لاتزال معاناة العائلات القاطنة بحي “بيقا" المتواجد على مستوى بلدية براقي بالعاصمة، متواصلة في ظل غياب العديد من النقائص الهامة، التي مست جوانب مختلفة من حياتهم اليومية. تأتي في مقدمة المشاكل التي يعاني منها سكان الحي سالف الذكر، من خلال الزيارة الميدانية التي قادت “الجزائر نيوز" إلى الحي، حالة استنفار لدى جموع المواطنين، بخصوص مشكلة في انعدام النظافة بالمنطقة، وهذا ما يعود حسب السكان للانتشار المذهل للنفايات المنزلية التي تراكمت في كل جانب، والتي يخلفها التجار، خاصة على مستوى المساحة الشاغرة المقابلة للسكنات وكذا مداخلها، وغيرها من المواقع التي تغرق في القاذورات المنزلية، التي تسببت بدورها في انبعاث روائح كريهة تشمئز منها النفوس والتي تجلب الحيوانات الضالة والحشرات السامة إليها، وكما وصفه أحد الشباب الذين يقطنون الحي، فإن معاناة السكان تزداد كلما ارتفعت درجات الحرارة التي تزيد من حدة تلك الروائح، الأمر الذي دفعهم إلى الإلحاح على السلطات المحلية ومديرية البيئة لوضع حد لانبعاث تلك الروائح التي حولت حياتهم إلى جحيم حقيقي، مضيفين بأن العديد من سكان بلديتي بن طلحة وبراقي مستاءين ومتذمرين جدا جراء انبعاث الروائح الكريهة القادمة من المفرغة الواقعة على مستوى حيهم، خصوصا عند عملية الحرق العشوائي لهذه النفايات، وحسب شهادتهم، فقد تحولت حياتهم إلى جحيم حقيقي لا يطاق خلال فصل الصيف بفعل الروائح التي تسد الأنفس، إذ أكدوا لنا أنهم يجدون صعوبة كبيرة في التنفس جراء ثلوت الهواء، مما يجعلهم عرضة لمختلف الأمراض التنفسية كالربو والحساسية، وكذا الأمراض الجلدية التي أضحت لا تفارقهم نتيجة تفاقم الروائح الكريهة المنبعثة من تلك المفرغة. معاناة السكان لا تقتصر عند هذا الحد، بل تعدت ذلك، فهم يعانون من مشاكل أخرى لاتقل أهمية عن الأخرى، حيث أنهم يشتكون من مشكل إهتراء الطرقات التي أصبحت الهاجس الذي يطاردهم خاصة عند حلول فصل الشتاء عندما تتساقط الأمطار تتحول الطرقات إلى برك مائية تغمرها المياه القذرة، مما تلحق عدة أضرار بسيارات القاطنين وكل من يقصد الحي، فالطرقات -حسبهم- لم تشهد عمليات تهيئة على الرغم من قدم الأحياء التي لايزال البعض منها عبارة عن مسالك ترابية تعيق حركة السير، قائلين في ذلك إنهم لم يجدوا له حلا على الرغم من الشكاوى المقدمة إلى السلطات المحلية، التي لم تتعامل مع المشكل بكل جدية، والأكثر من هذا يعيش السكان اليوم أكثر من أي وقت مضى في متاعب جمة، نتيجة الغبار المنبعث من مصنع الإسمنت المحاذي لهم، وهي الوضعية التي أدت إلى إرتفاع إصابات أغلب سكان المنطقة بأمراض الربو والحساسية، علما أن عدد المصابين بهذه الأمراض في تزايد مطرد بسبب المصنع، الذي لا يوجد -حسبهم- في مكانه، إلا أن المشكل مازال مطروحا إلى يومنا هذا، رغم عديد الشكاوى التي رفعها أصحاب الحي إلى كل الجهات المسؤولة على مختلف مستوياتها. وفي ذات السياق، طالب قاطنو الحي ضرورة إيجاد حل سريع ونهائي لإخراجهم من دائرة الخطر، والتكفل التام بهم لتفادي العواقب وحدوث الأسوأ.