استمر النقص في التموين بمادتي الحليب و الخبز لليوم الثالث على التوالي بعدة ولايات من الشرق الجزائري بعد عيد الفطر بسبب غلق العديد من المخابز أبوابها رغم تطمينات الخبازين و مصالح المراقبة قبل حلول العيد. فقد وجد العديد من المواطنين أنفسهم يلهثون وراء الخبز و الحليب من شارع لآخر في مدينة قسنطينة صباح أمس بعد ملاحظتهم أن المخابز القريبة منهم لم تفتح أبوابها و سارعوا بالتالي إلى الحصول على الخبز من أحياء بعيدة عنهم نسبيا و هو ما خلق طوابير كبيرة أمام العدد القليل من المخابز التي أنتجت الخبز في اليوم الثالث من أيام العيد.إلى جانب النقص في مادة الخبز سجل نقص و تذبذب في توزيع مادة الحليب أيضا على مستوى عدة مناطق من المدينة و هو ما جعل المواطنين يلجؤو ن إلى إستهلاك الحليب المعلب و الذي يبلغ سعره أربعة أضعاف سعر كيس الحليب العادي.الندرة في مادة الخبز أجبرت المطاعم على غلق أبوابها و لم يقدم أصحابها الوجبات دون خبز، كما كانت الظاهرة مناسبة للتجار للرفع من سعر المادتين النادرتين والواسعة الإستهلاك. و قد أشارت التقارير أن الخبز بلغ سعره 20 دينارا في بعض الولايات بدل 07.50 دج و هو السعر الرسمي للخبز العادي بينما قفز سعر كيس الحليب العادي من 25 دج إلى 40 دينارا عند بعض التجار الذين فاتهم الكسب السريع طيلة شهر رمضان فانتقموا أيام العيد.في ولاية ميلة إضطرت المطاعم إلى تقديم وجبات الغداء دون خبز خاصة للزبائن الذين يأتون متأخرين.وقد أجبرت الوضعية الطارئة ربات البيوت على العودة إلى خبز الكسرة كبديل مقبول و حتمي لنفاذ الخبز من المتاجر، وقد فرض توقف المخابز عن العمل على الموظفين و العمال الذين لا يقيمون بمقر ولاية ميلة حالة من الحصار و اكتفوا بالحد الأدنى من الوجبة الغذائية ، مثلما إكتفت المخابز القليلة العاملة بالحد الأدنى من الإنتاج و قد وزعت خبزها القليل بسرعة في ساعات الصباح الأولى على عدد محدود جدا من الزبائن التقليديين وترك الباقون تحت رحمة السلوكات المنافية للقواعد التجارية.الخبازون بدورهم يشتكون من وقوعهم رهائن بين يدي العمال الذين غادروهم لقضاء أيام العيد بين أهلهم و ذويهم و قالوا انهم مضطرون للعمل بالحد الأدنى بسبب غياب العمال عن المخابز و قد ترك " الصنايعية" المخابز دون خبز بعد وقوعهم هم الآخرون ضحايا التعب و الإرهاق الناجمين عن العمل بأسلوب متواصل و منهك طيلة شهر رمضان، و يبدو أن سلسلة المعاناة الطويلة بداية من المواطن البسيط المستهلك و صاحب المطعم و الخباز و "الصنايعي" الذي يعتمد عليه يدويا لإنتاج الخبز هي التفسير المنطقي للظاهرة التي عجزت تحذيرات مديريات التجارة و نداءات إتحاد التجار عن التقليل من حدتها كي لا نقول إيقافها، و صارت التهاني كل عيد و أنتم دون خبز.