يعيش مستعملو الطريق الرابط بين بن عكنون وباش جراح حالة من التذمر الدائمة والغضب، مع تحول هذا الطريق إلى حظيرة عشوائية، ونفس الحالة لمسناها لدى مستعملي الطريق الرابط بين الأبيار وساحة الشهداء، فحالة الازدحام المروري مفروضة على هؤلاء بسبب استغلال بعض الشباب لهذا الطريق وتحويله لحسابهم الخاص، فادفع أو ارحل هو قانونهم الوحيد، و لذلك ينتظر أصحاب المركبات بشغف كبير صدور القانون الخاص بتنظيم الحظائر هذه مع بداية سنة 2013. تحولت بعض المناطق بالعاصمة إلى حظائر عشوائية، بعد أن استغل بعض الشباب غياب الرقابة من أجل استغلالها لصالحهم، ففي العاصمة فقط يمكن أن تقابلك حظيرة عشوائية في كل ركن وفي كل زاوية، فبين صبيحة وعشية يمكن أن تصادفك حظيرة في مكان ما لم تكن به بالأمس. والمشكل حسب بعض أصحاب السيارات بأنهم يجبرون على اللجوء إلى أصحاب هذه الحظائر رغم عدم شرعيتهم، فازدياد عمليات السرقة التي تمس السيارات، تجبرهم على الخضوع لقوانين الحظائر العشوائية خاصة من ناحية السعر غير المحدد.. فهؤلاء الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و35 سنة استولوا على أغلب الطرقات والمساحات الشاغرة، وحتى المتواجدة في طرقات ضيقة، فالمهم هو جني الربح على حساب أصحاب السيارات ومستعملي هذه الطرقات، بل إن حتى المواطنين الراجلين لهم نصيب في هذه العملية، بحيث يصعب عليهم بل يستحيل عليهم أحيانا المرور ببعض الطرقات لانعدام الممر بسبب هذه الحظائر العشوائية المنتشرة في كل موقع بالعاصمة.. وفي هذا السياق اشتكى العديد من سكان حي ذبيح شريف بالجزائر الوسطى من الحالة المزرية التي يغرق فيها حيهم، بعد أن استولى على طرقاته وأرصفته بعض الشباب الذين استغلوها لصالحهم من خلال إنشاء حظائر عشوائية للسيارات. وعبر بعض المواطنين ل(أخبار اليوم) عن استيائهم الشديد من هذه الحالة، حيث باتوا يعيشون في حصار على بيوتهم، بل إن الأمر امتد بعيدا لدى هؤلاء الشباب الذين امتلكوا الطرقات في هذا الحي وراحوا يمنعون السكان من إيقاف مركباتهم أمام بيوتهم إلا عن طريق دفع الأجرة. ولا تعد ولا تحصى حالات العراك والمناوشات التي تقع بين الطرفين بسبب هذا المشكل والاحتكار، ورغم أن طرقات الحي ضيقة للغاية وهي بالكاد تسع المركبات المتنقلة عبر هذا الحي لتصل إلى وجهتها بشارع العربي بن مهيدي من الناحية السفلى أو باتجاه قصر الحكومة، ومن الجهة العليا حي باب الجديد والأبيار، وحالة الازدحام هي وجه يومي لهذا الطريق، والأمر ازداد سوءا مع الحظائر العشوائية التي ضيقت الخناق على السكان ومستعملي الطريق الذين باتوا على فوهة بركان. فالسكان تأسفوا لهذه الحالة التي تحول إليها حيهم بعيدا عن أعين الرقابة، لذلك فهم يرفعون شكواهم إلى مديرية النقل لولاية الجزائر ومصالح الأمن من أجل إيقاف هذا النشاط غير الشرعي الذي يحاصرهم. وللعلم فإن هذا المشكل يتخبط فيه حي باب جديد، وحي أحمد بوزرينة (زنيقة العرايس) في القصبة، حتى بات يشكل خطرا داهما على حياة المواطنين الذي غابت عنهم الطرقات والأرصفة التي استولى عليها هؤلاء الشباب فباتوا معرضين لخطر حوادث المرور التي أصبحت هذه الحظائر العشوائية من أهم أسبابها في المدة الأخيرة. وأرجع البعض أن ازدياد حالة الازدحام والاختناق المروري الذي تعرفه مناطق عديدة من العاصمة إلى انتشار الحظائر العشوائية التي صعبت حركة التنقل، وكانت سببا مباشرا فيه خلال الفترة الأخيرة. ومع صدور قرار تنظيم الحظائر العشوائية بصفة نهائية مع بداية السنة الجديدة، يأمل سكان العاصمة أن ينفذ هذا القرار على أرض الواقع ليضع حدا لعصابات ينشطون علنا ويستولون على الأرصفة والطرقات، ليطالبوا المواطنين بدفع ضريبة التوقف في ملكيتهم.