مليكة حراث يعيش المواطنون في العديد من مناطق الجزائر معاناة حقيقية بكل ما تحمله المعاني من مأساة في غياب تام للخدمات الصحية لاسيما في الفترات المسائية، كون بعض القطاعات أو بعض المراكز الموجودة لا تتوفر على نظام المداومة الليلية، إذ أن أغلبها تتوقف المداومة بها على الساعة السادسة مساءً، مما يجبر المواطنين على نقل مرضاهم إلى قطاعات أخرى لتلقى العلاج. وفي هذا الصدد يشتكي العديد من المواطنين غياب الخدمات الصحية خلال الفترة المسائية، فهم مجبرون على حمل مرضاهم إلى قطاعات أخرى مادامت أغلبها تغلق أبوابها في الوقت المذكور سالفا، وهذا ما خلق تذمرا وامتعاضا كبيرا لدى جل المواطنين، بالرغم من وجود حالات استعجالية من المفروض التدخل بسرعة لعلاجها. وقد وقفت (أخبار اليوم) على الوضع في محاولة منها لنقل بعض المشاكل التي يعاني منها المرضى، حيث شاهدنا مرضى ينتظرون في قاعة الانتظار بالساعات دون أن يتلقوا العناية اللازمة أو الإسعاف وهو الأمر الذي يجبرهم على نقل مرضاهم إلى عيادات خاصة في معظم الأحيان. حاولنا الاقتراب من بعض مديري القطاعات الصحية بالجزائر للاستفسار عن أسباب هذه الوضعية المزرية للقطاعات الصحية التي تغلق أبوابها باكرا دون مراعاة الوضعية الصحية للمرضى، إلا أن الردود لم تكن مقنعة ولا شافية، فكل ما قيل لنا أن الأجرة القليلة لا تكفي حاجة الموظفين، ولا تعادل ساعات العمل، والإمكانيات قليلة وأحيانا غير متوفرة هي التي تجعل العمال يتقاسمون العمل، بالإضافة إلى افتقار أغلب القطاعات الصحية لأدنى الضروريات وشروط العمل التي من شأنها أن تدفع بعجلة التطور في العمل. ومن الضروريات غياب سيارة الإسعاف التي من المفروض تكون من الأولويات لنقل المرضى إلى المستشفى في حالة الضرورة أو الخطورة خاصة النساء الحوامل، وكذا غياب خط هاتفي يتم ربطه مع الإدارة، والافتقار إلى الأدوية الضرورية واللازمة لإسعاف وعلاج المرضى. وفي هذا السياق أشار محدثونا إلى أن القلة القليلة من الأدوية التي تعطى للمرضى يتم توزيعها بين الموظفين، ليبقى المواطن الجزائري البسيط يشتريها بأثمان لا يقدر على دفعها أحيانا. ويضيف أحد المواطنين ماذنب المرضى كي يدفعون ثمن حماقات بعض الموظفين في غياب الحس المهني، هؤلاء يطلقون عليهم ملائكة الرحمة إلا أن الإسم على غير مسمى، فملائكة الرحمة المتميزون وذوو القلوب الرحيمة والضمير المهني يسعفون المريض وينقذونه من الخطر ويخففون عنه آلامه بالمعاملة قبل علاجه، لكن ما نقول عن قطاعاتنا الصحية أصبحت (مال دون راعٍ) في غياب المراقبة من طرف مديرية الصحة والوزارة الوصية. وأمام هذه الوضعية المزرية والمتردية، يناشد العديد من المواطنين الجهات المعنية، على رأسها مديرية الصحة والوزارة الوصية، التدخل العاجل للحد من هذه الممارسات اللاإنسانية وهذا حفاظا على صحة المواطن.