يدفعون آلاف الدينارات للحصول على”علاج طبيعي” لمشاكلهم تهافت بعض الجزائريين، في الآونة الأخيرة، على تلك المستحضرات اللبنانية التي وجدوا فيها علاجا للعديد من مشاكلهم. وإن كانت النساء الأكثر احتياجا لها إلا أن الكثير من الرجال وجدوا ضالتهم في الصيدليات المتخصصة في بيع المواد والعلاجات الطبيعية. حظيت، مؤخرا، المواد التجميلية الطبيعية باهتمام واسع في صفوف الجزائريين، وإن كانت منذ زمن غير بعيد حكرا على النساء والفتيات اللاتي يدفعن بسخاء في سبيل الحصول عليها، بعدما روجت لها العديد من القنوات الفضائية التي غذت لديهن الأمل في إيجاد حلول لمشاكلهن، خاصة تلك المتعلقة بالجمال ومشاكل الشعر والبشرة، بعدما اشتهر الجمال اللبناني وأصبح هاجسا تتلاحق الفتيات الجزائريات للظفر به. هو ما توصلنا إليه من خلال جولة استطلاعية قادتنا إلى إحدى الصيدليات المتخصصة في هذه المنتجات، المتواجدة ببلدية باب الزوار، حاولنا من خلالها التقرب من الموضوع وتقصي آراء بعض الوافدين وكذا القائمين عليها. وإن تفاوتت الآراء والمواقف إلا أن الجميع اشتركوا في رغبتهم في الظهور بأبهى حلة. فتيات يتهافتن عليها للظفر ب”الجمال اللبناني” أقبلت الكثير من الفتيات على تلك المواد الطبيعية التجميلية التي غذت رغبتهم في التشبه بالنجمات العربيات، حيث لفت انتباهنا لدى دخولنا إلى ذلك المركز وجود عدد كبير من الفتيات اللاتي. وإن اختلفت أسباب تواجدهن في المكان إلا أن الرغبة في التميز والتألق جمعتهن في أروقة هذه الصيدلية، التي تحولت إلى محقق لأحلامهم الوردية في مضاهاة ملكات الجمال. وعن العلاجات المتوفرة تقربنا من بعض الموجودات، على غرار حنان 25 سنة، التي جاءت للمرة الثانية من أجل اقتناء مرهم لشعرها يخلصها من تساقط الشعر، والذي يقدر سعره ب3500 دج، حيث أكدت فعاليته مدعمة وجهة نظرها بالإعلانات المبهرة التي اقنعتها بأنه آخر حل للمشكلة التي حرمتها من التألق في الأعراس والمناسبات العائلية. وبعد أول تجربة استحسنت هذه المنتجات وجلبت صديقتها معها، التي تعاني من نفس المشكلة. أما السيدة وسيلة، 48 سنة، فقد جاءت باحثة عن علاج للبقع البنية، وهي متأكدة من فعاليته بعدما جربته إحدى صديقاتها. وعن السعر فهو متوفر ب4000 دج، كما أنها طلبت من أحد البائعين تمكينها من الاطلاع على الأدوية التي تزيد من كثافة الشعر من أجل اقتنائه لابنتها لأن شعرها خفيف. كما لفت انتباهنا وجود شابات كن يسألن بإلحاح عن مرهم تكبير الصدر، الذي يقدر سعره بست آلاف دج، غير أنهن ترددن في فعاليته، ما دفعهن إلى القيام باستطلاع وسط الموجودات، من أجل التأكد من مدى فعاليته نظرا لسعره الذي اعتبرنه مرتفعا. غير أن الماركة اللبنانية كسبت ثقة الكثيرات، لدرجة أنهن اعتبرنها أكبر ضمان للحصول على نتائج جمالية مثالية، حتى أنهن لم يعتبرن غلاء سعرها عائقا أمام اقتنائها. وحسب أحد الموجودات فإن احتواءها على مواد طبيعية روج لها بكثرة وأقبلت عليها الفتيات، حتى فيما يخص مواد التجميل وكريمات إزالة الشعر والعناية بالبشرة. .. ورجال يبحثون عن أدوية الصلع والمقويات الجنسية اعتبر الكثير من الرجال ممن التقيناهم في هذه الصيدلية أنها الوحيدة التي توفر لهم أدوية القضاء على الصلع، فالسيد عثمان، على سبيل المثال، قدم من ولاية خنشلة لدى سماعه بافتتاح المركز في العاصمة، حتى يتمكن من الحصول على العلاج والقضاء على الصلع الذي - على حد قوله - يظهره أنه أكبر بعشر سنوات، وهو ما تحول إلى هاجس لديه، أحس بأمل كبير في التخلص منه بعد سماعه بوجود الحل هنا في الجزائر. وهو نفس السبب الذي جعل حسن، 28 سنة، يستعين بهذا العلاج، حتى يضع حد لتساقط شعره الذي أفقد مظهره الشبان رغم صغر سنه، وعن تكلفة المرهم المخصص لإنبات الشعر فهو 5000 دج. كما أن الكثير منهم قدموا لحاجة أخرى وجدوا الكثير من الحرج في التعبير عنها داخل مجتمعنا، يتعلق الأمر بالمقويات الجنسية، التي تلقى إقبالا واسعا من طرف الرجال من مختلف الأعمار، إلا أننا عجزنا عن مناقشة الأمر مع المعنيين.. لأنه لا أحد اعترف بحاجته إلى هذه المنتجات. حتى علاج العقم متوفر في “الصيدلية اللبنانية” ب8000 دج استغربنا تواجد الكثير من السيدات اللاتي يئسن من الأطباء من أجل إيجاد علاج للعقم، حيث امتلأ المكان بالباحثات عن الخلطات التي برعت بعض الفضائيات في إبرازها على أنها دواء سحري، أفرزته جعبة من الأعشاب الطبيعية. وأكبر دليل على ذلك هو الإقبال المنقطع النظير الذي تعرفه هذه الادوية، فالعديد منهم أتوا من عدة ولايات خارج العاصمة، اتجهوا خصيصا إلى العاصمة من أجل تجسيد أحلامهم في الحصول على الذرية. من بين المعنيات بهذا الموضوع، أمينة، 32 سنة، التي جات من أجل الحصول على هذا العلاج بعدما شاهدته على شاشة التلفاز، وفرحت كثيرا لدى معرفتها أنه بإمكانها الحصول عليه، عساها تتمكن من تجسيد الأمومة والحصول على أبناء يحملون اسم زوجها.وفي سياق متصل، أكدت آمال، عاملة أخرى في هذا المركز، أن أدوية العقم من أكثر المنتجات رواجا في الصيدلية من طرف النساء والرجال. كريمات التخسيس والأعشاب للقضاء على السمنة سجل من يعانون الزيادة في الوزن حضورهم اللافت في هذا المكان، بعدما امتلأت رفوفها بكريمات التخسيس الموضعي، التي شدت انتباه الجزائريات عبر الوصلات الإعلانية. وفي هذا السياق أكدت (سليمة.ع) عاملة في هذا المكان، أن هذه المستحضرات تحظى بطلب لافت من طرف الجنسين، فهي على حد تعبيرها تجنبهم الدخول في مرحلة طويلة من الحمية الغذائية. هو ما ذهبت إليه الكثيرات ممن حدثناهن، على غرار سعدية، التي تعاني من زيادة وزن مفرطة على مستوى الأرداف، وفي كل مرة تزاول فيها حمية تضعف كليا ليبقى دائما لديها خلل في تلك المنطقة، وهو ما جعلها تجد في مستحضرات التخسيس الموضعي الحل المثالي لحل كل مشاكل الوزن، ومثلها عدة حالات لم تتردد في دفع 3000 دج من أجل الحصول على نتيجة مرضية. كما لاحظنا امتلاء الرفوف بالعشاب، أو ما يعرف عندنا ب”تيزانة”، خصصت لمن يعانون من السمنة المفرطة. ورغم أنها متواجدة محليا إلا أن اللبنانية منها تحظى بطلب أكبر، حسب شهادة الكثير من محدثينا. وعن مدى فعالية هذه المنتجات وسبب الثقة العمياء التي وضعها هؤلاء فيها، اعتبر الكثير منهم أنها مواد طبيعية ومستخلصة من الأعشاب، التي إن لم تنفع فهي لا تضر، بالإضافة إلى أن الكثير منهم أرادوا التخلي عن المواد التجميلية والمستحضرات الكيميائية، التي تؤثر سلبا على جمالهم وتضع مناطق حساسة من أجسامهم في خطر بعيد المدى، حسب آخر الدراسات التي روجت لها المواقع الإلكترونية والوصلات الإشهارية، التي بدورها ساهمت إسهاما رئيسيا في الترويج لكل ما هو طبيعي. من جهة أخرى شكك الكثيرون في إمكانية هذه المواد التي اعتبروها غريبة في تقديم علاجات فعالة، وحتى في صحة كونها حقا مستوحاة من الطبيعة.