يواجه سكان بلدية الجزائر الوسطى معاناة كبيرة ومأساة حقيقية بسبب الغياب التام للخدمات الصحية على مستوى أحيائها خصوصا في الفترات المسائية كون بعض القطاعات أو بعض المراكز الموجودة تتوفر على نظام المداومة خلال الفترة الليلية وعطلة الأسبوع، بل الأدهى من ذلك أنه يتم غلق أبوابها نهائيا في وجه المرضى، إذ أن أغلبها فترة المداومة بها تتوقف على الساعة الخامسة مساء مما يجد هؤلاء المرضى أنفسهم خصوصا ذوي الأمراض المزمنة في دوامة حقيقية لاسيما الذين بحاجة إلى ضخ الحقن، الأمر الذي يجبر هؤلاء المواطنين على التنقل إلى المركز الصحي بوشنافة ببلدية بلوزداد، كما يضطر آخرون لقطع مسافات لتلقي العلاج والعناية المطلوبة بالقطاعات المجاورة على غرار بئر طرارية أو مستشفى باشا. وفي هذا الصدد يشتكي العديد من المواطنين القاطنين بمنطقة تيليملي ببلدية الجزائر الوسطى غياب الخدمات الصحية بالقطاع الصحي (كريم بلقاسم)، حيث ترفض استقبال المرضى الذين بحاجة إلى ضخ الحقن خلال الفترة الصباحية بحجة أن الحقن يتم ضخها في الفترة المسائية كما ترفض استقبالهم في نهاية الأسبوع ليتم توجيههم إلى المركز الصحي بوشنافة ببلوزداد، وفي هذا الصدد تقول السيدة (مليكة. ف) المريضة بالقلب والتهاب المثانة إن بعد الفحص منحها الطبيب 7 حقن ويجب استعمالها دون انقطاع نظرا لحالتها المستعصية، وتقول بعد التوجه إلى مركز كريم بلقاسم رفضوا إسعافي في الفترة الصباحية ونصحوني بالعودة مساءً، ناهيك عن غياب الخدمات نهاية العطلة الأسبوعية إن لم نقل انعدامها، حيث يتم توجيه المرضى إلى المركز المذكور من أجل استعمال حقنة ولكم أن تتصوروا أصحاب الأمراض المزمنة مع معاناة التنقل، وتتساءل محدثتنا أيعقل أن يقطع المريض مسافة من بلدية لأخرى من أجل حقنة؟ وأضافت ذات المتحدثة كيف لمركز صحي بقلب العاصمة لا توجد به مداومة أيام العطلة، في حين تعمل مراكز صحية 24 ساعة على غرار مركز بوشنافة وحتى مراكز صحية أقصى القرى بالجزائر، في حين تغلق بعض المراكز الصحية أبوابها في الوقت المذكور سالفا على غرار القطاع الصحي (كريم بلقاسم) وهذا ما خلق تذمرا وامتعاضا كبيرين لدى جل المواطنين القاطنين بتيلملي وما جاورها. إلى جانب هذا، في الكثير من الأحيان تتوقف أغلب القطاعات عن العمل وإسعاف مرضاها في الوقت المحدد لها بالرغم من وجود حالات استعجالية تتوجع من الآلام ومن المفروض التدخل بسرعة في علاجها، وقد وقفت (أخبار اليوم) عن الوضع ونقلت تلك المشاكل التي يعانيها المرضى بحذافيرها، حيث شاهدنا مرضى ينتظرون في قاعة الانتظار بالساعات دون أن يتلقوا العناية الكافية أو الإسعاف وهو الأمر الذي يجبرهم على نقل مرضاهم إلى عيادات خاصة في معظم الأحيان، وقد حاولنا التقرب من بعض مدراء القطاعات الصحية بالجزائر وذلك للاستفسار عن الأسباب المتخفية وراء هده الوضعية المتدنية للقطاعات الصحية التي تغلق أبوابها باكرا دون مراعاة الوضعية الصحية للمرضى، حيث أن هذا الأمر يخدم مصلحة المواطن، إلا أن الردود لم تكن مقنعة وشافية فكل ما قيل لنا إن الأجرة القليلة تكفي حاجة الموظفين والتي تعادل ساعات العمل والإمكانات القليلة وأحيانا غير المتوفرة هي التي تجعل العمال يتقاسمون العمل، بالإضافة إلى افتقار أغلب القطاعات الصحية لأدنى الضروريات وشروط العمل التي من شأنها أن تدفع بعجلة التطور في العمل، ومن الضروريات غياب سيارة الإسعاف التي من المفروض أن تكون من الأولويات لنقل المرضى إلى المستشفى في حالة الضرورة خاصة بالنسبة للنساء الحوامل وكذا غياب خط هاتفي يتم ربطه مع الإدارة وافتقار الأدوية الضرورية واللازمة لإسعاف وعلاج المرضى. وأمام هذه الوضعية المزرية يناشد العديد من المواطنين وبالأخص منطقة تيليملي الجهات المعنية على رأسها مديرية الصحة والوزارة الوصية التدخل العاجل للحد من هذه التصرفات اللاإنسانية واللامسؤولة.