عرفت ولاية سكيكدة نهاية الأسبوع، هطول أمطار طوفانية تسببت في تهديم عدد كبير من البيوت والأكواخ القصديرية في أماكن مختلفة من الولاية، كما تسببت الأمطار الطوفانية في كشف عيوب قنوات صرف المياه في مختلف أحياء بلدية سكيكدة وعددا من البلديات على غرار تمالوس وبين الويدان وعين قشرة وكركرة وهي المشاريع التي كلفت خزينة الدولة ملايير السنتيمات، حيث تحولت العديد من الشوارع في البلديات إلى وديان حقيقية، وأدى هذا الاضطراب إلى انقطاع التيار الكهربائي على أغلب أحياء المدينة من الصباح الباكر إلى وقت متاخر من المساء، مما زاد في استياء المواطنين، وتعطيل مصالحهم، وتحولت أغلب شوارع سكيكدة إلى مستنقعات مائية بسبب الأمطار التي تهاطلت حيث امتلأت الطرقات بالمياه وأدت إلى حدوث فيضانات شملت عدة مناطق وأحياء المدينة، كمرج الذيب، الإخوة ساكر، 500 مسكن، حمروش حمودي، وغيرها من الأحياء المعرضة إلى الفياضنات، لوجودها في منخفض، حيث عجز المتنقلون عن العبور حتى بسياراتهم بسبب انسداد الطرقات مما أدي إلى تعطل مصالحهم. كما غمرت المياه المنازل والمحلات التجارية الموجودة بحي 500 مسكن، مما اجبر أصحابها على الخروج والإسراع في تنظيف البالوعات المجاورة لمحلاتهم، كما أدت إلى اضطراب في حركة السير إذ تحول الحي إلى مستنقعات يستحيل العبور منها، وارجع المواطنون سبب غلق الطريق إلى «انسداد بالوعات الصرف وذلك بسبب تقاعس عمال النظافة والتطهير في أداء عملهم وترك البالوعات تتراكم بها النفايات مما تسبب في ارتفاع منسوب مياه الأمطار وتشكيل المستنقعات»، كما أرجعها البعض من سكان الأحياء «إلى توقيت مشاريع تجديد الطرقات وبطء الأشغال بها مما زاد في كارثية الأمر». ودفعت الأمطار الرعدية التي شهدتها مدينة سكيكدة منذ ليلة الخميس بعشرات العائلات لإخلاء منازلها والبقاء في العراء، تفاديا لشبح الانهيار المباغت لسكناتها المتواجدة ضمن النسيج العمراني لقلب سكيكدة، وأكدت تقارير الخبرة المنجزة منذ سنوات، أنّ هذه السكنات مصنفة ضمن خانة خطرة. كما أدت كمية الأمطار المعتبرة إلى حدوث شلل غير مسبوق في حركة المرور، حيث أدت إلى قطع الطريق البلدي الرابط بين مدينة سكيكدة وحي مرج الديب نتيجة التجمع المعتبر للمياه بالقرب من متوسطة صالح سعدي. وفي نفس السياق، جدد سكان العمارات القديمة الآيلة للانهيار، احتجاجهم على الوضعية التي تنذر بخطر كبير على حياتهم، ويتعلق الأمر ببنايات تقع في بالمدينة القديمة «نابولتان»، ورغم أنّ هذه العمارات ظلت مصنفة في الخانة الحمراء منذ مطلع التسعينيات، إلاّ أنها بقيت رهينة المد والجزر بين السلطات المحلية. هذا الوضع اضطر أصحاب المركبات إلى استعمال الطريق الوطني رقم 44 الرابط بين سكيكدة وعنابة في شطره المار بمنطقة الإيداع حمروش حمودي، لتفادي مياه الأمطار التي تجمعت بشكل كبير والسبب راجع إلى الانسداد الكلي للبالوعات عبر مختلف الأحياء، ليجد أصحاب المركبات أنفسهم أمام وضع مزر لا يقل عن الأول، حيث لم تتمكن المركبات من اجتياز منسوب المياه المتجمع بمنطقة الإيداع بقرب المحول الرئيسي إلا بعد مرور ساعات من الوقت. من جهة أخرى شهد حي الماتش كوارث مست العائلات القاطنة بالحي القصديري الفوضوي ، إثر انهيار أجزاء من جدران المنازل وتسرب مياه الأمطار إلى داخل المنازل التي لم تتمكن من مقاومة التسرب. كما تسببت سيول الفيضانات الناتجة عن الأمطار القوية، في تسرب المياه إلى داخل المنازل بقرية بئر السطل في الحروش، إذ أدت الأمطار القوية إلى تسرب المياه إلى 14 منزلا قصديريا مما أدى ب 6 عائلات إلى اقتحام مدرسة ابتدائية في طور الإنجاز تقع بحي البناء الذاتي بسبب تضرر منازلها بالكامل، ورفضت العائلات الخروج من المدرسة المقرر فتحها خلال الموسم الدراسي المقبل، رغم إلحاح السلطات المحلية، خوفا من انهيار بيوتها التي عزلتها الأمطار، أما ببلدية الغدير فقد خرج سكان البيوت القصديرية في حركة احتجاجية انتهت بقطع الطريق مطالبين بترحيلهم، بعد أن تضررت منازلهم، ونفس الامر للعديد من العائلات ببلدية حمادي كرومة التي تضررت أسقف بناياتها بفعل الأمطار.