عاشت مدينة المسيلة على وقع احتجاجات عارمة حول قائمة المستفيدين من حصّة 1589 مسكن إيجاري، فقد أثار نشر القائمة حالة من التذمّر والاستياء وسط المواطنين المقصيين أعقبها حركات احتجاجية بالقرب من مقرّ الدائرة والبلدية التي رشقها عدد من الشباب المحتجّين بالحجارة، فيما قام آخرون بغلق الطريق المؤدّي إلى ولاية البرج على مستوى حي 108 مساكن بواسطة الحجارة والعجلات المطاطية التي أضرموا فيها النيران. حيث طالب المحتجّون السلطات المسؤولة بتجميد هذه القائمة التي اعتبروها من إنتاج رؤساء لجان الأحياء، والتي وضعت أسماء على هواها، كما استنكروا قيام رئيس الدائرة بالاجتماع بهؤلاء قبل يوم من تعليق القائمة. القائمة الاسمية للمقترحين للاستفادة من حصّة 1598 سكن اجتماعي تمّ تعليقها في ساعة مبكّرة من صبيحة أمس عبر مقرّات الدائرة والبلدية والفروع الإدارية عبر أحياء النّسيج، 270 مسكن، الجعافرة، إشبيليا وديوان الترقية والتسيير العقاري، حيث كان لزاما أن ينتظر جموع المحتجّين من المواطنين المقصيين طلوع النّهار ليتجمّعوا عبر بعض الأحياء خصوصا بحي 270 مسكن أين قام العديد منهم بغلق الفرع الإداري، ونفس الأمر بالنّسبة لفرع الجعافرة الذي أقدم العشرات من المحتجّين على غلقه، في الوقت الذي كان فيه البعض يفرغ ما في نفسه من غضب واحتقان أمام مقرّ الدائرة، حيث حاولت سيّدة في مقتبل العمر إحراق نفسها بالبنزين لولا تدخّل ناجح لمفتش الشرطة المتواجدة بعين المكان قبل أن يصعد أحدهم فوق الباب الرئيسي لمقرّ الدائرة وقام آخرون برشق الساحة المجاورة للبلدية والدائرة بالحجارة، كما حاول البعض غلق الطريق على مستوى مفترق الطرق بساحة الشهداء لتمنعهم قوات الأمن التي كانت متواجدة بكثرة في محيط الهيئتين. وحسب مصادرنا فإن أعضاء لجنة الدائرة قدّموا استقالتهم من مهامهم بعدما فسح المجال لرؤساء الأحياء في وقت سابق لضبط القائمة والمشاركة فيها، والتي قدّمت قرابة 1337 ملف قبل منها 1200 ملف، موقف جعل الجميع أمام العديد من التساؤلات حول جدوى عمل اللّجنة وازداد التذمّر بعد تعليق القائمة أمس، واتّضح حسب هؤلاء المحتجّين أنها غير نزيهة وتتضمّن أسماء لغرباء وكذا منهم مَن أودع ملفه هذه السنة في الوقت الذي أقصي فيه العديد من المواطنين ممّن أودعوا ملفاتهم منذ أكثر من 10 سنوات. وأمام تزايد الغضب واللّجوء إلى غلق الطريق وحركة السير بوسط المدينة وإضرام النّار في العجلات المطاطية ووضع المتاريس، لجأت إحدى المواطنات إلى التهديد بوضع البنزين على ملابسها لإحراق نفسها، كما تسلّق أحد الرجال مقرّ الدائرة للاحتجاج بطريقته الخاصّة، حيث تدخّلت وقتها قوات مكافحة الشغب بأعداد كبيرة، أين وقعت مواجهات بين المحتجين ورجال الأمن بالحجارة التي امتلأت بها الساحة المقابلة لمقرّ الدائرة. وفي الأخير تمكّنت اقوات الأمن من فتح الطريق أمام سير المركبات في منتصف النّهار، ويبقى الوضع متوتّرا ومرشّحا لمزيد من الغليان في وسط المقصين الذين لم يتقبّلوا طريقة دراسة الملفات وطالبوا بفتح تحقيق في كل الأسماء التي يرون أنها لا تستحق الاستفادة من هذه السكنات.