كثيرة هي تلك المظاهر المزعجة التي نصادفها في مجتمعنا، منها الدخيل، ومنها ما قمنا بإنتاجه، ولم نستطع أن نفعل معها شيئا، سوى التنهد، والصمت، والاحتراق غضبا.. سنسرد بعضها على سبيل المثال لا الحصر، لأنّها كثيرة فنسأل الله العافية، قد يصادفك مظهر فتاة جميلة فيها كل صفات الجمال والأنوثة وتراها تمسك بين أناملها الرقيقة سيجارة تضعها بين شفتيها، ويصادفك مظهر آخر رجل طويل عريض صاحب شنب ويفتح أزرار قميصه ليظهر منه صدره مزينا بسلاسل ذهبية وأصابعه مملوءة بالخواتم، قد يصادفك مشهد امرأة توقف زوجها أمام محلات بيع الذهب والمجوهرات وتبدي إعجابها وهي تردد ما أحلاه وما أجمله وزوجها غارق في الدين، ويكافح من أجل لقمة العيش، مجتمعنا يمتلئ بهذه المظاهر، فنتأفف منها ونتحرج ونبدي تأسفنا وتحسرنا وننزعج منها، والأكيد كل واحد صادف العديد من المظاهر المزعجة، لا يمكن أن نسردها هنا لأن المقام لا يسمح، غير أنّ من المظاهر المزعجة التي نصادفها في كرتنا هي الأخرى فيها الكثير من التحرج، كأن ترى لاعبا في بطولتنا أو فريقنا الوطني لا يقبل أن يكون في دكة الاحتياط ولا يرضى إلا أن يكون أساسيا، أو يرفض التعويض ويخرج من الميدان وهو ممتعض من هذا التغيير، من المظاهر المزعجة التي نراها في ملاعبنا هي فرض الجمهور لاعبا على المدرب، فترى في الكثير من المرات السب والشتم للمدرب من فوق المدرجات لا لشيء سوى لأنه لم يدرج اللاعب الفلاني في مخططه، من المظاهر المزعجة هو أن يتحول الصحافي إلى مدرب ويحاول فرض مقربيه من اللاعبين والإلحاح على استدعائهم للمنتخب الوطني، قد نجد مظهرا آخر وهو تحول الجمهور تسعين درجة عن الفريق إذا ما خسر مباراة واحدة أو أخفق في مباراة أو لم يحق بطولة وهات يا جلد وهات يا نقد وهات وهات ، ولم نثقف أنفسنا بثقافة الانتصار والانهزام في كرة القدم، من المظاهر المزعجة أن ترى الجمهور يملأ المدرجات لفريق معوق ولا يحقق نتائج، ولا يقدم مردودا طيبا ، والجمهور يسانده ويقف معه، عوض معاقبته بالامتناع عن مشاهدته حتى يتعافى.. * العضو (ابن الصحراء)