رغم أن اليونان أصبحت البوابة الرئيسة للمهاجرين وخاصة المسلمين الذين يتدفقون لدول الاتحاد الأوروبي، إلا أن أثينا تبقى العاصمة الوحيدة في أوروبا التي ليس فيها مسجد رسمي. ورغم اعتزام السلطات الآن بناء مسجد جديد، إلا أن الأزمة المالية الخانقة التي تعاني منها البلاد جعلت هذا المشروع صعب التحقيق، حيث يتجمع المسلمون في أثينا كل أسبوع في غرف مزدحمة تحت الأرض لأداء صلاة الجمعة، وتعد هذه الأماكن غير قانونية. ورغم أن الإحصائيات أفادت بأن عدد المسلمين في أثينا وحدها يبلغ نحو 300,000 شخص في مدينة عددها الإجمالي يبلغ نحو خمسة ملايين، إلا أنه منذ استقلال اليونان عن الدولة العثمانية عام 1832 لم تسمح حكوماتها بإقامة مسجد في المدينة، في حين يزداد أعداد المسلمين في أثينا بعدما أصبحت اليونان المعبر الرئيس للمهاجرين القادمين إلى الاتحاد الأوروبي. وقال ستراتوس سيموبولس الأمين العام لوزارة التنمية: (في الماضي كانت ثمة مخاوف لدى بعض شرائح المجتمع اليوناني بشأن إقامة مسجد، لكن علينا التغلب على هذه المخاوف). وأضاف: (الأزمة المالية هي المشكلة الحكومية الأكثر الأهمية، لكن يجب بناء هذا المسجد وربما نبدأ العملية خلال أشهر قليلة). وقد طال انتظار مسلمي اليونان لمسجد يؤدون فيه الفرائض الدينية، حيث تعود خطط الحكومة اليونانية لإنشاء مسجد ومركز ثقافي إسلامي ملحق به إلى عام 1979، ولكن تعطلت هذه الخطة بسبب الكنيسة الأرثوذكسية إلى أن بدت تلك الخطة قريبة من التنفيذ عندما استضافت أثينا دورة الألعاب الأولمبية في عام 2004، حيث تعهدت السلطات حينها ببناء مسجد ومركز إسلامي للرياضيين المسلمين. ورحَّبت الكنيسة اليونانية بفكرة إقامة مسجد، لكن لا زالت بعض الشخصيات الكنسية ترفضها.