كشفت النتيجتان المخيّبتان لمنتخبنا الوطني أمام كلّ من تونس (1/0) والطوغو (2/0) في نهائيات كأس أمم إفريقيا المقامة حاليا في جنوب إفريقيا الواقع الحقيقي للمدرّبين الجزائريين أو بالأحرى أولئك الذين يطلقون على أنفسهم تقنيون كبار يجيدون مهنة التدريب ربما أكثر ممّا يجيدها كبار التقنيين في العالم، ولنقول مورينيو وليبي وأنشليوتي وكونتي وغوارديولا والآخرون، كيف لا وتقنّيونا وللأسف تحوّل جلّهم بين عشية وضحاها إلى محلّلين من طينة (الكبار)، عفوا العمالقة وراحوا ينتقدون بطريقة لاذعة الطريقة التي انتهجها النّاخب الوطني حليلوزيتش في مباراتيه أمام تونس والطوغو، متناسين أن هذا المدرّب سبق له وأن درّب العديد من المنتخبات والنّوادي الكبيرة، كما سبق له وأن لعب في أكبر النّوادي الفرنسية وتدرّب على أيدي مدرّبين عالميين. كريم مادي أنا لست في هذا الموضوع المدافع عن خيارات المدرّب البوسني حليلوزيتش، بل الذي يجب أن أقوله بل أن أوضّحه للقرّاء الكرام هو أن هناك حقيقة يجب أن تقال وهي أن المنتخب الوطني وبشهادة كبار التقنيين في العالم المتتبّعين لكأس أمم إفريقيا الحالية أجمعوا على أن المنتخب الوطني قدّم مباراتين كبيرتين، ولولا سوء الطالع الذي لازم منتخبنا الوطني في مباراتيه أمام تونس والطوغو لحقّق في كليهما فوزا كاسحا. لكن أن يتحوّل المدرّب الوطني حليلوزيتش بين عشية وضحاها إلى أشبه بمجرم حرب محلّ بحث جهاز الأمن الدولي (الأنتربول) فهذا الذي يجب أن يقاوم، خاصّة وأن هؤلاء (النّاقمين) على المدرّب حليلوزيتش يعرفهم العام والخاص مدرّبون فاشلون، جلّهم مرفوضون للتدريب حتى في أدنى النّوادي التي تنشط في البطولات الولائية، لكن حين تستمع إلى تحليلاتهم حول أداء منتخبنا الوطني في جنوب إفريقيا تصاب بدوار شديد، وقد تجد نفسك إن واصلت الاستماع إلى تصريحاتهم طريح الفراش في المستشفى، إن لم نقل قد تتعرّض لسكتة قلبية فتجد نفسك في عالم الأموات. مدرّب طالب بمحاسبة حليلوزيتش وتناسى عدم محاسبته أحد المدرّبين الذي سبق له وأن درّب منتخبنا الوطني أكثر من مرّة في عزّ أيّام (الخضر) أطلّ علينا من إحدى القنوات الفضائية العربية وراح يدلو بدلوه بشأن تعثّر منتخبنا الوطني في جنوب إفريقيا، وممّا قاله دون مراعاة لشخصية المدرّب حليلوزيتش: (يجب محاسبة حليلوزيتش على ما فعله بالمنتخب الجزائري في جنوب إفريقيا). ولم يتوقّف حديث هذا المدرّب عند هذا الحدّ، بل راح يقول بالحرف الواحد: (حليلوزيتش جاء إلى الجزائر ليصنع اسما له في عالم التدريب بعد أن فقده حين طرد من المنتخب الإيفواري بطريقة غير حضارية)، ليضيف: (وجود حليلوزيتش على رأس الفريق الوطني اغتيال لهذا المنتخب، ولن تقوم لمنتخبنا قائمة مادام حليلوزيتش على رأسه). سبحان اللّه مغيّر الأحوال، لو عدنا إلى ماضي هذا المدرّب الذي تهجّم على حليلوزيتش بطريقة أهمّ ما يقال عنها إنها غير حضارية، نجد أن هذا المدرّب لم يحقّق أيّ شيء للمنتخب الوطني بالرغم من الأسماء الرنّانة التي كانت تزخر بها آنذاك التشكيلة الوطنية، حيث