قبلت الولايات المتّحدة أن تضع تحت تصرّف فرنسا طائرات نقل لدعم تدخّلها في مالي، لكنها ما تزال تدرس طلب تموين في الجو، حسب ما أعلنه مسؤولون عسكريون أمريكيون. قال أحد هؤلاء المسؤولين لوكالة (فرانس برس): (قبلنا أن نساعد الفرنسيين في مجال النّقل الجوي). وأوضح مسؤول عسكري آخر أن القيادة المكلّفة بالنّقل (ترانسكوم) والقيادة المشرفة على إفريقيا (أفريكوم) تعملان حاليا على التفاصيل العملانية مع فرنسا. وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون قالت في وقت سابق الخميس: (إننا ندعّم العملية الفرنسية في مالي بالاستخبارات والنّقل الجوي). ومنذ شنّ العملية التي تهدف إلى مساعدة جيش مالي في صدّ تقدّم الإسلاميين المسلّحين باتجاه جنوب البلاد الذي ما يزال تحت سيطرة حكومة مالي، طلبت باريس من واشنطن دعما في مجال الاستخبارات والنّقل الجوي والتموين في الجو. وقام البيت الأبيض الذي قال إنه يشاطر (الهدف الفرنسي هو منع إرهابيين من الحصول على ملاذ في المنطقة)، بوضع معلومات استخباراتية على الفور تحت تصرّف فرنسا. ولم تكشف أيّ تفاصيل بشأن مصدر هذه المعلومات، سواء كان الأقمار الصناعية أم طائرات استطلاع دون طيّار. أمّا بشان نقل المعدّات لحساب القوات الفرنسية وتموين الطائرات الفرنسية في الجو فما يزال يتعيّن على (البنتاغون) ووزارة الخارجية التأكّد من الإطار القانوني لمثل هذه العملية بهدف عدم انتهاك القانون الأمريكي، وهو ما يفسّر تأخّر الموافقة الرّسمية على الطلب الخاص بالنّقل الجوي وكون التموين في الجو لا يزال موضع دراسة، حسب ما أوضحه مسؤول أمريكي. من جهته، أعلن سلاح الجو الألماني أمس عن إرسال طائرتي نقل عسكريتين على متنهما 14 فردا إلى مالي لدعم العمليات العسكرية ضد الجماعات الإرهابية التي تسيطر على شمال مالي، وأفاد بأن الطائرتين غادرتا قاعدة (هون) التابعة لسلاح الجو الألماني شمالي البلاد الليلة قبل الماضية إلى (إيفرو) بفرنسا، حيث يتمّ تحميلهما بمواد طبّية قبل إقلاعهما إلى العاصمة المالية باماكو. وغادرت طائرة ألمانية ثالثة أمس من (لاندسبرغ) في ولاية بافاريا جنوب البلاد لتكون متاحة إذا تمّ الاحتياج إليها وتعود الطائرة إلى ألمانيا ما لم يتمّ الإحتياج إليها، حسب ما ذكره سلاح الجو الألماني. وذكرت وكالة الأنباء الألمانية أن الطائرات ستستخدم في نقل الجنود من إحدى الدول ال 14 الأعضاء في المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) إلى مالي، وتستطيع كلّ طائرة وهي من طراز (ترانسال) حمل نحو 90 جنديا. وقرّرت الحكومة الألمانية الأربعاء الماضي المشاركة بالطائرات بناء على طلب من الحكومة الفرنسية التي تقود المواجهة ضد المسلّحين الذين يسيطرون على شمال مالي. إلى ذلك، شرع حوالي مائة جندي من الطوغو ونيجيريا في التوافد منذ الخميس إلى العاصمة باماكو كأوّل عناصر القوة المسلّحة لمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) لدحر المجموعات المسلّحة التي تحتلّ شمال مالي. وأفادت تقارير إعلامية بأنه وصل حوالي 50 جنديا نيجيريا و50 آخر طوغوليا إلى مطار باماكو، حيث استقبلهم عسكريون ماليون وفرنسيون. ومن المقرّر أن تتسلّم القوة الإفريقية الغربية وقوامها ثلاثة آلاف عنصر، بينهم أكثر من ألفي تشادي المسؤولية الأمنية في نهاية المطاف من الجيش الفرنسي الذي يتدخّل في مالي منذ 11 جانفي الجاري. ونشرت فرنسا من جانبها 1400 جندي في مالي، وهو رقم مرشّح ليصل سريعا إلى 2500 عسكري. كما تساهم ثماني دول من غرب إفريقيا هي نيجيريا، الطوغو، البينين، السنغال، النيجر، غينيا، غانا، بوركينا فاسو وتشاد في هذه القوة التي أنشئت بتفويض من الأمم المتّحدة وسيقودها الجنرال النيجيري شيهو عبد القادر.