اتهم الباجي قايد السبسي رئيس حزب نداء تونس المعارض وزارة الداخلية بالتواطؤ مع محسوبين على حركة النهضة الإسلامية الحاكمة هاجموا السبت اجتماعًا لحزبه في جزيرة جربة (جنوب)، معتبرًا أن حركة النهضة (أصبحت خطرًا على تونس). وقال السبسي لإذاعة (موزاييك اف ام) التونسية الخاصة: (أوجه نداء إلى المواطنين التونسيين وأنبههم وأقول لهم إن حركة النهضة أصبحت أكبر خطر على البلاد، وأن أمنكم لم يعد مضمونًا). وأضاف: إن الذين هاجموا اجتماع حزبه في جربة ينتمون إلى حركة النهضة وإلى (الرابطة الوطنية لحماية الثورة) (غير حكومية) المحسوبة على النهضة. واتهم الشرطة بالتواطؤ مع المهاجمين ومساعدتهم على إفشال الاجتماع الذي قال إنه بدأ بحضور ألفي شخص من سكان جربة وتم إلغاؤه بعد الهجوم. وذكر بأن حزبه أعلم في وقت سابق وزارة الداخلية بتاريخ عقد الاجتماع ومكانه وأنه تلقى منها تطمينات بتأمينه. ويتولى وزارة الداخلية علي العريض القيادي في حركة النهضة. وقال قايد السبسي: (الدولة لم تعد قادرة على حفظ أمن مواطنيها وربما سنعود إلى قانون الغاب وكل واحد سيحمي أمنه بنفسه). وهاجم مئات المتظاهرين المحسوبين على النهضة فندقاً في جربة جنوب البلاد كان مسؤولون من حزب نداء تونس يستعدون لعقد اجتماع حزبي. وتجمع مئات المتظاهرين وهم يرفعون لافتات عليها شعارات معادية لحزب نداء تونس أمام فندق في (ميدون) في جزيرة جربة، ثم تمكنوا من تجاوز الطوق الأمني الذي فرضته ودخلوا إلى الفندق وانتشروا فيه. وبعد ذلك اقتحم المتظاهرون القاعة التي كان يفترض أن يعقد فيها الاجتماع وأرغموا الحزب على إلغائه. وكان الاجتماع بمناسبة ذكرى مرور أربعين يوماً على مقتل لطفي نقض القيادي في الحزب الذي قتل في تطاوين في الجنوب بعد أن ضربه متظاهرون محسوبون على النهضة حتى الموت في أكتوبر. وتعرّض أعضاء الحزب في الصباح للرشق بالحجارة الذي أدى إلى تهشم بعض نوافد الفندق. وبعد الظهر، كان المتظاهرون يُحاصرون كوادر وأعضاء في الحزب وصحافيين داخل الفندق، وهم يهتفون (اخرجوا أيها القذرون). والتزمت الشرطة بالوقوف على الحياد، ولم تتدخل. ومع حلول المساء، عاد الهدوء ولكن المتظاهرين كانوا لا يزالون محتشدين أمام الفندق. ويقود رئيس الوزراء السابق الباجي قائد السبسي حزب نداء تونس الذي تعتبره حركة النهضة امتدادًا لحزب التجمع الذي كان يحكم البلاد في عهد بن علي. تأسس حزب نداء تونس في جويلية الماضي وتفيد استطلاعات الرأي أنه يتمتع بشعبية موازية لشعبية النهضة وأنه المنافس الأول لها في الانتخابات القادمة. وتتكرّر الصدامات بين انصار الفريقين. ومنذ الصيف، تصاعدت التظاهرات العنيفة والهجمات التي تنفذها مجموعات إسلامية متطرّفة صغيرة في تونس التي تشهد حالة من عدم الاستقرار السياسي والأمني منذ الإطاحة ببن علي مطلع 2011.