* هل التبرع بطباعة المصحف الشريف تندرج تحت: (أو علم ينتفع به) كما في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكيف يمكن أن أتبرع بصدقة جارية، بحيث تكون في مجال العلم، فأنا لست بكاتبة أو عالمة أو حتى معلمة؟ ** الحمدلله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.. طباعة المصاحف داخلة في معنى الحديث المذكور، وهي من الأعمال التي ينتفع الإنسان بثوابها حيا وميتا، ففي سنن ابن ماجة عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته علماً علمه ونشره، وولدا صالحا تركه، ومصحفا ورّثه، أو مسجداً بناه، أو بيتا لابن السبيل بناه، أو نهرا أجراه، أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته، يلحقه من بعد موته). وإذا كانت المصاحف متوافرة فمن الأفضل توجيه الصدقة إلى مجالات أخرى ككفالة الأيتام فهم كثيرون، وكسقي الماء مثلاً خاصة في الأماكن أو البلدان التي تعاني شح المياه، فإنها أعظم وأفضل، ففي سنن أبي داود عن سعد بن عبادة رضي الله عنه، أنه قال: يا رسول الله، إن أمَّ سعد ماتت، فأي الصدقة أفضل؟ قال: (الماء)، قال: فحفر بئراً، وقال: هذه لأم سعد. وروى ابن ماجة: (عن عائشة، أنها قالت: يا رسول الله ما الشيء الذي لا يحل منعُه؟ قال: (الماء، والملح، والنار)، قالت: قلت: يا رسول الله هذا الماء قد عرفناه، فما بال الملح والنار؟ قال: (من أعطى ناراً، فكأنما تصدق بجميع ما أنضجت تلك النار، ومن أعطى ملحاً، فكأنما تصدق بجميع ما طيَّب ذلك الملح، ومن سقى مسلماً شربة من ماء، حيث يوجد الماء، فكأنما أعتق رقبة، ومن سقى مسلما شربة من ماء، حيث لا يوجد الماء، فكأنما أحياها ). والله تعالى أعلم.