يتهافت المواطنون هذه الأيام على محلات بيع الملابس والتي تعرض مختلف الأنواع والأشكال من الألبسة الخاصّة بالأطفال، وتختار الأسر عادة النوعية، كما تهتم كذلك بالسعر، خاصة بعدما أنهك رمضان جيوبهم. ليس هذا فقط ما أثار حيرة العائلات الجزائرية وهم يختارون لأطفالهم مختلف الملابس التي سيخرجون بها يومي العيد، بل إنّ الطقس وحلول الخريف، ودرجات الحرارة التي لازالت صيفية، كل ذلك جعل الأولياء يفكرون مليا قبل أن يقتنوا لأولادهم الملابس، خاصة ما تعلق بالقميص وحتى السراويل والأحذية. في حي باب الواد والذي تصطف فيه محلات بيع الملابس، التقينا سعاد والتي كانت رفقة ابنها صاحب الحادية عشرة سنة، كانت تحاول أن تجد له شيئا مناسبا، إلا أنها اختلفت معه حول الملابس التي سيرتديها، حيث انه أكد عليها انه لن يرتدي إلا ملابس صيفية، أما هي ففضلت أن تشتري له ملابس شتوية، تقول: "اقترحت عليه أن اشتري له ملابس شتوية ولكن لا تكون دافئة، أما أن اشتري له قميصا من دون كمين، فهو أمر مستبعد، خاصة وان كل الأطفال لا بد أن يفعلوا ذلك، فنحن نغادر فصل الصيف وعلى موعد مع فصل الشتاء البارد، ولهذا فلا بد عليه أن يشتري شيئا للشتاء، حتى وان كان يوم العيد حارا". أما ربيعة، وهي أم كانت تقتني ملابس لابنها وابنتها فقالت:"في السنة الماضية اشتريت لأبنائي ملابس شتوية لكنهم لم يلبسوها إلاّ في شهر ديسمبر، فالشتاء تأخر إلى غاية السنة الحالية، وهو الأمر الذي دفعني اليوم إلى أن أفكر هذه السنة في أن اشتري ملابس صيفية لأبنائي فالطقس لن يتغير إلاّ بعد أسابيع او ربما أشهر كذلك، وان حدث العكس فلا باس، سأنتظر إلى الشهر المقبل واشتري لهم ملابس أخرى شتوية، لكن لا بد عليهم أن يخرجوا مثل كلّ الأطفال في العيد بملابس جديدة، حتى لو كانوا سيلبسونها مرة في حياتهم، فالأطفال ينتظرون مقدم كل عيد بفارغ الصبر، لكي يفرحوا فيه ويلعبوا، كما أن العادة التي ابتدعها البعض في ارتداء الأطفال لملابس جديدة في الأعياد جعلت الأمر ضروريا وليس مجرد شيء كمالي او ثانوي، فالطفل الذي لا يلبس كالآخرين قد تتعقد نفسيته في المستقبل، او يعلق بقلبه شيء من الأسى، بل قد يصبح انطوائيا، وسيؤثر كذلك على مردوده في حياته من دون شك، لهذا أفضل أن يلبس أولادي في كل عيد ملابس جديدة". وقد تحدثنا إلى رضا، وهو بائع لملابس الأطفال والكبار على السواء، قال لنا:"بالفعل في هذه الأيام يتهافت المواطنون على شراء ملابس العيد الذي لا يفصلنا عنه إلاّ أيام قلائل، وقد لاحظت ارتباكا كبيرا على الأولياء الذين احتاروا فيما إذا كانوا سيشترون ملابس صيفية او شتوية، فرغم أن الحرارة لازالت مرتفعة، إلاّ أننا على أبواب الخريف، وقد لا يشكل الأمر مشكلا بالنسبة للأحذية او السراويل، رغم أن فيها أيضا الصيفي والشتوي، إلاّ أن المشكل يكمن في الأقمصة التي يشتريها البعض بأكمام قصيرة، وآخرون بأكمام طويلة تحسبا للشتاء، كما أن الأولياء يفضلون أن تكون تلك الملابس هي التي يظهرون بها في الدخول المدرسي، أما الأسر الميسورة، فإنها تفضل أن تشتري لأولادها ملابس صيفية، يظهرون بها في العيد، وأخرى بعده".