تقع دائرة جبل امساعد جنوب ولاية المسيلة ب 100 كلم عن عاصمة الولاية، وتتربع على مساحة قدرها : 583 كلم مربع، بينما وصل عدد سكانها إلى 14000 نسمة، والملاحظ أن النمو السكاني في ارتفاع، ويتميز سطح المنطقة بالارتفاع الكبير عن مستوى سطح البحر، إذ يقدر ب 1000م، وتوجد بها مجموعة من الجبال المرتفعة، أهمها جبل الزرقاء البالغ ارتفاعه 1200 م، ونظرا لموقع جبل امساعد الجغرافي. فإنه يضم شبكة مائية مهمة وذلك ما مكنها من تحقيق نمو إنتاجي مرتفع خلال المواسم الماضية، من استحواذها على 32 واد أهمها واد تواب، واد الخبنة، واد أمساعد، واد الرأس الطويل، واد الطباقة، حيث عذوبة مائها جعلت الكثير من الشعراء يتغنون بها على غرار الأستاذ خليفي أحمد وغيره. أما بالنسبة للمناخ فإن المنطقة يسودها مناخ قاري، الذي يتميز بالبرودة الشديدة في فصل الشتاء، والحرارة والجفاف في فصل الصيف نظراً لارتفاعها الكبير عن مستوى سطح البحر. وتضم المنطقة عدة مناطق زراعية، مثل أطريفية، لعبيسية، الرأس الطويل، قروز، العقلة البيضاء ...الخ. وعند اتصالنا بالسيد عيسى رفيس رئيس بلدية جبل امساعد أكد أن الزراعة تعد النشاط الرئيسي لغالبية السكان، وتبلغ مساحة الأراضي الزراعية 47427 هكتار، أي بنسبة 70٪ من المساحة العامة، وقد بلغ عدد الفلاحين خلال سنة 2001 حوالي 1800 فلاح بعدما كان 1200 سنة 5891, كما يعد الرعي وتربية الحيوانات من أهم النشاطات التي يقوم بها السكان. ------------------------------------------------------------------------ الاستغلال العشوائي للسكان يهدد الثروة الغابية والحيوانية المتوفرة ------------------------------------------------------------------------ تقدر مساحة الغابات 1380 هكتار، وهي دائماً في انخفاض مستمر نتيجة الاستغلال العشوائي من طرف السكان بغرض التدفئة، ولكون المنطقة ذات طابع رعوي، فقد سطرت البلدية برنامجا كاملا بالتنسيق مع محافظة الغابات، وذلك بهدف حماية الغابة التي تمثل خصوصية جبل امساعد السياحية. وقد شهدت المنطقة خلال مواسم سابقة عملية تجريبية على أشجار الزيتون في أربعة هكتارات، فكانت نسبة النجاح 90٪ وهذه خطوة إيجابية يجسدها الطابع الفلاحي، وتحتوي المنطقة على غطاء نباتي كثيف من أهم أشجاره الصنوبر، العرعار، الفستق البري ...إلخ أما الحيوانات التي تعيش في الغابة فالغزال والأرنب والثعلب أهم ما يميز الثروة الحيوانية للمنطقة. البطالة تبقى الهاجس الحقيقي للسكانمن أهم المشاكل الاجتماعية التي يتخبط فيها سكان المنطقة تفاقم نسبة البطالة، فرغم النشاطات المكثفة والمتوفرة في الزراعة وتربية المواشي إلا أن نسبتها مازالت في ارتفاع مستمر والمقدرة ب 87٪، وهذا راجع لقلة الاستثمارات في جميع ما تتوفر عليه المنطقة من فرص للإنعاش الاقتصادي والاجتماعي. أما بالنسبة لليد العاملة فتقدر نسبتها ب 13٪ موزعة على جميع المؤسسات الحكومية المتواجدة في البلدية. ------------------------------------------------------------------------ وللسياحة حصة الأسد .... ------------------------------------------------------------------------ المجال الثقافي يميز المنطقة كونها من أقدم مناطق الولاية لاحتوائها على آثار تاريخية مستمدة من التاريخ العريق، ك '' خلوة طباقت '' التي كان سكان المنطقة يحجون إليها تبركا بها وهم يعتقدون أن قوة خفية تساعدهم على الشفاء. ويقصد المنطقة آلاف المصطافين ليستمتعوا بما تملكه جبل امساعد من جبال وغابات ذات الطابع الرومنسي وجمال خلاب حباها الله به تتميز به عن المنطقة كلها، وهي في هذا المجال تحتوي على مخيم صيفي يقصده السياح، ودار للشباب تنشط على مدار السنة يقصدها السياح القادمون من جهات مختلفة من الوطن، بالإضافة إلى دار الشباب التي تعاني من ضعف الهياكل القاعدية، هذا وقد أضاف السيد رئيس البلدية أن جبل امساعد هي منطقة بكر بالنسبة للمستثمرين في هذا المجال السياحي والشبابي وصناعة الخشب واليد العاملة المتوفرة، وهي فقط تنتظر المستثمرين والنشطين في هذه المجالات، والمجلس البلدي الحالي يفتح الأبواب أمام كل المستثمرين لتجسيد مشاريعهم السياحية الذي أضاف رئيس البلدية أكد أنه مستعد لمساعدتهم وتقديم كل التسهيلات الممكنة لهم للعمل في ظروف مريحة، شاكرا والي الولاية الذي خص بلدية جبل مساعد بمشاريع واعدة على غرار تهيئة الحديقة العمومية بوسط المدينة وتهيئة حديقة أخرى بالغابة، بالإضافة إلى تهيئة الطرق والأرصفة، فضلا عن تزويد أكثر من 1865 عائلة بالغاز الطبيعي الموسم الجاري، متمنيا من السيد والي الولاية دراسة آفاق البلدية التي يطمح سكان بلدية جبل امساعد إلى ترقيتها كمنطقة سياحية تستقطب الكثير من السياح، فضلا عن الزراعة التي تعد من أهم الرهانات في المنطقة.