أصدرت مديرية الصحة لولاية البليدة قرارا بالغلق التحفظي للعيادة الخاصة ''أمينة''، الكائنة بمنطقة الشفة، إلى غاية انتهاء التحرّيات ومعرفة مصدر وباء التهاب السحايا (مينانجيت) الذي أصيب به مرضى خضعوا لعمليات جراحية بالعيادة خلال شهر ديسمبر الماضي، وقد ارتفع عدد حالات المصابين إلى 14 حالة إلى غاية أول أمس، 2 منهم توفوا بفعل مضاعفات المرض. واستقبلت مصلحة الأمراض المعدية بمستشفى بوفاريك، عشية الأحد الماضي، شابة في 23 من العمر، تشكو من أعراض مرض التهاب السحايا، وهي الحالة 14 في قائمة المرضى الذين تم التكفل بهم، منهم اثنان وافتهم المنية بسبب تأخر حالتهم. وستكشف التحقيقات الإدارية والأمنية التي باشرتها السلطات المختصة مع الطبيب المخدر، أسباب انتشار المرض حيث تحوم الشكوك، حسب مصادر طبية، حول حقنة التخدير الجزئي التي تعدّ القاسم المشترك بين هذه الحالات. وهناك عدة تساؤلات لاتزال مطروحة حول مصير بقية الأشخاص الذين أجريت لهم عمليات جراحية بذات العيادة في نفس الفترة، إذ تقتضي خطورة الوضع، نسبة لمصادرنا، تحرّك السلطة الوصية عاجلا من أجل الحصول على سجل العمليات الجراحية التي قامت بها العيادة في تلك الفترة والاتصال بكافة المرضى، حتى يتسنى لهم الاستفادة من فحوصات طبية قصد التأكد من عدم إصابتهم بالجرثوم. وتم نقل أول حالة إصابة بالمرض إلى المستشفى في 18 من الشهر الماضي، وبعدها بثلاثة أيام، أجريت عملية جراحية بنفس العيادة، أي في 21 ديسمبر، للشابة المشار إليها. ولا يعرف لحد الآن عدد الذين خضعوا لجراحات في هذا التاريخ، ومن ثم يصعب معرفة عدد المصابين، علما أن العيادة يقصدها المرضى من مختلف ولايات الوطن. من جهتها، التزمت مديرية الصحة لولاية البليدة، في بيان تسلمت ''الخبر'' نسخة منه، بإطلاع الرأي العام على مستجدات هذه القضية، وتأسفت في بيان صحفي أصدرته أمس الأول، تسجيل حالتي وفاة من بين المصابين بالتهاب السحايا، مؤكدة بأن الغلق التحفظي للعيادة أخذ بعين الاعتبار ضرورة السهر على راحة جميع المرضى المتكفل بهم من قبل العيادة، وبالخصوص مرضى مصلحة غسل الكلى الذين تم توزيعهم على مصالح مختصة أخرى، موازاة مع مواصلة التحرّيات لمعرفة المصدر الحقيقي وراء الحالات المسجلة.