تحول داء التهاب السحايا إلى مصدر رعب حقيقي لعموم الجزائريين، في ظل التقارير التي تتحدث عن انتشاره في صمت، ووسط تهوين السلطات من شأنه، وحديثها عن التحكم في الوضع، وما يعزز من حالة الرعب تسجيل حالتي وفاة خلال يومين نتيجة الإصابة بهذا المرض بولاية المسيلة، مع تسجيل إصابة جديدة بالمرض في البليدة التي تعد (بؤرة أساسية) حسب المتتبعين. توفي شخص في العشرين من العمر خلال 48 ساعة بمستشفى عين الملح 130 كلم جنوب غرب المسيلة بعد إصابته بمرض التهاب السحايا حسب ما علم أمس الأحد من ذات المستشفى. وأوضح ذات المصدر بأن الضحية يعد الثاني بعد وفاة أخيه البالغ من العمر 30 سنة منذ نحو أسبوع بذات المرض أن دخل المستشفى. وكان مدير الصحة بالولاية حسب ما أفاد به المصدر قد أعطى تعليمات لمحاربة هذا المرض المعدي والأكثر خطورة خصوصا على الأطفال من خلال توفير كافة الوسائل اللازمة بدءا من الكشف المبكر والتكفل العلاجي بالمرضى. وبولاية البليدة تم تسجيل حالة جديدة بداء التهاب السحايا ليرتفع بذلك عدد المصابين إلى 15 حالة منها حالتي وفاة، هذا وقد تم معاينة 180 مريضا خضعوا للعلاج بالعيادة الخاصة (أمينة) التي سجلت فيها أول حالة لهذا المرض والتي كانت مصدر هذا الفيروس وأغلبهم نساء أجروا عمليات جراحية قيصرية بها حيث أن نسبة 98 بالمائة من المرضى الذين دخلوا العيادة ابتداء من 18 ديسمبر الماضي تاريخ تسجيل أول إصابة تم معاينتهم من طرف أطباء مختصين وتزويدهم بمضادات حيوية لتفادي إصابتهم بهذا الفيروس. وتستبعد الجهات المختصة أن تكتشف خلال الأيام القليلة القادمة حالات جديدة من هذا المرض وذلك لطول المدة التي انقضت من ظهور أول حالة أين تظهر الحالات بعد 03 أو 04 أيام من ظهور المرض. فيما يتلقى المرضى المصابون بهذا الفيروس العلاج بالمصلحة المختصة بمستشفى بوفاريك وحالاتهم مستقرة، أما فيما يتعلق بالتحقيق في القضية فقد أكدت الجهات المعنية أن التقرير النهائي قد يستغرق أسابيع مع التحاليل المخبرية التي تجرى حاليا، ليبقى رفع قرار الغلق التحفظي عن العيادة الخاصة "أمينة" مرهون بنتائج التحقيق والقرار الأخير في هذا الشأن مرتبط بوزارة الصحة والعدالة. للإشارة، فإن 13 إصابة بالتهاب السحايا ضمنها حالتي وفاة، تم تسجيلها في مصحة خاصة ببلدية الشفة في ولاية البليدة (50 كلم جنوبالجزائر العاصمة). وأوضح المصدر أن المصحة تم إغلاقها من طرف مديرية الصحة والسكان بالولاية على إثر ظهور هذه الإصابات داخلها. وحسب مدير الصحة بالبليدة أحمد الزناتي فإن (التحقيقات جارية لتحديد المصدر الرئيسي لهذا المرض). وقال المصدر نفسه إن (الإجراء الوقائي (غلق المصحة) أخذ في الاعتبار وضعية المرضى الذي يتلقون العلاج على مستوى هذه البنية الصحية، خصوصا مرضى القصور الكلوي الذين يخضعون لحصص تصفية الدم، حيث تم توجيههم إلى المراكز الأخرى المتخصصة في الولاية). واستقبلت مصلحة الأمراض المعدية بمستشفى بوفاريك، عشية الأحد الماضي، شابة في 23 من العمر، تشكو من أعراض مرض التهاب السحايا، وهي الحالة 13 في قائمة المرضى الذين تم التكفل بهم، منهم اثنان وافتهم المنية بسبب تأخر حالتهم، وبهذا الخصوص دعا الطبيب الرئيسي بمصلحة الأمراض المعدية بمستشفى بوفاريك، محمد يوسفي، كافة المرضى الذين أجريت لها عمليات جراحية خلال شهر ديسمبر الفارط بعيادة (أمينة)، إلى التقدم إلى المصالح الطبية المختصة للقيام بكافة التحاليل والفحوصات اللازمة، خاصة إذا ما ظهرت عليهم أعراض الإصابة والمتمثلة في الصداع الشديد، القيء، الإسهال أو الحمّى. كما دعا الدكتور يوسفي، المسؤولين في العيادة إلى إحصاء المرضى المعنيين من خلال سجل العمليات الجراحية خلال شهر ديسمبر، وإعلامهم بخطورة الوضع وضرورة إجراء الفحوصات، موضحا أن التهاب السحايا مرض خطير والتهاون في علاجه قد يؤدي إلى الهلاك.