يحث الله عز وجل عباده على التعوذ من الشيطان في كل الأوقات، لأنه يجري من الإنسان مجرى الدم، ولذلك وردت آياتٌ قرآنية كثيرة تدعو إلى التعوذ به والدعاء إلى الله تعالى والاستعانة به على همزات الشيطان، حيث أشار الدكتور شعبان محمد إسماعيل أستاذ علم القراءات بجامعة أم القرى بمكة المكرمة إلى ورود ذكر الدعاء بالتعوذ من الشيطان الرجيم في قوله تعالى (قل رب إمَّا تريني ما يوعدون، رب فلا تجعلني في القوم الظالمين، وإنا على أن نريك ما نعدهم لقادرون. ادفع بالتي هي أحسن السيئة نحن أعلم بما يصفون، وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين، وأعوذ بك رب أن يحضرون) سورة المؤمنون 93- 98. يأمر الله تعالى نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم بأن يدعو ربه ويقول (وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين)، وهنا يوضح الدكتور شعبان محمد إسماعيل، بحسب (الاتحاد) الإماراتية، أنه عند الاستعاذة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه) وهذا دعاء لله تعالى أن يعصمنا بحوله وقوته عز وجل من الشر الذي يصيبنا بسبب مباشرة الشياطين، وهمزهم ومسهم ومن الشر الذي يصيبنا بسبب حضورهم ووسوستهم، ويعتبر هذا الدعاء استعاذة من مادة الشر كله وأصله ويدخل فيها الاستعاذة من جميع نزغات الشيطان ومن مسه ووسوسته، فإذا أعاذ الله عبده من هذا الشر، وأجاب دعاءه سلم من كل شر ووفق لكل خير. الاستعاذة من الشيطان وأشار الدكتور شعبان إلى سورة الناس، موضحاً أنها مشتملة على الاستعاذة برب الناس ومالكهم وإلههم من الشيطان الذي هو أصل الشرور كلها ومادتها الذي من فتنته وشره أنه يوسوس في صدور الناس، فيحسِّن لهم الشر، ويقبِّح لهم الخير ويثبِّطهم عنه فينبغي للعبد أن يستعين ويستعيذ بالله من الشيطان، مشيراً إلى أن الشيطان يعرض للإنسان في أمور كثيرة، خاصة أثناء الصلاة، ولذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحث على الدعاء لله تعالى بالتعوذ من الشيطان عن عثمان أبي العاص قال: لما استعملني رسول الله صلى الله عليه وسلم على الطائف جعل يعرض لي شيئاً في صلواتي حتى ما أدري ما أصلي فلما رأيت ذلك رحلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله :(ذاك شيطانٌ يقال خنزب فإذا أحسستَه فتعوَّذْ بالله منه واتفل عن يسارك ثلاثاً) قال ففعلتُ ذلك فأذهبه الله عز وجل عني. الدعاء للأبناء وأضاف الدكتور شعبان: يجب التعوذ من الشيطان الرجيم على الأبناء والدعاء لهم بالتحصن منه ومن شره، عن عبد الله بن العباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعوِّذ الحسنَ والحسين ويقول: (إن أباكما كان يعوِّذ بهما إسماعيل وإسحاق: أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة) وقال أبو رافع رضي الله عنه: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أذَّن في أذن الحسن بن علي حين ولدته فاطمة رضي الله عنها بالصلاة. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحث أصحابه على التعوُّذ من الشيطان الرجيم عند إتيان الأهل عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لو أن أحدهم إذا أراد أن يأتي أهله قال: بسم الله اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطانَ ما رزقتنا فإنه إن يقدر بينهما ولد في ذلك لم يضره شيطانٌ أبدا). وعن صفية بنت حيي رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم معتكفا فأتيته أزوره ليلا فحدثته ثم قمت فانقلبت فقام معي ليقلبني، وكان مسكنُها في دار أسامة بن زيد رضي الله عنهما فمر رجلان من الأنصار فلما رأيا النبي صلى الله عليه وسلم أسرعا فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (على رسلكما إنها صفية بنت حيي) فقالا: سبحان الله يا رسول الله، فقال: (إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما سوءا). طبيب القلوب وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف في مسجده للعبادة، وكان يعطي مجالاً للحديث مع الآخرين في شؤون دينهم ودنياهم، ولذلك كانت زوجاته عليه الصلاة والسلام يقمن بزيارته في معتكفه بين الحين والآخر، ومن بين تلك الزيارات قدوم صفيَّة بنت حيي رضي الله عنها إلى النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد لتحدثه حول بعض شؤونها فكان أن لبى النبي عليه الصلاة والسلام حاجتها إلى الحديث ورغبتها في الزيارة ولم يعاجلها حتى أوغل الليل واشتدت ظلمته، ما جعل النبي صلى الله عليه وسلم يقرر أن يرافق زوجته في طريق العودة حتى لا يساورها الخوف فخرج معها حتى يوصلها إلى البيت، وفي هذه الأثناء كان هناك رجلان من الصحابة يمران بالطريق الذي قصده رسول الله فأبصرا النبي عليه الصلاة والسلام ومعه امرأة متشحة بالسواد فاستحيا وأسرعا مبتعدين ولم يدُر في تفكيرهما أي خاطر من أي نوع، لكن النبي صلى الله عليه وسلم وهو طبيب القلوب والعالم بمكائد الشيطان وحبائله خشي من الوسواس الخناس أن يزرع في قلوبهما ريبة أو شكاً فبادر النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (على رسلكما إنها صفية بنت حيي). وكان قد أصاب خالداً ابنَ الوليد أرقٌ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (ألا أعلمك كلماتٍ إذا قلتهن نمت؟ فقال: قل اللهم رب السموات السبع وما أظلت ورب الأرضين وما أقلت ورب الشياطين وما أضلت كن جاري من شر ما خلقتَ جميعا أن يفرط عليَّ أحدٌ منهم وأن يطغى عز جارك لا إله غيرك). * عند الاستعاذة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه) وهذا دعاء لله تعالى أن يعصمنا بحوله وقوته عز وجل من الشر الذي يصيبنا بسبب مباشرة الشياطين، وهمزهم ومسهم ومن الشر الذي يصيبنا بسبب حضورهم ووسوستهم، ويعتبر هذا الدعاء استعاذة من مادة الشر كله وأصله ويدخل فيها الاستعاذة من جميع نزغات الشيطان ومن مسه ووسوسته، فإذا أعاذ الله عبده من هذا الشر، وأجاب دعاءه سلم من كل شر ووفق لكل خير. * يجب التعوذ من الشيطان الرجيم على الأبناء والدعاء لهم بالتحصن منه ومن شره، عن عبد الله بن العباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعوِّذ الحسنَ والحسين ويقول: (إن أباكما كان يعوِّذ بهما إسماعيل وإسحاق: أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة).