كما كان منتظرا، ففور إقدام عبد الحقّ بن شيخة استقالته من على رأس العارضة الفنّية للمنتخب الوطني تعالت الكثير من الأصوات هناك وهناك تطالب بضرورة تعيين ابن النّصرية وصانع أفراح نادي بورتو البرتغالي أسطورة كرة القدم الجزائرية رابح ماجر لخلافة المستقيل بن شيخة، واصفين ماجر بمثابة الورقة "السّحرية" التي ستمكّنه من إعادة قطار المنتخب الوطني إلى سكّته الصحيحة، وكأن رابح ماجر يملك العصا السّحرية التي سيصلح بها شؤون منتخبنا بعد الزلزال الذي دمّر "الخضر" السبت الماضي بخسارته "المذلّة" أمام المنتخب المغربي برباعية كاملة وضعت زملاء "الشيخ" عنتر يحيى قاب قوسين أو أدنى من الخروج من دائرة المنتخبات المتنافسة على تأشيرة العبور إلى الأدوار النّهائية لكأس أمم إفريقيا 2012 المنتظر إقامتها مطلع العام المقبل في كلّ من الغابون وغينيا الاستوائية· حتى لا يتّهمني ربما الكثيرون بأنني ضد قدوم رابح ماجر لتولّي تدريب المنتخب الوطني، هناك حقائق يجب أن تقال، خاصّة وأن المنتخب الوطني يجب بأيّ حال من الأحوال ألاّ يستعين بالعاطفة لاستقدام أيّ مدرب كان كما كان الحال مع النّاخب "الفاشل" عبد الحقّ بن شيخة، حيث تمّ تعيينه خلال شهر سبتمبر الماضي خلفا للشيخ رابح سعدان دون مراعاة المعايير التي يجب أن تضع لتعيين أيّ مدرّب كان لتولّي منصب الإشراف على المنتخب الوطني الأوّل· ** ماجر.. مدرّب متواضع سئل ذات يوم أسطورة كرة القدم الفرنسية ميشال بلاتيني: هل المدرّب الحقيقي هو النّاجح في مسيرته كلاعب؟ فردّ قائلا دون تردّد: "لو كان كذلك لما فشلت في مهمّتي كمدرّب"· لذا، نقول وفق كلام بلاتيني: "ليس كل لاعب ناجح يكون بالضرورة مدرّبا ناجحا"، فلو كان كذلك فلماذا اختفى الكثير من نجوم كرة القدم العالمية فور اعتزالهم اللّعب؟ فعلى سبيل المثال لماذا لم يوفّق أسطورة كرة القدم العالمية البرازيلي بيليه؟ ولماذا أخفق بلاتيني ومارادونا؟ ولِمَ لم يدخل زيدان عالم التدريب؟ ومادام الأمر كذلك لماذا فضّل رابح ماجر البقاء بعيدا عن عالم التدريب منذ أن أبعد بطريقة غير حضارية خلال شهر ماي عام 2002 من تدريب المنتخب الوطني عقب اللّقاء الودّي الذي خاضه حينها منتخبنا في بروكسل أمام المنتخب البلجيكي؟ فمنذ شهر ماي 2002 الى غاية الآن لم يتولّ ماجر تدريب أيّ منتخب وطني كان ولا أيّ نادي، حيث فضّل ولسنوات طويلة ولوج عالم التحليل الكروي· إذن، هل يحقّ لماجر أن نسند إليه مهمّة الإشراف على المنتخب الوطني في الظرف الرّاهن؟ الجواب سيكون "لا"، ومادام كذلك فلماذا يطالب الكثير بتعيينه خلفا للمدرّب المستقيل عبد الحقّ بن شيخة؟ ** محاسبة المتسبّبين في مهزلة "مراكش" قبل الحديث عن تعيين ماجر نبقى بشأن الذين يطالبون بتعيين رابح ماجر على رأس العارضة الفنّية للمنتخب الوطني لكرة القدم، المشكل في الوقت الحالي ليس في هوية المدرّب الذي سيكون خليفة بن شيخة، بل في ضرورة فتح ملف المنتخب الوطني ومساءلة الذين كانوا على رأسه عن الأموال التي صرفت والمقدّرة بملايير السنتيمات، والنتيجة أن "الخضر" قصفت شباكه السبت الماضي برباعية كاملة أمام المنتخب المغربي، والنتيجة كذلك شبه إقصاء لمنتخبنا من التأهّل إلى "كان" المقبل 2012· فهل نطوي ملف الأموال ونتحدّث عن ملف خليفة بن شيخة؟ فالسكوت عن الحقّ شيطان أخرس، لذا يجب على الجهات الوصية فتح ملف المنتخب الوطني ووضع النقاط على الحروف، أمّا الذين يطالبون بتعيين ماجر مدرّبا ل "الخضر" ففي نظري الخاص تكريس لسياسة الفشل. فقدوم ماجر لن يغيّر شيئا في المنتخب الوطني طالما أن "رؤوس الفساد" تواصل سياسة الفشل، فيجب تطهير هؤلاء قبل الحديث عن هوية من سيتولّى تدريب "الخضر"· ** تعيين ماجر.. تكريس لسياسة الفشل والهروب إلى الأمام ماذا يملك رابح ماجر في جعبته كمدرّب حتى نطالب اليوم بتعيينه؟ الجواب لا شيء، مسيرة رابح ماجر ومع احتراماتي له كلاعب حافلة لكن النتيجة الوحيدة التي حقّقها كمدرّب حصوله على لقب الدوري القطري مطلع الألفية الحالية مع نادي الوكرة، لكن في الموسم الموالي فشل فشلا ذريعا وتمّت إقالته بطريقة غير حضارية، ومنذ ذلك الحين لم يشرف رابح ماجر على أيّ ناد كان، اللّهم إلاّ تولّيه تدريب المنتخب الوطني مطلع القرن الحالي، وقد مضى على إبعاده من تدريب "الخضر" تسع سنوات كاملة، فلو كان لماجر اسما في عالم التدريب لما بقي طوال هذه المدّة خارج ميادين التدريب· ** مورينيو "ما يفريهاش" في "الخضر" بعيدا عن مستوى رابح ماجر، وبالنّظر إلى المشاكل التي بات يعاني منها المنتخب الوطني والنّكسة التي تعرّض لها سهرة السبت الماضي في مراكش المغربية، نقول إن البرتغالي مورينيو "وما يفريهاش" فمابالكم بماجر؟ علما أن هذا التيّار لا يمرّ بين هذا الأخير وبين الرئيس الحالي للاتحادية الجزائرية لكرة القدم الحاج محمد روراوة. فحتى وإن طوى الرجلان خلافاتهما إلاّ أن الواقع يؤكّد عكس ذلك، فماجر لن ولم ينس ما حدث له ذات يوم من شهر ماي عام 2002 حين أبعد من تدريب المنتخب الوطني، وكلّنا نتذكّر خرجته بعد قرار الإقالة، حيث راح يمزّق العقد الذي كان قد أبرم بينه وبين روراوة على الملأ في حصّة ملاعب العالم· إذن، فمشكلة المنتخب الوطني لا تكمن كما قلنا في عدد أمس في المدرّب، بل المشكل أعمق من ذلك بكثير، فيجب إحداث تغيير جذري في الكرة الجزائرية والتغيير لن تقدر عليه إلاّ الجهات الوصية ممثّلة في الوزارة ورئيس الحكومة والرجل الأوّل على هرم الدولة السيّد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة· ** النّفاق المكشوف أخير نقول للذين يطالبون بتعيين ماجر على رأس المنتخب الوطني إن البعض من هؤلاء ولا داعي لذكر أسمائهم، هم من كانوا وراء إبعاد سعدان، وهم من كانوا وراء قدوم بن شيخة، ونفس هذه الألسن تطالب اليوم بتعيين رابح ماجر، وهي نفس الوجوه التي ستشنّ حربا بلا هوداة على رابح ماجر في حال قدومه وفشله في تحقيق المبتغى·. إنه النّفاق المكشوف··· فاللّعنة على المنافقين·