حذّر المختصون في مجال مكافحة داء السرطان، من مشكل تعطل أجهزة العلاج بالإشعاع، بسبب غياب قطع الغيار، ما يعرّض حياة المئات من المرضى للخطر. وحاز موضوع التكفل بالمصابين بداء السرطان على الحيّز الأكبر من المداخلات للمشاركين في مؤتمر الرعاية الصحية في شمال إفريقيا، الذي تنظمه شركة ''نسيبا'' الفرنسية برعاية ''الخبر'' بفندق هيلتون الجزائر، وتبيّن بأن ''مصلحة العلاج بالأشعة بالمؤسسة الاستشفائية المتخصصة في مكافحة السرطان، بيار وماري كوري، تعرف حالة ضغط كبير من طرف المرضى، في الوقت الذي تتعطل فيه بقية الأجهزة في الولايات الأخرى''. وقالت رئيسة جمعية ''نور الضحى''، سامية قاسمي، بأن ''مشكل العلاج بالأشعة هو مشكل وطني يتفاقم باستمرار، خصوصا أن أغلب الحالات الجديدة تسجل من منطقة رفان، حيث كانت في عهد الاستعمار الفرنسي فضاء للتجارب النووية الفرنسية''. وتبقى مصلحة بيار وماري كوري التي لا تتوقف عن العمل، غير قادرة على تحمّل الأعداد الهائلة من المرضى الذين يرغبون في الخضوع للفحص أو العلاج بالأشعة، حيث يصل أحيانا موعد إجراء العلاج إلى أكثر من ستة أشهر، خصوصا أنها تستقبل المرضى من كل أنحاء الوطن. وأوضح هؤلاء، في عرض قدّم بخصوص آخر التكنولوجيات، بأن ''الوضع يختلف اليوم، حيث يمكن تبادل الصور الإشعاعية بين المؤسسات الاستشفائية المتخصصة في الوقت نفسه، وهذا ما يسمح بمتابعة حالة المصاب بدقة''. وبرمجت وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات عملية لاستيراد 57 جهازا للعلاج بالأشعة في أفق السنتين القادمتين. لكن المرضى الذين يعانون من المرض يتجه بعضهم تبعا لإمكانياتهم إلى الخارج، في حين يعاني البقية في صمت ويموتون يوميا. ولهذا، تستدعي حالتهم الصحية سرعة الحصول على موعد علاج، ولو بالتكفل بهم لنقلهم إلى الخارج. من جهة أخرى، كشفت الدكتورة لعجالي مليكة، من المعهد الوطني للصحة العمومية، أن الجزائر تسجل قرابة 750 حالة وفاة للأمهات سنويا، خلال أو مباشرة بعد الولادة، و55 بالمائة من الحالات تقع في المستشفيات. وأوضحت الدكتورة مليكة عجالي، خلال تدخلها أمس في الندوة، أن أزيد من 57 بالمائة من حالات الوفيات تسجل بين النساء الحوامل اللواتي ينقلن نحو المستشفيات من طرف الهيئات الجوارية، مضيفة أن نسبة المتابعة قبل الولادة في المناطق المعزولة لا تتجاوز 21 بالمائة. من جهته، صرّح البروفيسور موسى عشير، مختص في طب الأطفال بمستشفى بئر طرارية بالعاصمة، أن عدد الأطباء المكوّنين في الجزائر والذين هاجروا إلى الخارج للعمل، يقدّر بأكثر من 6000 طبيب. كما تأسف قائلا ''في الوقت الذي تعاني فيه المؤسسات الاستشفائية من نقص في التأطير، خصوصا من حيث الأطباء المختصين، ونظرا لغياب التكفل، فإن عددا كبيرا من الأطباء يفضلون الذهاب إلى الخارج''.