تصاعدت المخاوف الصهيونية من احتمال اندلاع انتفاضة مصغّرة بالضفّة الغربية المحتلّة، وكثّف جيش الاحتلال جهوده لمنع اندلاعها عبر اعتقال العديد من النشطاء في الضفّة لوقف اتّساع المواجهات المحلّية. قال مصدر أمني صهيوني طلب عدم الكشف عن هويته، للإذعة الصهيونية العامّة (ريشت بيت) إن (هناك بالتأكيد صحوة فلسطينية، نتيجة لذلك اتّخذ قرار في المؤسسة الأمنية بمضاعفة النشاط الاستخباراتي والاعتقالات وسط أعضاء حماس والنشطاء ضد إسرائيل)، مبيّنا أن ذلك (بدأ في الأيّام القليلة الماضية وسيزيد)، وأشار إلى تعرّض وحدة سرية صهيونية للرّشق بالحجارة من قِبل جماهير فلسطينية غاضبة بعد أن حاولت اعتقال ناشط يُشتبه في انتمائه إلى حركة الجهاد الإسلامي يوم الثلاثاء الماضي، حيث اندلعت مواجهات عنيفة بين شبّان فلسطينيين والقوات الصهيونية أسفرت عن إصابة العشرات من الشبّان بشكل طفيف نتيجة وابل الرّصاص وقنابل الغاز الذي ألقاه جنود الاحتلال. ونقلت الإذاعة عن مصادر عسكرية أن عملية الاعتقال كانت روتينية، إلاّ أن الردّ الفلسطيني لم يكن كذلك من ذي قبل، وأن أيّ عملية مماثلة في السابق لم تكن لتجلب اضطرابات من هذا النّوع، وأضافت: (هناك بعض الارتفاع في الاضطرابات في الأراضي الفلسطينية، لكن الحديث عن انتفاضة ثالثة سابق لأوانه). كما تعرّضت قوة صهيونية للرشق بالحجارة من قِبل الفلسطينيين عندما حاولت اعتقال شرطي فلسطيني يشتبه في أنه ناشط في قرية جنوب الضفّة. من جهته، ربط جهاز الأمن الداخلي الصهيوني (الشين بيت) في تقريره الشهري ارتفاع نسبة المواجهات في نوفمبر الماضي بالعدوان الصهيوني الأخير على غزّة الذي جاء تحت مسمى (عمود السحاب)، والذي استمرّ ثمانية أيّام. وحسب التقرير كان هناك 122 هجوم فلسطيني ضد صهاينة في الضفّة الغربية مقارنة ب 39 في شهر أكتوبر و44 حادثاًفي القدس مقارنة ب 31 في الشهر الذي سبقه. إلى ذلك، جدّدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) رفضها قَبول المفاوضات مع الاحتلال الإسرائيلي، مؤكّدة أن مسيرة المفاوضات قد أثبتت فشلها. وأكّد النّاطق باسم الحركة الدكتور سامي أبو زهري رفض (حماس) أيّ مفاوضات مع الاحتلال بشروطه التي يمليها، واصفًا إيّاه بالضعيف الذي لا يستطيع فرض شروطه، مستدلاًّ بانتصار المقاومة الفلسطينية. وفي تصريح صحفي أشار أبو زهري إلى أن الاحتلال الآن في موقف ضعف لا يمكنه من إملاء شروطه، بل المقاومة هي التي تفرض شروطها بقوة. من جانبه، اعتبر عضو المكتب السياسي للحركة الدكتور صلاح البردويل الحوار مع الاحتلال بمنزلة المساومة على القضية الفلسطينية، وهو ما ترفضه الحركة، وأضاف في تصريح صحفي له أنه يجب على الاحتلال أن يقبل أحد خيارين: إمّا الاستمرار في اغتصاب الأراضي الفلسطينية وهو ما يعرِّضه لمزيد من ضربات المقاومة، وإمّا الرّحيل خارج فلسطين، مشيرًا إلى رفض الحركة للحوار معهم سواء بشروط الرباعية الدولية أو غيرها، وأن (حماس) ستبقى دائمًا مع الحق الفلسطيني. وكان رئيس الكيان الإسرائيلي شمعون بيريس قد قال يوم الثلاثاء الماضي خلال مناسبة رأس السنة إن إسرائيل تريد التفاهم مع (حماس) مقابل اعترافها بإسرائيل وقَبولها شروط الرباعية الدولية، الأمر الذي رآه قادة (حماس) نتيجة المقاومة الفلسطينية وانتصارها. يشار إلى أن الرباعية الدولية فرضت شروطًا للتحدّث إلى حركة (حماس) بعد فوزها بالانتخابات التشريعية عام 2006 تقضي باعتراف (حماس) بإسرائيل والتزامها بكافّة الاتّفاقيات الموقّعة بينها وبين السلطة الفلسطينية ونبذ عمليات المقاومة.