أفادت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية بأن العنف الذي شهدته مصر في اليومين الماضيين ليس سوى جزءا من سيناريو العنف الذي أصبح مألوفًا في البلاد على مدى العامين الماضيين، إلاّ أن الجديد هذه المرّة هو ظهور جماعات (بلاك بلوك) للمرّة الأولى في مصر. وأوضحت الصحيفة أنه على الرغم من أن مصطلح (بلاك بلوك) قد يكون جديدًا إلى حد كبير في القاهرة، إلاّ أنه مصطلح يتمّ استخدامه منذ عدّة سنوات في الولايات المتّحدة وأوروبا لوصف تكتيك يستخدم عامّة من قِبل الأناركيين والمناهضين للرّأسمالية في التظاهرات السياسية الكبيرة التي عادة ما تتطوّر إلى معارك شوارع مع السلطات. وذكرت الصحيفة أن أعضاء (بلاك بلوك) في الولايات المتّحدة على الأقل لا يلجأون إلى استخدام العنف ضد الأفراد، لكنهم لا يتورّعون عن إتلاف الممتلكات. وبدأ تكتيك (بلاك بلوك) يلقى اهتمامًا في الاحتجاجات التي شهدتها مدينة سياتل الأمريكية في عام 1999 ضد منظمة التجارة العالمية، عندما قام شباب يرتدون الأسود بتحطيم النّوافذ واستخدام رذاذ الطلاء في الكتابة على المباني. وقالت الصحيفة إنه لم يتّضح حتى الآن إذا ما كانت هناك اتّصالات بين أعضاء (بلاك بلوك) في مصر ونظرائهم في الولايات المتّحدة، لكنها أشارت إلى أن الموقع الرّسمي لأخبار النّاركيين كان ينقل الأحداث التي كانت تشهدها القاهرة. ونقلت الصحيفة عن موقع أخبار الأناركيين أنه (في الليلة قبل الماضية تركت الأناركية الرسوم على الجدران والحوارات الصغيرة والمنتديات في مصر وخرجت إلى الحياة في القاهرة، لتعلن عن نفسها كقوة جديدة في الثورة الاجتماعية التي انطلقت منذ عامين بإلقاء القنابل الحارقة على مقرّات الإخوان المسلمين). وأشار الموقع إلى أنه على الرغم من قيام الحكومة المصرية بإغلاق صفحتي جماعة (بلاك بلوك) في مصر على موقع التواصل الاجتماعي (الفليس بوك)، إلاّ أنه تمّ إعادة إطلاقهما مرّة أخرى. وتابع الموقع قائلاً إن جماعة الأناركيين المصريين هاجمت مجلس الشورى المصري بالقنابل الحارقة. إلى ذلك، أحالت النيابة المصرية عضو في حركة (البلاك بلوك) على التحقيق بعد ضبطه وبحوزته طبنجة صوت و50 طلقة بلي كان يعتزم بيعها للمعتصمين في ميدان التحرير، وقد تمَّ التحفظ على المضبوطات. وكانت الخدمات الأمنية الموجودة في منطقة عابدين قد تلقّت بلاغًا من قائد إحدى سيّارات الأجرة باشتباهه في أحد الركّاب بحيازة سلاح ناري، على الفور تمَّ ضبطُه وتبين أنه (م.ف)، عامل، وبحوزته طبنجة صوت و50 طلقة بلي ومبلغ مالي 400 جنيه. وبمواجهته، أقرّ العضو بانضمامه حديثًا إلى حركة (البلاك بلوك)، وأنه حصل على السلاح النّاري من أحد الأشخاص ويدعى عبده، وأضاف أنه كان في سبيله لتسليمها إلى آخر يدعى (مكّي) مقابل مبلغ مالي 2500 جنيه للطبنجة و400 جنيه للطلقات، كما اعترف بسابقة شرائه لطلقات خرطوش من ذات الشخص أكثر من مرّة وبيعها للمعتصمين والثوار في ميدان التحرير. ومن جهة أخرى، صرّح خبراء الأمن بأن إنشاء جماعات مسلّحة وقيامها بأعمال الشغب دون وجود قانوني لهذه الجماعات مخالف للقانون والدستور، وأن قيام مجموعات (البلاك بلوك) بأيّ أعمال تمسّ سيادة الدولة مثل قطع الطرق أو الهجوم على المؤسسات الحيوية أمر مرفوض تمامًا، وأن هذه التكوينات الجديدة من المجموعات التي أطلقت على نفسها (البلاك بلوك) أو الكتيبة السوداء هي ردّ فعل على ما يتردّد حول وجود تنظيمات أو ميلشيات مسلّحة كأجنحة عسكرية لبعض القوى والجماعات السياسية في مصر.