بعدما ألقت البطالة بظلالها القاتمة على الشباب وخصوصا بعد القضاء على الأسواق الفوضوية، ساهم هذا الوضع بشكل كبير في ظاهرة الاعتداءات التي أخذت منعرجا خطيرا خلال الآونة الأخيرة لاسيما على مستوى محطات النقل الحضري المتواجدة بالعاصمة، على غرار البريد المركزي وأودان، ناهيك عن المحطات المنعزلة والبعيدة، على غرار تافورة و 2 ماي. وقد اشتكى العديد من المواطنين من بروز هذه الظاهرة التي ما فتئت تهدد سلامتهم وحياتهم خصوصا في ظل الغياب التام لأعوان الأمن ببعض المحطات، إذ أن بعض الفئة المنحرفة تستغل هذا الغياب لممارسة الاعتداء والسرقة عن طريق التهديد وإشهار السلاح الأبيض والضرب الذي يصل أحيانا إلى التسبب في جروح وإصابات خطيرة للأشخاص الذين لا ذنب لهم إلا أنهم استعملوا هذه المحطة في آخر المساء بعد خروجهم من عملهم وهذا بعد أن حرموا من الاستفادة من حافلات النقل الخاصة بالعمال المنعدمة في بعض المؤسسات العمومية والخاصة فيضطر الموظف إلى التنقل ما بين الحافلات من أجل الوصول إلى بيته، وخلال ذلك تواجهه بعض العناصر المنحرفة التي تستغل الظلام من أجل التربص بضحاياها الذين لا مناص لهم إلا الرضوخ لمطالبهم بمنحهم ما يملكون من أموال وبعض الأغراض الأخرى كالهواتف النقالة وغيرها وإلا سيكون مصيرهم الضرب والاعتداء.. وللإشارة فإن كل من محطة 2 ماي السفلى ومحطة تافورة للنقل تعتبران أكثر المحطات التي تكثر فيها الاعتداءات وكانت هذه السنة بمثابة نقطة سوداء من حيث عدد حالات الاعتداء في كلا المحطتين المتجاورتين والتي تفصل بينهما محطة نقل الطلبة، ورغم أن المحطتين تشهدان إقبالا كبيرا من مختلف الشرائح بما أنهما أكبر محطتين بالعاصمة إلا أنه بمجرد إسدال الليل ظلامه، فإنها تتحول إلى مكان للاعتداءات والتحرشات والنساء أكثر عرضة لهذه التصرفات، حيث تعرضت العديد منهن لهذه الأفعال خصوصا الفتيات أثناء انتظارهن للحافلة التي تتأخر عن موعدها كالعادة خاصة في آخر المساء عند ازدحام الطريق، فيستغل بعض الشبان المنحرفين الوضع وقلة الحركة في المحطة ليتربصوا بضحيتهم وينفذوا اعتداءهم دون تدخل من أحد. وأمام هذه الأوضاع المتردية في محطات النقل الحضري وشبه الحضري بالعاصمة يطالب المواطنون بتعزيز وتكثيف الأمن بالمحطات خصوصا على مستوى تافورة و2 ماي حفاظا على سلامتهم وأمنهم من الاعتداءات الجبانة من طرف المنحرفين.