دخل عمّال شبه الطبّي بمصلحة مرضى السكري بالمستشفى الجامعي (محمد لمين دباغين) بالعاصمة أمس الاثنين في إضراب مفتوح مطالبين برحيل رئيسة المصلحة التي تعدّت حسبهم على كافّة القواعد وخرقت كلّ القوانين متعمّدة المساس بكرامة العمّال وإهمال حالة المرضى، ونظم الممرّضون بالمناسبة وقفة احتجاجية أمام المصلحة رفضا لظروف العمل المزرية مؤكّدين أن المصلحة تفتقر إلى أدنى شروط العمل المريح. نظم عمّال شبه الطبّي بمصلحة مرضى السكري بالمستشفى الجامعي (محمد لمين دباغين) (مايو سابقا) بالعاصمة أمس الاثنين وقفة احتجاجية أمام باب المصلحة رفضا لسياسة التضييق والإهانة التي تنتهجها رئيسة المصلحة ضدهم، معلنين دخولهم في إضراب مفتوح ابتداء من صباح أمس الاثنين. وطالب الممرّضون برحيل رئيسة المصلحة كشرط لإيقاف الإضراب والعودة إلى العمل. وأوضح خرزي بوجمعة رئيس الفرع النقابي للنقابة الوطنية شبه الطبّي بمستشفى (مايو) في تصريح ل (أخبار اليوم) أن مكتب النقابة تلقّى عدّة شكاوى من ممرّضي مصلحة مرضى السكري ضد رئيسة المصلحة، وبعد الاطّلاع على الوضع قرّرت النقابة الوطنية مساندتهم، لا سيّما بعد (التعسّف الذي تعرّضوا له كحرمانهم من العطلة السنوية التي يكفلها القانون الجزائري لكلّ عامل)، إلى جانب الإهانة والمساس بكرامة العمّال (بعد تقديم محضر في حقّ مجموعة من الممرّضات). وأكّد محدّثنا في هذا الصدد أن النقابة الوطنية لشبه الطبّي (حاولت أكثر من مرّة مناقشتها في الموضوع، لكنها تغلق باب الحوار وترفض أيّ مناقشة في هذا الإطار). من جهتها، أشارت شواكي فضيلة وهي ممرّضة في المصلحة في حديثها ل (أخبار اليوم) إلى بعض الضغوطات التي يتعرّض لها عمّال شبه الطبّي بالمصلحة، مؤكّدة أن الممرّضين نظموا العديد من الوقفات الاحتجاجية سابقا ضد (الظلم والإهانة اليومية التي يتعرّضون لها من طرف رئيسة المصلحة)، وعبّرت في ذات السياق عن رفضها لما وصفته ب (استعباد العمّال والتحرّش بهم وتهديدهم بتقديمهم أمام العدالة وتحويل مكاتب العمل إلى سكن وظيفي وإهمال حالة المرضى). واشتكت بن عاشور في ذات السياق من غياب أدنى شروط العمل المريح كالمراحيض وغرف تبديل الملابس، مؤكّدة أن رئيسة المصلحة استولت على ربع المصلحة وحوّلتها إلى مكاتب خاصّة بها. ومن جانب آخر، أشارت الممرّضة إلى الإهمال الفادح للمرضى وعدم توفير الوسائل الطبّية اللاّزمة لمتابعة حالتهم الصحّية، إلى جانب الاستيلاء على الأدوية الموجّهة إليهم وعدم الترخيص بإخراجها من صيدلية المصلحة قصد استعمالها لفائدة المرضى. من جانب آخر، طالبت بن عاشور سهام وهي ممرّضة تعمل في نفس المصلحة، الوزارة الوصية بضرورة مراجعة التقارير التي تمّ تقديمها للإدارة حول حالة مصلحة مرضى السكري بالمستشفى الجامعي، مؤكّدة أن عمّال شبه الطبّي الذين لا يتجاوز عددهم 20 ممرّضا رفعوا عددا من التقارير إلى إدارة المصلحة حول ظروف العمل والإهمال الحاصل في ظلّ غياب التكفّل الطبّي الكامل بالمرضى، وضربت محدّثتنا مثالا على ذلك بالتأخّر الفادح في تقديم أدوية المرضى، والذي قدّر بحوالي أسبوع فقط بسبب غياب ترخيص لإخراج الأدوية من صيدلية المصلحة. من جانبهم، اشتكى عدد من المرضى الذين يعانون من داء السكري من سوء المعاملة ولا مبالاة رئيسة المصلحة بحالتهم، مؤكّدين غياب أدنى شروط الرّاحة داخل المصلحة، إلى جانب النّقص الفادح في الأدوية، ممّا يضطرّ المريض إلى إحضار أدويته بنفسه والإهمال الذي يؤدّي أحيانا إلى تلف بعض الأدوية، لا سيّما تلك التي تحتاج إلى درجة معيّنة من البرودة واستخدام أدوية منتهية الصلاحية. هذا زيادة على اللاّ مبالاة الواضحة بالحالات المرضية، والتي تؤدّي إلى تطوّر المرض، وهو ما أشارت إليه زوجة أحد المرضى التي أكّدت أنها قضت سنة بكاملها تحاول إلحاق زوجها بالمصلحة للخضوع لمرحلة استشفائية قصد علاج جرح على مستوى الرجل، لكن رئيسة المصلحة رفضت إمضاء تصريح لاستقباله في المصلحة رغم أن التقرير الطبّي أشار إلى ضرورة إخضاعه لمرحلة استشفائية قبل تورّم الجرح، لا سيّما وأن المريض يعاني من مرض السكري منذ 38 سنة، وهو ما أدّى إلى بتر ساقه بعدما رفضت رئيسة المصلحة استقباله للعلاج.