برّأت محكمة جنايات العاصمة شابّة في العشرينات من العمر من تهمة قتل طفل حديث الولادة رغم اعترافها الصريح بأنها قامت بكتم أنفاسه مباشرة بعد وضعه خوفا من أن يكتشف أهلها الفضيحة بسبب بكائه المستمرّ. تفاصيل القضية حسب ما دار في جلسة المحاكمة تعود إلى شهر فيفري 2010، عندما فاجأ المتّهمة (ع. زهيرة) المخاض فتوجّهت إلى مرحاض بيتها العائلي بالكاليتوس ووضعته هناك، وعندما بدأ بالبكاء قامت بسدّ فمه حتى لا تسمع صراخه عائلتها التي كانت تغطّ في النّوم، غير أنها تفاجأت بأن الطفل فارق الحياة لتسرع لإخبار والدتها التي صدمت بفعلة ابنتها وكيف تمكّنت من إخفاء حملها لمدّة 09 أشهر. وعليه، تمّ إخطار مصالح الأمن التي فتحت تحقيقا في الحادثة، خاصّة وأن تقرير الطبيب الشرعي أكّد أن سبب الوفاة هو ضيق في التنفّس بسبب كتم انفاسه. من جهتها، المتّهمة اعترفت لهيئة المحكمة بالجرم المنسوب إليها، مصرّحة بأنها لم تكن لديها نيّة في قتل الصغير، وأنها تفاجأت بآلام الوضع، ما جعلها تقرّر توليد نفسها حتى لا تتفطّن إليها عائلتها، وأنه عندما بدأ بالبكاء قامت بوضع يدها على فمه حتى لا يسمعه أحد إلاّ أن فضيحتها كانت أعظم بقتله، وأضافت أنها لم تقدّم الإسعافات الأوّلية لنفسها كالتخلّص من (شقائق المولود)، كما أنها لم تقم بربط سرّة الطفل، وأنها لم تقم بإجباره على التقيّؤ حتى يتخلّص من تلك المياه التي كانت داخل جوفه، والتي كان بإمكانها قتله، وأن كلّ هذه الأمور لم تكن تدركها، وكلّها تقنيات يعرفها ذوو الاختصاص. كما اعترفت الفتاة بأن الجنين هو ثمرة علاقة غير شرعية مع شابّ كان قد وعدها بالزّواج، وأنها هي فريسته الثالثة، حيث سبق له وأن فعل النّفس الشيء مع فتاتين، حيث حبلت كلتاهما منه، واحدة تمكّنت من الإجهاض فيما فرّت الأخرى من منزلها العائلي إلى وِجهة مجهولة بعد أن خذلهما وتملّص من مسؤوليته، وأنها لقيت نفس المصير فلم يكن بيدها سوى إخفاء فضيحتها. ممثّل الحقّ العام جرّم الوقائع واعتبرها خطيرة وطالب بسنّ قانون لمعاقبة الشبّان الذين يتخلّون عن عشيقاتهم بمجرّد أن يحبلن منهم ويتركوهن يواجهن مصيرا غامضا رفقة مولود غير شرعي، فالمتّهمة حمّلت البريء مسؤولية أخطائها بالتخلّص منه، ملتمسا تسليط عقوبة 15 سنة سجنا ضدها قبل أن تقرّ هيئة المحكمة بعد المداولات القانونية بالحكم السالف ذكره.