الفيضانات التي ضربت الجزائر لم تجعل البعض يحفظ الدرس بما فيها السلطات المحلية المكلفة بالإشراف على الإقليم التابع لوصايتها، إلا أن الإهمال والتسيب الملاحظين ببعض المقاطعات يجسدان لامبالاة السلطات المحلية ببعض البلديات، وأصدق مثال على ذلك هو حال البالوعات التي لها دور هام في ابتلاع وصرف أمطار الشتاء، فالاهتمام بها هو ضروري لتفادي حدوث كوارث لكن العكس هو الحاصل بحيث تظهر وهي تمتلئ بالنفايات والفضلات بشتى أنواعها مما يؤدي ببعضها إلى الانسداد وهو بدوره ما يهدد بحدوث فيضانات كتلك التي عاشتها الجزائر في عام 2001 والتي مست منطقة باب الوادي وخلفت العديد من الضحايا. خاصة وأن الأحوال الجوية التي عرفتها الجزائر تنبئ بشتاء غاضب تميزه الرياح الهوجاء والأمطار الغزيرة، ووجب اتخاذ الاحتياطات الضرورية لمجابهتها لتفادي وقوع كوارث مادية وبشرية، إلا أن التسيب المعلن من طرف بعض البلديات كالسلطات المحلية التي كان من الواجب أداء وظيفتها على أكمل وجه لحفظ مصالح المواطنين، ينذر بحدوث كوارث تمس سكينة وهدوء المواطنين الذين راحوا إلى التكفل بتلك المهمة في بعض النواحي لتفادي مثل تلك الحوادث الأليمة، كون أن البالوعات صارت هاجسهم في فصل الشتاء بالنظر إلى أهميتها القصوى في صرف الكميات الهائلة من مياه الأمطار وتفادي وقوع فيضانات. وتنتشر الظاهرة السلبية في الكثير من البلديات الواقعة بقلب العاصمة والتي يشتكي سكانها من نفس المشكل في كل مرة مع افتتاح فصل الشتاء وهو ذات المشكل الذي يؤرقهم دوما. انتقلنا إلى بعض الشوارع الكبرى على مستوى العاصمة على غرار شوفالي، الأبيار، باب الوادي، القبة... فقابلنا منظر أغلب البالوعات وهي تمتلئ بمختلف النفايات على غرار القارورات البلاستيكية وكذا الأكياس، إلى جانب مختلف الفضلات المنزلية التي جرّتها المياه إلى هناك إلى حد انسداد البالوعة وانتفاء وظيفتها في استقبال المياه الناجمة عن الأمطار، واستاء المواطنون من تكرر السيناريو في كل مرة على الرغم من الأخطار المترتبة عن المشكل واحتمال وقوع فيضانات كارثية، وهي العبارات التي ترددت على أفواه الكثير من المواطنين الذين بينوا انزعاجهم من رمي تلك المسؤوليات التي تقع على عاتق البلديات بتسخير أعوان لرقابة أغلب البالوعات المنتشرة على مستوى البلدية من أجل ضمان اجتياز شتاء من دون هاجس الفيضانات ما عبر عنه مواطن على مستوى قاريدي 2 بالقبة بحيث قال إنه يصطدم في الكثير من الأحيان بتلك البالوعات التي تحوّلت إلى مفارغ للنفايات وانحازت بفعل الفاعلين عن وظيفتها الأساسية في صرف مياه الأمطار، بحيث باتت تمتلئ بالنفايات مما يهدد بحدوث كوارث طبيعية يدفع ثمنها المواطنون نتيجة إهمال بعض السلطات لمهامها وانشغالها بأمور أخرى تبعد عن ضمان مصالح المواطنين. حتى أن هناك من المواطنين عل مستوى بعض البلديات من راحوا يقومون بالمهمة لوحدهم وعادة ما يخصصون العطلة الأسبوعية لأجل القيام بذلك وجمع النفايات وفك الانسداد عن معظم البالوعات الواقعة بالحي لعدم تشكل البرك واستعصاء عبور الناس، كما أن المخلفات ممكن أن تمتد إلى أخطر من ذلك في حال غزارة الأمطار وعجز تلك البالوعات عن امتصاص تلك الكميات الهائلة من الأمطار بسبب انسدادها، وينقلب الوضع إلى حدوث كوارث طبيعية نتيجة اللامبالاة وانعدام مسؤولية البعض على مستوى الهيئات المحلية.