة الصحة الى البحث بصورة أكثر عن أسباب ارتفاع معدلات وفيات الرضع وحديثي الولادة في ولايات بعينها. وأضاف أنه ومن خلال الدراسة الميدانية التي قاموا بها تبين ان هناك 12 ولاية من ولايات الوطن تعاني من ارتفاع معدلات وفيات الرضع دون أسباب مقنعة، على غرار ولايات باتنة، عنابة، تيارت ووهران، حيث تتجاوز النسبة هناك حدود 40 بالألف وهي نسبة عالية مقارنة بالمعدل الوطني. 360 علاج بطريقة الكنغر نوه البروفيسور لبان بمجهودات وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات لاعتمادها على طريقة الكنغر في علاج وتحسين حالة حديثي الولادة، بإصدارها توصيات حول تقديم العلاج على طريقة ''الكنغر'' في إطار البرنامج الوطني لحماية الرضع قبل وبعد الولادة 2006 - 2009. ويقضي مرسوم تنفيذي حول تنظيم فترة قبل وبعد الولادة بتوفير ووضع جميع التجهيزات الخاصة بالرضاعة بالقرب من قاعة التوليد وتعزيز العلاقة بين الأم ووليدها. وفي خضم ذلك، ذكر البروفيسور بالإنجازات التي حققتها الجزائر في مجال حماية صحة الأمهات والرضع مستدلا بهذا المرسوم التنفيذي وببرامج التلقيح الوقائية التي يستفيد منها الأطفال منذ ولادتهم إلى سن العشرين. كما دعا إلى ضرورة مراجعة القانون المتعلق بالإعلان عن الولادات بغية إحصاء المواليد الموتى، مشددا على أهمية إصدار شهادة وفاة للرضع تخصص للإعلان عن الوفيات التي تسجل بعد 27 يوما و22 أسبوعا من الولادة على الأقل. واعتبر منسق البرنامج الوطني لحماية الرضع قبل وبعد الولادة أن هذا التعديل التشريعي سيسمح ببلوغ نسب متقدمة من الأهداف المسطرة، وجعل سياسة الجزائر في هذا المجال تواكب سياسات الدول الأكثر تقدما. كما أشار لبان إلى أن الرضاعة 30 دقيقة بعد الولادة تسمح بالحد بشكل معتبر من خطر النزيف. وأردف المختص أن الرضاعة الطبيعية تعد نوعا من الطب الوقائي غير مكلف بالنسبة للمجتمع إلا أنه فعال للغاية. وقد ذكر المختص أن فكرة ''مستشفى صديق الرضع'' قد أطلقتها المنظمة العالمية للصحة واليونيسيف والجمعية الدولية لطب الأطفال سنة 1991 بالعاصمة التركية أنقرة لضمان خدمات جيدة في مجال طب الولادة وعلاج مناسب للمولود الجديد، التي تبقى ضعيفة بالرغم من الجهود الكبيرة التي تبذلها الدولة لحماية صحة الأطفال والأمهات.