بحثا عن الجمال الفائق والتميز الذي يعتبر عنوان كل امرأة ورجل يريدان الأفضل، انتشرت في الآونة الأخيرة حركة أقل ما يمكن القول عنها إنها كانت معدومة في السابق نظرا لغياب المراكز المتخصصة، أما حاليا فقد عملت الفضائيات فعلتها في تغيير مجريات الحياة من خلال الإعلان وتسويق منتجات المؤسسات والشركات الكبرى التي تفننت في ابتكار الأفضل لكل ما ينفع البشرة والجمال وساعدت على تهافت الزبائن من جهة أخرى. وفي هذا الشأن نجد أن العديد من الجزائريين والجزائريات قد تأثروا بعدوى التسويق عبر الفضائيات للمنتجات السحرية التي من شأنها أن تعيد الشباب الذي ضاع في يوم من الأيام، حيث انتشرت في الفترة الأخيرة وبشكل لافت للانتباه ظاهرة التسوق عبر الشاشات أو ما يعرف ببيع المنتجات والعمل على الدعاية لها من خلال عرضها على بعض الفضائيات المختصة في مجال الإعلانات، وتأتي مواد التجميل على رأس هذه المنتجات المعروضة. فظاهرة الوكلاء الحصريين امتدت لتشمل الجزائر وذلك من خلال مراكزها المنتشرة خاصة في العاصمة. وللتعرف أكثر على أهم الطلبات التي كانت في المقدمة توجهنا إلى بعض هذه المراكز منها مركز الوكيل اللبناني بباب الزوار الذي فتح أبوابه أمام الزبائن المتعطشين لهذه المواد التي من شأنها أن تخفف عليهم معاناة البحث التي أرهقتهم سابقا نظرا لندرتها بالجزائر، أما حاليا فالوضع تغير بفضل هذه المراكز التي وفرت المواد بعدما كان سابقا الحصول عليها يستلزم السفر لجلبها، أما حاليا فقد تفنن الوكلاء من خلال عرض أفضل ما لديهم من منتجات أمام زبائن يتهافتون على شرائها خاصة النساء منهم دون الخوف من آثار ومضاعفات تنتج عن استعمال هذا المنتوج، حيث تشهد المراكز إقبالا كبيرا للزبائن من مختلف الفئات العمرية، الراغبين في التخلص من مشاكل لطالما أرهقت نفسيتهم لتكون بذلك هذه المنتجات الحل الأنسب لتقصف الشعر ومعالجة حب الشباب وتساقط الشعر، إلى جانب جمال البشرة ومشكلة تخفيف الوزن أو زيادته إلى آخره من المشاكل التي يمكن أن تعالج بفضل هذه المنتجات. اغتنما فرصة تواجدنا بالمكان لنتقرب من بعض المواطنين الذين كانوا ينتظرون دورهم لاقتناء ما يحتاجون إليه ومنهم نجد (لامية) التي تبلغ من العمر 26 سنة تعاني من مشكلة السمنة، تقول إنها جربت مختلف المنتوجات التي تباع في الصيدليات والأسواق لكن النتيجة لم تكن إيجابية والآن هي موجودة بالمركز بعد متابعتها لإعلان في إحدى الفضائيات العربية حول منتوج من شأنه أن يخفف الوزن في مدة قصيرة. أما رأي أحد البائعين بذات المركز حول أكثر المواد التجميلية اقتناء من طرف الزبون الجزائري، فجوابه حول اهتمام الزبون تغير حيث كان في السابق يبحث عن مضادات حب الشباب ومنتجات من شأنها أن تقي من تساقط الشعر، أما الآن فأغلب رواد المركز يبحثون عن النحافة والرشاقة من كلا الجنسين بالرغم من غلاء سعرها، حيث وصل سعر العلبة الواحدة 500 دينار جزائري، فأكثر الطلبات التي تصلهم إلى المراكز أغلبها لها علاقة بالنحافة، ومعظم المكالمات الهاتفية التي ترد على الوكلاء تكون بهذا الشأن رغم غلاء أسعارها، كما تكثر الطلبات على المراهم المساعدة على إنقاص الوزن ومواد خاصة بتقليل نمو الشعر ومحاربة التجاعيد، وكذا مراهم الحماية من أشعة الشمس والتي تكثر في فصل الصيف، تضاف إليها منتوجات تفتيح البشرة وتنقيتها والتي أصبحت من بين اهتمامات المرأة الجزائرية، وخلال جولتنا بهذه المراكز لاحظنا غياب بعض هذه المنتجات، ولدى سؤالنا عن السبب أجابنا البائع بالمركز أنه توجد منتجات يتم بيعها من خلال التوصية عليها، ثم يتم إحضارها إلى صاحبها الذي يكون قد دفع حقها مسبقاً. بالرغم من هذه الوفرة إلا أنه يجدر من مستعملي هذه المنتجات الحذر من خطورة استعمالها على الصحة، لذا لا ينبغي التركيز على الإيجابية وإهمال سلبياتها بمجرد الترويج لهذه المواد عبر وسائل الإعلام التي تتفنن في وصف النتائج حتى وإن كانت لا تفي بالغرض المنشود.