اغتنمت أغلب العائلات فرصة برودة الطقس من أجل تغيير نمط أكلها، واتجهت بذلك إلى الحبوب بكل أنواعها وهو ما أراحها قليلا من حمى الأسعار التي هي عليها الخضر، ورأت في الحبوب الحل البديل في هذه الآونة بالذات التي صعدت فيها أسعار الخضر إلى مستويات غير معقولة مما أدى إلى فرار المواطنين إلى أنواع الحبوب على غرار العدس والفاصولياء والبزلاء الجافة، بحيث تضاعف الطلب عليهم بكثرة على مستوى أغلب المحلات خصوصا وأن الكل ألف الغلاء الذي يميز أسعار الخضر في مثل هذه الفترات. نسيمة خباجة من يزور أسواق الخضر على مستوى العاصمة وضواحيها تبدو له شبه خالية في هذه الأيام بسبب اتجاه أغلب الزبائن إلى التزود بالبقوليات بشتى أنواعها بما يفرضه الفصل الذي يستلزم التزود بوجبات ساخنة، كما أن أسعار الخضر الملتهبة أجبرت الكل على ذلك الحل طواعية أم جبرا، ما سجلناه على مستوى الأسواق، بحيث قرأنا في ملامح الزبائن تذمرا واستياء كبيرين من الأسعار التي باتت لا تلاءم الطبقات المتوسطة على حسب تعبيرهم، وحتى الخضر أضحت حكرا على الأغنياء ليكون من نصيب الطبقات المتوسطة الحبوب الجافة التي تضمن بها بعض الأسر قوتها ليوم كامل بتناول حساء نوع من أنواع الحبوب في الغذاء والعشاء على خلاف الخضر التي يتم شراؤها بسعر باهظ وترمى نصف كميتها في القشور. لكن البقوليات على العكس مثلما بينته إحدى السيدات التي التقيناها بسوق كلوزال بالعاصمة، بحيث قالت إن الأسعار التي هي عليها الخضر جعلت الكل يهرب باتجاه البقوليات ولحسن الحظ أن استهلاكها يتوافق مع الفصل لاسيما وأن كيلوغراما واحدا من أي نوع يغطي وجبتي الغذاء والعشاء معا على خلاف الخضر التي بلغت أسعارها الأسقف فحتى البطاطا صعدت مع تساقط الأمطار إلى 70 دينارا بعد أن كانت لا تتجاوز 45 دينارا، الجزر70 دينارا، اللفت 80 دينارا، الخس ب 120 دينار.... ورأت أنها أسعار لا تتوافق البتة مع القدرة الشرائية للمواطنين. فيما عرفت المحلات التجارية أو السوبيرات على حد سواء إقبالا كبيرا من طرف المواطنين لاقتناء أنواع من البقوليات على رأسها الفاصولياء والعدس كنوعين مطلوبين بكثرة، لتليهما الأنواع الأخرى على غرار البزلاء الجافة والحمص والأرز دون أن ننسى المعجنات التي أنقذت هي الأخرى الموقف وعرفت إقبالا قويا من طرف أغلب الزبائن، بحيث ونحن على مستوى إحداهن قابلنا ذلك الإقبال وهو ما أكده في نفس الوقت صاحب متجر بساحة أول ماي، بحيث قال إن الاتجاه الكبير لأغلب الزبائن لاستهلاك المعجنات والبقوليات كان نتيجة الغلاء الذي التزمت به أسعار الخضر لفترة طويلة وتزداد وتيرة الغلاء أكثر مع تساقط الشتاء، بحيث تدخل أغلب أنواع الخضر في صنف الفواكه طيلة فصل الشتاء على غرار الطماطم التي تبلغ مستويات غير معقولة وتصل إلى 140 و 150 دينار مما يجبر الكل على الاتجاه إلى استهلاك البقوليات في مثل هذه الفترات في كل سنة فرارا من الغلاء.