دعا عضو المجلس الإسلامي الأعلى في تونس الشيخ صلاح الدين المستاوي إلى ضرورة مراجعة المناهج الدينية في البرامج التعليمية، معتبراً تطويرها لما يواكب مستجدات الزمان والمكان واجباً على المسلمين، مشيراً إلى وجود نوعين من البرامج التعليمية الدينية، الأول يشهد نقصاً واضحاً وهو يفتقد إلى القيم الأساسية في تربية النشء التربية الدينية الصحيحة، والثاني يشهد زخماً وفي انغلاق كامل على كل ما هو جديد، وهو يرفض التفتح على الآخر مسلماً كان أو غير مسلم. وحذر الدكتور المستاوي، وهو نجل أحد علماء الزيتونة الكبار الشيخ محمد الحبيب المستاوي، وأستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة الزيتونة؛ من مغبة الانغلاق على مذهبٍ واحد دون غيره، وهو ما يتنافى مع طبيعة الاختلاف في الإسلام والذي يعدُّ في حد ذاته رحمة للأمة. وقال الشيخ المستاوي إن الانغلاق على مذهب في الدين والتمسك به هو تقوقع ما أنزل الله به من سلطان، والدين الإسلامي في جوهره الرحمة وهي في الاختلاف وقبول الأخر، فيما يعد التقوقع وبالاً على الأمة، لأنه سيفرض عليها نظرة أحادية تحرمها من علوم متعددة هي أحوج اليوم إليها. وعن دور جامع الزيتونة المعمور، استعرض الشيخ المستاوي الصراع المرير الذي شهدته هذه المؤسسة في ستينيات القرن الماضي، والذي كانت الغلبة فيه للتيار الذي يرى فيه تخلفاً، وهو ما حرم المنطقة المغاربية من صرح تعليمي ديني عظيم ساهم على مر القرون في حماية هذه البقعة من الأرض من كل دخيل أجنبي أو غازٍ. وتحدث الشيخ المستاوي عن علماء الزيتونة وانتشارهم الواسع في البلاد العربية والدور الذي قدموه لخدمة الإسلام المعتدل ونشرهم لقيم التسامح، وهو ما تشهد به المراجع العلمية الإسلامية والدراسات والمؤلفات الجادة في مختلف المكتبات في العالم العربي. وحول مسألة تكفير الآخر اعتبر الشيخ صلاح المستاوي أن هذه المسألة من أدق الأمور في الدين، وأنها ليست بالسهولة التي يعتقدها البعض، لأن الأصل في الإسلام تفويض أمور العباد إلى الله، معتبراً أن الجهاد الحقيقي هو جهاد النفس ومغالبتها والاشتغال عليها لترقيتها وتنقيتها من الشوائب.