تتربص بمئات التلاميذ بثانوية الحساينية في بلدية بوعينان بولاية البليدة مخاطر عديدة، فمنذ بداية السنة التي لم تكن عادية بالنسبة لهؤلاء التلاميذ وكذا الأساتذة، فحالة الهلع تطبع يومياتهم، بالنظر إلى تواجد المؤسسة التربوية بمحاذاة أحد الأحياء السكنية المعروفة بكثرة الاعتداءات وانعدام الأمن الى جانب نقص التأطير التربوي. يرسل تلاميذ ثانوية الحساينية ببوعينان نداء استغاثة عاجلة إلى مديرية التربية وكذا الوزارة الوصية، من أجل التدخل الفوري لوقف النزيف الحاصل في هذه المؤسسة التربوية التي لم يمض على افتتاحها إلا ثلاث سنوات، وتعتبر من أهم الثانويات من خلال رقعة اتساعها وشكلها الهندسي الرائع إلا أن ما خفي كان أعظم.. وحسب بعض التلاميذ المتمدرسين بهذه الثانوية التي تحولت إلى مصدر رعب في المنطقة خاصة لهؤلاء التلاميذ الآتين من مختلف المناطق المجاورة بالنظر إلى أن المنطقة لا تضم إلا ثانويتين، فهذه في الحساينية والأخرى ابن خلدون في وسط بوعينان.. وانعدام الأمن هو مشكل كبير يطرحه هؤلاء التلاميذ، فحتى داخل الأقسام وساحة المدارس غاب الأمن، فبعض المنحرفين يستغلون قصر الجدار الخارجي والأعمدة المتواجدة على طوله والتي سهلت عليهم المهمة بشكل كبير، من خلال اقتحام المؤسسة في أي وقت أرادوا حتى في أوقات الدروس.. والمشكل أن هؤلاء المنحرفين المتسللين إلى داخل هذه الثانوية ببلدية بوعينان والآتين من الحي السكني المجاور تماما لهذه المؤسسة التربوية، أصبحوا ينشرون كل أنواع الانحراف بين التلاميذ، فبين المخدرات وحتى الخمر كان مصير التلاميذ الذين يحاصرهم العنف من كل مكان، فعلى باب المدرسة سواء في الخروج أو الدخول، يكون الضرب والتعرض للاعتداء مصيرا يوميا للتلاميذ إناثا أو ذكورا.. وبالإضافة إلى خطر المنحرفين السكارى ومدمني المخدرات على هؤلاء التلاميذ، في ظل انعدام الأمن بهذه الثانوية، التي لم يجد أولياء التلاميذ أمامهم إلا اصطحاب أبنائهم في الذهاب والإياب، فلا حل لديهم فالمنطقة تضم ثانويتي فقط والثانوية الأخرى المتواجدة بوسط بوعينان بعيدة نوعا ما على التلاميذ... هناك مشكل آخر يطرحه التلاميذ على مستوى ثانوية الحساينية، وهو غياب أستاذ للرياضة البدنية، فالمؤسسة تحوي قاعة كبيرة محتوية على وسائل حديثة للرياضة، إلا أنها تبقى بدون فائدة، فإلى الآن لم يدخلها أستاذ رياضة، وبالتالي فإن تلاميذ سنوات الثالثة ثانوي الذين سيجتازون شهادة البكالوريا، يعتبرون أول الضحايا، بالنظر إلى اجتيازهم لشهادة البكالوريا بدون احتساب نقاط هذه المادة.. وعليه فإن كل من التلاميذ والأساتذة في مؤسسة الحساينية ببلدية بوعينان، يطالبون بحل فوري للمشاكل والمخاطر المحيطة بهم من كل جهة، خاصة من ناحية غياب الأمن، الذي يهدد حياتهم، في ظل تفشي الآفات الاجتماعية وتضاعف حالات الاعتداء والاختطاف التي تمس التلاميذ أمام مؤسساتهم التربوية، فمصالح الأمن هي الأخرى مطالبة بتكثيف دورياتها في هذه المنطقة الساخنة التي أصبحت معروفة في كل البلدية بالنظر إلى تضاعف حالات العراك والاعتداء والتي يكون التلاميذ فيها على رأس الضحايا..