يصاب المتجول في شوارع بلدية جبل أمساعد جنوبالمسيلة، بالدهشة والتعجب نظرا للغياب الكبير وشبه التام للتهيئة الحضرية، ويعبر المواطنون عن تذمرهم واستيائهم من هذا الجانب حيث وصفوا حالها بالمنعدمة وخروج بلديتهم عن مجال التنمية، وأسفهم العميق لتأخر الأشغال في التهيئة اللازمة، ويتهم سكان جبل أمساعد السلطات المحلية السابقة بالوضع المزري الذي تعيشه مناطق البلدية رغم الشكاوى العديدة الموجه لهم ، ويعلق السكان آمالا كبيرة على المجلس المنتخب الجديد في دفع عجلة التنمية والنهوض بها، بمنطقة تعرف بالسياحة على مستوى المسيلة. ويأمل السكان من رئيس البلدية الجديد أن يقوم بتدارك الوضع، من خلال إطلاق تهيئة شاملة وفق معايير مدروسة ومتابعة تقنية من طرف السلطات المحلية للمشاريع مستقبلا، لإعطاء المدينة وجهها اللائق والمناسب، مشيرين إلى أن عمليات التهيئة السابقة تمثلت في أعمال التطبيب التي سرعان ما تكشف عن هشاشة الجهود، لذا فهم يطالبون بالاهتمام أكثر بوجه المدينة وإعطائها مشاريع تليق بمقامها، على اعتبار أنها قبلة للزوار والفارين من حرارة الصيف من مختلف ولايات الوطن لقضاء العطلة الصيفية بها، ولما تزخر به من غابة خلابة وعجيبة تعتبر مكسبا سياحيا للمنطقة. ومن جهته وبخصوص الانشغالات المطروحة، فقد أكد بكاي زيان رئيس بلدية جبل امساعد، أن المجلس الجديد سيعمل كل ما بوسعه لإيجاد حلول لتسيير شؤون المواطنين مع تجسيد مطالب السكان على أرض الواقع وفق الظروف المادية للبلدية كون بلدية جبل أمساعد تعتبر من البلديات الفقيرة بالولاية. وفي ذات السياق أكد رئيس البلدية السيد (زيان بكاي)، أنه منذ توليه رئاسة البلدية، رفقة المجلس البلدي الجديد، سجل العديد من النقائص كانعدام الكهرباء بسبب فاتورة سابقة بقيمة 700 مليون سنتيم، والهاتف والفاكس والانعدام الكلي لوسائل الاتصال لأسباب مجهولة، حيث أضاف حتى الكاتب العام لا يوجد، وهو الوضع نفسه بالنسبة للمحاسب والمتصرف الإداري والانعدام الكلي للمناصب النوعية والتسيير بالاعتماد على عمال العقود والشبكة الاجتماعية. وتعتبر بلدية جبل أمساعد من أقدم مناطق الولاية حيث تحتوي على آثار تاريخية تميزها عن باقي مناطق الولاية كخلوة طباقت التي أصبحت محجا للسكان، معتقدين أن قوة خفية تساعدهم على الشفاء بالإضافة لما تمتاز به غاباتها ذات الطابع السياحي الرومانسي الذي جعل منها مقصدا لآلاف السياح ليستمتعوا بما تملكه الغابة من جمال خلاب يبهر الزوار بمخيمه الصيفي الذي خصصت له البلدية أرضية لائقة تحتوي على بعض المرافق الترفيهية المحتشمة لتنشيط السياحة الداخلية، وبيت الشباب التي تتوسط الغابة رغم ما تعانيه من ضعف في الهياكل حيث تحتاج للدعم المادي للقضاء على النقائص كالتجهيزات التي توفر الراحة للنزلاء، ويأمل سكان البلدية ترقية مدينتهم إلى منطقة سياحية تستقطب الكثير من السياح، وهي التي كانت حاضنة التاريخ ومقر الولاية السادسة، ناهيك عن الرغبة الملحة للسكان في تجسيد البرامج التنموية التي تحقق لهم العيش الكريم أهمها إنجاز العديد من المشاريع السياحية بعد السنوات العجاف التي شهدتها بلديتهم.