جدد سكان بابا علي المتواجد على مستوى بلدية بئر التوتة بالعاصمة استيائهم من الوضعية المزرية التي تدق ناقوس الخطر إزاء هاجس الخوف من المخاطر التي تحوم حولهم بسبب المواد الكيمائية السامة الناجمة عن المصانع والتي لا يفصلها إلا أمتار عن سكنتاهم الأمرالذي أدى إلى تعرض العديد من المواطنين لأمراض مزمنة ومستعصية على غرار صعوبة التنفس والربو الذي نخر أجسادهم خصوصا الرضع والأطفال الأكثر عرضة للإصابة نتيجة عدم تحمل أجسامهم غير المقاومة لهذه المواد الخطيرة. وفي السياق ذاته أكد بعض القاطنين ل (أخبار اليوم) أن هذه الوضعية الكارثية لازمتهم منذ سنوات طويلة دون أن تلقى أي استجابة من طرف المعنيين رغم الكتابات العديدة والمراسلات المتكررة على حد تعبيرهم، إلا أن هذا الوضع بات بمثابة هاجس مؤرق لهم أثقل كاهلهم ونغص عليهم راحتهم وأصبح لايطاق بسبب تلك المواد التي تخلفها المصانع المذكورة. وأضاف في ذات المنوال هؤلاء السكان خصوصا القاطنون بالمحطة المحاذية للمصانع أنهم يعانون الأمرين بفعل الروائح التي تسد الأنفاس، ناهيك عن الخطر الذي تشكله على الصحة العمومية والذين تفاقمت نسبة الإصابات في أوساطهم بالأمراض المزمنة والفتاكة والتي أثقلت تكاليف علاجها جيوبهم. كما أبدى سكان بعض الأحياء مدى استيائهم من سياسة التهميش والتجاهل التي تنتهجها السلطات المعنية جراء هذه الوضعية الخطيرة، ولم تكلف نفسها عناء الوقوف على وضعيتهم الحرجة والتدخل للتخفيف من معاناتهم التي تزداد سوءا يوما بعد يوم أمام الانتشار الواسع للمصانع المحيطة بالسكان، وامتد تأثيرها إلى غاية الأحياء المجاورة، فبالإضافة إلى الأخطار الصحية المحدقة بهؤلاء السكان من مخلفات المصانع التي تهدد حياتهم فالأصوات المزعجة التي تصدرها تلك المصانع نغصت عليهم نومهم أيضا. ومن جهة أخرى تطرق السكان إلى الوضعية القاسية التي يعيشونها في ظل افتقار الحي لأدنى ضروريات الحياة الكريمة، والتي زادت من تدهور الوضع من بينها انعدام غاز المدينة لدى بعض الأحياء، فضلا عن غياب قنوات صرف المياه المحولة إلى الوادي والتي نتجت عنها الروائح الكريهة المنتشرة التي تسد الأنفاس حسبهم، لذا ونظرا لخطورة الوضع الذي يزداد تفاقما أمام هذه المشاكل المتراكمة نتيجة الروائح الكريهة وغياب الهدوء وغيرها من المشاكل العديدة لم يجد هؤلاء حلا سوى رفع انشغالاتهم عبر جريدتنا لعل وعسى تلقى نداءاتهم وانشغالاتهم صدى لدى السلطات الوصية التي سبق ووجهوا شكاويهم المتعددة لمصالحها إلا أنها لحد الآن لم تعرف طريقها للحل ولو بجزء بسيط على حد تعبيرهم. وأمام جملة هذه المشاكل المتعددة والنقائص يناشد سكان أحياء بابا علي ببئر التوتة السلطات المحلية والولائية من أجل التدخل الفوري قصد انتشالهم من ناقوس الخطر المحدق بهم والذي يهدد صحتهم وراحتهم، إما بترحيلهم إلى سكنات لائقة أو تحويل المصانع التي تتوسط الأحياء السكنية إلى مناطق شاغرة أخرى بعيدة عن تواجد المقرات السكنية وهذا تفاديا لكارثة صحية قد تتسبب في سقوط أرواح أناس أبرياء بسبب تلك المواد السامة.