أشرف على منتخبنا في ثلاث دورات إفريقية وفي جميعها فشل في الفوز باللّقب القاري، بل حتى مشاركته في مونديال إسبانيا سنة 1982 لم يكن وراء تأهيل المنتخب الوطني. من حقّ هذا المدرّب وكتقني أن يقول على سبيل المثال إن حليلوزيتش لعب بطريقة لا تتماشى مع أداء اللاّعب الجزائري مثلا أو أن يقولا إنه لا يعقل أن يلعب بالطريقة كذا وكذا، لكن أن يقول يجب محاسبة حليلوزيتش فهذا الذي يجب أن يجعلنا نغيّر زر القناة الفضائية التي كان يتكلّم منها بطريقة غير حضارية. مدرّبون منبوذون في الوسط الكروي الجزائري طالبوا برحيل حليلوزيتش إضافة إلى المدرّب الذي توقّفنا عنده آنفا، هناك مدرّبون آخرون للأسف تحدّثوا بشأن تعثّر منتخبنا الوطني في الكأس القارّية الحالية بطريقة (خرافية)، بمعنى أنهم قالوا كلاما أشبه بكلام ذلك الشيخ (الهرم) الذي فقد ذاكرته وأصبح يتكلّم كلاما في غير محلّه. لا تعجبوا أن هناك مدرّبا يلقّب بالمدرّب (الملعون) على اعتبار أن أيّ فريق يشرف على تدريبه إلاّ ويكون مصيره النّزول، قد تعرفونه جميعا، حين أعطيت له الكلمة للإدلاء برأيه بخصوص تعثّر منتخبنا الوطني في مباراتيه أمام تونس والطوغو حمّل الخسارتين مباشرة للمدرّب حليلوزيتش وراح يقول كلاما لو سمعه حليلوزيتش لا لعن اللّحظة التي فكّر فيها في دخول عالم التدريب، كيف لا وهو الذي قال عنه مدرّبنا (الجزائري) الفاشل جدّا جدّا في النّوادي الجزائرية حتى المجهرية منها، إنه لا يصلح للتدريب ووجوده على رأس المنتخب الوطني كارثة. نضع نقطة النهاية لحديثي عن هذا المدرّب لننتقل للحديث عن مدرّب آخر يدّعي أنه فيلسوف المدرّبين الجزائريين وهو الذي طرد شرّ طردة من فريق ينشط في القسم الولائي لرابطة بومرداس، نعم في فريق تابع لبطولة ولاية بومرداس، وصف المدرّب حليلوزيتش بالفاشل بقوله لإحدى القنوات الإذاعية الجزائرية عقب خسارة الجزائر أمام الطوغو: (حليلوزيتش غير مؤهّل لتدريب المنتخب الوطني). وقد اعتبر صاحبنا هذا رحيل حليلوزيتش من المنتخب الجزائري أكثر من ضروري لأنه في نظره الحلّ الأنسب ولا مفرّ منه لإعادة هيبة (الخضر)، خاصّة وأن موعد تصفيات مونديال البرازيل 2014 باتت على الأبواب، مضيفا: (كان من المفترض بحليلوزيتش الاعتراف بفشله الذريع وتقديم استقالته خلال الندوة الصحفية التي أعقبت مباراة الطوغو)، موضّحا أن رحيله لن يؤثّر على مستقبل المنتخب الوطني الذي سيكون على موعد مع مواجهة منتخب البينين بتاريخ 22 مارس المقبل ضمن التصفيات المؤهّلة إلى نهائيات كأس العالم 2014. ترى ما عساني أقوله لهذا المدرّب وهو الذي تحوّل إلى داهية بين عشية وضحاها؟ مدرّب أقسم على أن لا يشاهد مباريات منتخبنا مادام على رأسه حليلوزيتش من غرائب تصريحات المدرّبين (الكبار) و(الملاح) و(الشاطرين) في عالم التدريب ويستحقّون خلافة مورينيو في الرّيال إذا قرّر الرّحيل عن الفريق الملكي، تلك التي صدرت من مدرّب لا يعرف من التدريب إلاّ اللّهث وراء الأموال واللّعنة على الشرف بقوله: (مادام على رأس المنتخب الوطني حليلوزتش فلن أشاهده). فهل يعقل أن يصدر مثل هذا الكلام من مدرّب ما يزال يدّعي أنه أب التدريب في الجزائر وهو الذي فشل فشلا ذريعا في جميع الأندية التي درّبها؟ بل أكثر من ذلك حين منحت له الفرصة ذات سنة لتولّي تدريب المنتخب الجزائري الأولمبي حصد نتائج كارثية لن تمحى من ذاكرة الكرة الجزائرية، لكن ومادام هذا المدرّب قد ابتلي بداء (العظمة) ما عسانا إلاّ أن نتمنّى له الشفاء العاجل. مدرّب وصف حليلوزيتش بالداء الخبيث خرجات مدرّبينا إن صحت تسميتهم بالمدرّبين الغريبة لم تتوقّف عند هذا الحدّ، بل تواصلت بطريقة مضحكة وتستحقّ أن تدخل ضمن خانة (اضحك). المدرّب الذي نحن بصدد الحديث عن تصريحاته سبق له وأن درّب أكثر من فريق، وفي كلّ مرّة تتمّ إقالته بطريقة غير مشرّفة، لكن بالرغم من ذلك ما يزال يدّعي نفسه أب التدريب في الجزائر. تصوّروا ماذا قال هذا المدرّب حين أعطيت له الكلمة ليدلي برأيه بخصوص إقصاء منتخبنا الوطني في الدور الأوّل من كأس أمم إفريقيا الحالية: (المدرّب حليلوزيتش يمثّل الداء الخبيث على الكرة الجزائرية، وإذا لم تتمّ إقالته فورا قبل مباراة كوت ديفوار نعم قالها وكرّرها يجب إقالة حليلوزيتش قبل مباراة كوت ديفوار فالمنتخب الوطني سيتحوّل إلى أضحوكة عند الآخرين). فأيّ كلام هذا الصادر على لسان مدرّب جزائري؟ لو أخبرتكم باسمه فأنا على يقين من أن الكثيرين منكم سيقومون بتمزيق هذا العدد من الجريدة كونه معروف في الوسط الكروي في بلادنا ب (التخلاط) وبفشله المتواصل في جميع الأندية التي درّبها. لكن حتى وإن لم أذكر اسم هذا المدرّب فأنا على يقين من أن الكثيرين منكم سيعرفون هويته. مدرّبون طالبوا بالاعتماد على اللاّعبين المحلّيين فئة أخرى حتى وإن تحفّظت عن الإساءة إلى المدرّب (المسكين) حليلوزيتش إلاّ أنها طالبته علنية بالاعتماد مستقبلا على اللاّعبين المحلّيين، وكأن بهؤلاء يرون أن الأندية الجزائرية تزخر بالعديد من الأسماء التي لها مكانة أساسية في المنتخب الوطني، متناسين أن أحسن لاعب في الجزائر لا يمكنه الاحتراف في البطولة التونسية أو المغربية ولا نقول الخليجية فما بالكم بالأوروبية. وهؤلاء يرون أن المدرّب الحالي حليلوزيتش تجاهل العديد من الأسماء في النّوادي الوطنية، لكن الذي تناسوه أو تجاهلوه هو أن حليلوزيتش حين استدعى أكثر من لاعب إلى معسكر اللاّعبين المحلّيين قبل شهرين من الآن وجد أن أحسن اللاّعبين هم أسوأ محترفينا، بمعنى آخر أن أحسن لاعب في البطولة الوطنية هو بنفس مستوى اللاّعبين الجزائريين النّاشطين في النّوادي الهاوية في فرنسا. لذا، نقول لهؤلاء باللّه عليكم دلّونا على لاعب محلّي له مكانته الأساسية في المنتخب الوطني الحالي؟ أتمنّى أن تكون نظرتي للاّعب المحلّي مخطئة، لنجد لاعبين مكانتهم في المنتخب الحالي للأسف تجاهلهم المدرّب حليلوزيتش. مدرّبون ينتقمون من المدرّب الأجنبي فئة أخرى من المدرّبين الجزائريين استغلّت تعثّر منتخبنا الوطني في كأس أمم إفريقيا الحالية لتطلق العنان لألسنتها قصد الثأر من المدرّب الأجنبي، حيث يرى أصحاب هذه الفكرة أن المدرّب الأجنبي لم يقدّم أيّ شيء للمنتخب الوطني الجزائري، كما أن جميع هؤلاء المدرّبين فاشلون، حتى الذين أشرفوا أو يشرفون حاليا على النّوادي الجزائرية. إن أصحاب هذه الفكرة معفيون عند العام والخاص، فبعد أن تجرّعوا مرارة الفشل في النّوادي الجزائرية فضّلوا الهروب إلى خلف الميكرفون وخلف الكاميرا فصارت قنواتنا الإذاعية بمختلف لغاتها وجميع قنواتنا الفضائية تعجّ بالعديد من المدرّبين للأسف جميعهم ودون استثناء فشلوا في عالم التدريب، بعضهم ونقولها بكلّ صراحة سبق لهم وأن درّبوا المنتخب الوطني وقادوه إلى المهازل والكوارث، والتاريخ لا ينسى أن أسوأ مشاركة لمنتخبنا الوطني في نهائيات كأس أمم إفريقيا في دورة بوركينا فاسو 1998 كانت على يد مدرّب محلّي. وقبل ذلك تجرّع منتخبنا الوطني مرارة الفشل في دورة 1992 بالسنغال على يد مدرّب محلّي، ومن دورات 1980 إلى 1986 شارك منتخبنا الوطني في أمم إفريقيا تحت قيادة مدرّبين محلّيين، وفي دورات 1996 بجنوب إفريقيا و1998 ببوركينا فاسو و2000 بغانا ونيجيريا و2002 بمالي و004 بتونس و2010 بأنغولا تحت إشراف مدرّبين محلّيين. فهل توّج منتخبنا الوطني خلال هذه الدورات بالكأس القارّية؟ الجواب سيكون بالنّفي، لم يحقّق المنتخب الوطني أيّ شيء. قد يقول قائل إن المنتخب الوطني توّج بكأس أمم إفريقيا سنة 1990 التي نظمت في بلادنا على يد مدرّب محلّي اسمه الشيخ عبد الحميد كرمالي أطال اللّه في عمره، نقولها للتاريخ إن أيّ مدرّب كان على رأس ذلك المنتخب كان سيتوّج بالكأس القارّية كون التشكيلة الوطنية كانت تزخر بالعديد من الأسماء الرنّانة، نخص بالذكر كلاّ من رابح ماجر، شريف الوزّاني، موسى صايب، فوضيل مغاريا، جمال عماني، شريف اوجاني والحارس المتميّز عنتر عصماني، زد على ذلك أن وراء المنتخب الوطني كان أكثر من 100 ألف متفرّج في مدرّجات ملعب 5 جويلية، فكيف لا يتوّج منتخبنا الوطني بتلك الكأس؟ بوعلام شارف الاستثناء أخيرا، هناك كلمة حقّ، بل هناك كلمة ثناء وشكر يجب أن أوجّهها عبر هذا المنبر إلى مدرّب اتحاد الحرّاش بوعلام شارف، ففي نظري الخاص هو المدرّب الجزائري الاستثناء الذي أثبت فعلا وجوده فوق الملاعب الجزائرية، فرغم النّجاح الذي يحقّقه مع فريق اتحاد الحرّاش إلاّ أنه نادرا ما نسمع تصريحاته، فهذا هو المدرّب الذي أتمنّى أن نشاهده ذات يوم على رأس العارضة الفنّية للمنتخب الوطني، أمّا البقّية فيصلحون للتمثيل أكثر من التدريب.. وللحديث بقّية. قبل أن تلقوا سهامكم برهنوا فوق الميدان قبل أن نختتم موضوعنا هذا يجب أن نقول لهؤلاء الذين أطلقوا سهامهم الحادّة على المدرّب حليلوزيتش قبل أن تنتقدوا طريقة هذا المدرّب عليكم الخروج إلى الميدان وبرهنوا مع الأندية على أنكم فعلا تجيدون مهنة التدريب، أمّا أن يرفضكم الميدان وتختفوا وراء الميكرفون ووراء كاميرات التلفزيون وتطلقون كلامكم (الوقح) على المدرّب حليلوزيتش وتصفونه بأنه مدرّب فاشل وبأنه يجب محاسبته وغير ذلك يجب أن تحاسبوا أنفسكم قبل أن تطالبوا بمحاسبة حليلوزيتش.